منتديات ليب مون

التزمت دول الخليج، الحليفة لواشنطن، الصمت أمس بعد تسريبات موقع «ويكيليكس» التي أظهرت خوفها الكبير من إيران وتشجيعها المفترض لضربها، فيما رأى محللون أن التسريبات تخلق أزمة ثقة بين الخليجيين والأميركيين.
وقال المتحدث باسم المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة النقلي إن الرياض «غير معنية» بالوثائق والتي تحدثت عن دعوة الملك السعودي عبد الله واشنطن إلى مهاجمة إيران لوقف برنامجها النووي، فيما لزمت الدول الخليجية الأخرى الحليفة لواشنطن الصمت.
ولعل ابرز ما يتعلق بدول الخليج في هذه الوثائق، هو أن الملك السعودي عبد الله قد يكون دعا واشنطن إلى ضرب إيران لوقف برنامجها النووي، وكذلك فعل ضمنا ملك البحرين وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال السعودي عبد العزيز الصقر، مدير مركز الخليج للأبحاث ومقره دبي، إن «نشر هذه الوثائق يحرج حلفاء الولايات المتحدة ويتسبب خصوصا بخيبة أمل» لدى هذه الدول. وأضاف إن «هذه المعلومات كان يفترض أن تكون محمية، وهذا سيدفع بهذه الدول للتساؤل إلى أي مدى يمكنها أن تثق بالولايات المتحدة من الآن فصاعدا».
وبحسب الصقر، فان هذه الوثائق التي نشرها «ويكيليكس» ستدفع دول الخليج إلى «اخذ احتياطاتها في المستقبل» ضمن علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وردا على هذه التسريبات، قال مستشار حكومي سعودي إن «كل ذلك سلبي جدا. إن ذلك ليس بالأمر الجيد لبناء الثقة».
وبين الوثائق الـ250 ألفا التي نشرها موقع «ويكيليكس»، تفيد وثيقة بان ملك البحرين حمد بن عيــسى آل خليفة قال مطلع تشرين الثاني العام 2009 لقائد القيادة الأميــركية الوسطى الجنرال ديفيد بتراوس إن البـرنامج النووي الإيراني «يجب أن يتوقف»، معتبرا أن «مخاطر السماح باستمرار (البرنامج) اكبر من مخاطر وقفه».
أما ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، فقال خلال لقاء مع وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر، في تموز العام 2009، إن «حربا تقليدية مع إيران على المدى القريب أفضل بشكل واضح من التداعيات الطويلة المدى لحصول إيران على السلاح النووي».
من جهته، قال مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي إن «الثقة بين العرب (في الخليج) والولايات المتحدة ستصل إلى أدنى مستوياتها»، معتبرا أن التسريبات «ستخلق حاجزا كبيرا من انعدام الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة». ورأى أن دول المنطقة «ستفرض من الآن فصاعدا شروطا عند عقد أي لقاء مع المسؤولين الأميركيين».