منتديات ليب مون

واصلت إسرائيل، أمس، حملة هدم المنازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أزالت جرافاتها مسجدا وأكثر من عشرة مبان في منطقة الأغوار في الضفة الغربية، التي تطالب إسرائيل بإبقائها تحت سيطرتها في أي حل سياسي مستقبلي، ومنزلاً يقطنه 25 فلسطينياً في مدينة يطا في محافظة الخليل.
وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال هدمت مسجدا وأكثر من عشرة مبان في قرية خربة يرزا في شمالي غور الأردن، وذلك بذريعة عدم وجود تراخيص لبنائها.
وقال أحد سكان خربة يرزا، ويدعى مخلص مساعيد، إنّ «قوات الجيش الإسرائيلي هدمت مسجدا قديما وغرفة جديدة ملحقة به وأكثر من عشرة مبان، من بينها حظائر للماشية».
وأضاف مساعيد ان «قوات الجيش سلمتنا إنذارات قبل أشهر. وقد توجهنا للاعتراض في المحاكم الإسرائيلية، لكننا فوجئنا بهم مع الجرافات التي بدأت تهدم كل شيء أمامها».
وتابع مساعيد «نحن نسكن هنا من اجل الرعي والزراعة، لكن الجيش يقول ان هذه المنطقة منطقة عسكرية مغلقة»، موضحا أن سكان القرية «يعانون يوميا من إطلاق النار والمناورات».
من جهته، أكد المتحدث باسم منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية غاي انبار أن «الجيش هدم ثمانية مبان في خربة يرزا لأنها بنيت في مناطق إطلاق نار وتهدد حياة السكان ولأنها من دون ترخيص». وأضاف «سلمناهم أوامر هدم لهذه المباني لكنهم لم يتقدموا للاعتراض وإسماع ادعاءاتهم أمام مفتشي الإدارة المدنية».
وتظهر إحصائيات منظمة «بمكوم» الإسرائيلية غير الحكومية أن الإدارة المدنية للاحتلال في الضفة الغربية ترفض نحو 95 في المئة من الطلبات المقدمة للحصول على تصاريح بناء، وتمنح فقط حوالى 12 رخصة في السنة.
وقال محافظ منطقة طوباس مروان الطوباسي إن «ما جرى اليوم (امس) من هدم والأمس (الأربعاء) في الأغوار يستهدف تفريغ المنطقة من السكان بهدف السيطرة عليها»، لافتاً إلى أن «موضوع التراخيص هو موضوع سياسي، فالأغوار فيها الزراعة والمياه والموقع الاستراتيجي، وفيها أيضاً 13 ألف مستوطن وخمسة معسكرات» للجيش الإسرائيلي.
إلى ذلك، هدمت قوات إسرائيلية منزلا في مدينة يطا في جنوبي الخليل. وقال رئيس بلدية المدينة زهران ابو قبيطة إن «القوات الإسرائيلية هدمت منزلا يتكون من طابقين تبلغ مساحته 250 مترا مربعا ويعيش فيه نحو 25 شخصا في المنطقة «ج» التي تسيطر عليها إسرائيل بالكامل.
وأوضح أنّ «قوة كبيرة تتكون من 15 آلية من حرس حدود وشرطة وجيش وجرافة وعدد من الآليات الثقيلة، طوقت المنزل وهدمته على محتوياته بحجة عدم الترخيص»، لافتاً إلى أن «البيت كان قيد الترخيص وله خرائط هيكلية عند الإدارة المدنية». وأشار إلى أنّ «هناك نحو ثلاثين منزلا مهددا بالهدم في المنطقة ذاتها».
وتظهر أرقام الأمم المتحدة انه في العام 2009 دمرت إسرائيل 180 مبنى فلسطينيا في المنطقة (ج) بما في ذلك 56 مبنى سكنيا.
ورأى رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية في الضفة الغربية سلام فياض أن حملة الهدم الإسرائيلية تشكل «دليلا على استهتار إسرائيل بإرادة المجتمع الدولي واستمرارها في محاولة تقويض جهود السلطة الوطنية لتقديم الخدمات لمواطنينا».
واعتبرت حركة فتح أن هذه الحملة «تؤكد أن حكومة إسرائيل ماضية في سياسة تدمير الجهود الأميركية المبذولة لإحياء السلام»، لافتة إلى أنها «تصفية الوجود الفلسطيني في منطقة الأغوار والاستيلاء عليه، وذلك من خلال هدم المنازل ومصادرة الأراضي وعزل المنطقة بحجج أمنية كاذبة».
بدورها، وصفت حركة حماس حملة الهدم بأنها «تعبر عن سياسة عنصرية حاقدة قائمة على انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني من خلال الإبعاد والتهجير القسري وهدم المساجد والمنازل لصالح مشاريع الاحتلال الاستيطانية التهويدية».
أطفال القدس
من جهة ثانية، اتهم خبراء إسرائيليون الشرطة الإسرائيلية بممارسة «انتهاكات صارخة» للقانون بسبب معاملتها القاسية والعنيفة لأطفال فلسطينيين يشتبهون بأنهم يرشقون الحجارة في القدس الشرقية.
وجاءت هذه الاتهامات في رسالة بعث بها 60 خبيرا إسرائيليا في الطب وعلم النفس والتعليم والعمل الاجتماعي والقانون يعملون مع الأطفال، الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأعرب الخبراء في رسالتهم عن القلق بسبب تزايد الشهادات التي يقدمها أطفال وقاصرون فلسطينيون حول سوء معاملتهم عند اعتقالهم من قبل الشرطة في القدس الشرقية المحتلة خاصة في حي سلوان، موضحين أنه «خلال الأشهر القليلة الماضية تزايد عدد الشهادات المقدمة من القاصرين الفلسطينيين وعائلاتهم، التي تشير الى انتهاكات صارخة لحقوق المعتقلين القصر واستخدام العنف أثناء التحقيق مع الأطفال والشبان المشتبه في أنهم يلقون الحجارة في سلوان».
إسرائيل
إلى ذلك، دعا نتنياهو القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس إلى نبذ تقرير رسمي يؤكد أن حائط البراق، الذي تطلق عليه إسرائيل اسم «حائط المبكى»، ليس يهوديا، وذلك في إشارة إلى دراسة أعدها وزير الإعلام في السلطة الفلسطينية المتوكل طه وشكك فيها في تبجيل اليهود للحائط على أساس انه جدار يعود لمجمع معابد يهودية دمر قبل قرون.
واعتبر نتنياهو أن «نفي الصلة بين الشعب اليهودي والحائط الغربي (البراق) من جانب وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية، أمر مخز ولا يستند الى أساس».
في هذه الأثناء، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الحكومة الإسرائيلية بتكوينها الحالي تعرقل تقدم عملية السلام، داعياً إلى تشكيل حكومة وحدة جديدة.
وأضاف انّ حزب العمل، الذي يترأسه، «وافق على الانضمام إلى الحكومة الإسرائيلية الراهنة من اجل تأييد طريق السلام وبدأنا بالفعل الطريق وبات من المتعين علينا الآن أن نصل الى وجهتنا باعتباره قرارا تاريخيا يطرح أمامنا حتمية الحاجة الى تحقيق وحدة بين الجماعـات اليهودية الوسطية