منتديات ليب مون

متظاهرون أقباط في مواجهة مع الشرطة في الجيزة أمس


متظاهر قبطي يحمل صليباً خشبياً من فوق سيارة محطمة خلال المواجهات مع الشرطة في الجيزة أمس


تحوّلت خلفية العنف في الشارع المصري أمس، من السياسة والانتخابات المقبلة إلى الطائفية، بعدما قتل متظاهر «بطلق ناري» وأصيب 67 بينهم قيادات أمنية، في مواجهات مع الشرطة خلال احتجاج قبطيّ على قرار السلطات المحلية وقف أعمال البناء في كنيسة العمرانية الواقعة في محافظة الجيزة، فيما واصل الرئيس حسني مبارك جولته الخليجية في زيارة لقطر، أكدت مصادر إعلامية قطرية أنها ترمي من بين أهداف عديدة إلى «تحييد قناة الجزيرة بالنسبة لمجريات الانتخابات المصرية».
مواجهات الجيزة
وأكدت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية أن مواجهات بين متظاهرين أقباط وقوات الأمن في منطقة العمرانية جنوبي القاهرة، أسفرت عن مقتل طالب قبطي «توفي متأثرا بإصابته بعيار ناري في الفخذ وذلك بعد نقله إلى مستشفى أم المصريين لإسعافه». وأوضح مصدر أمني أن الضحية شاب يدعى مكاريوس جاد شكر في التاسعة عشرة من عمره، فيما أكدت مصادر طبية مصرية، أن المواجهات أدت إلى إصابة 67 شخصا بينهم 14 من قوات الامن على الأقل. وأفادت صحيفة «اليوم السابع المصرية» أن بين المصابين نائب مدير أمن الجيزة اللواء محمد مصطفى عبد العال، ومدير إدارة الأمن المركزي في الجيزة اللواء ماهر كامل محمود، وعددا من الضباط.
وصرح مصدر أمني في وزارة الداخلية بأن «3000 شخص من أبناء الطائفة المسيحية القبطية، تجمعوا صباحا أمام مبنى الخدمات التابع لطائفة الأقباط الأرثوذكس في شارع الإخلاص المطل على الطريق الدائري في العمرانية، وذلك في محاولة منهم لاستكمال أعمال البناء في المبنى وتحويله إلى مبنى كنسي، رغم عدم الحصول على ترخيص نهائي باستكمال البناء لوجود مخالفات هندسية».

وقال المصدر الأمني إن «تجمع المتظاهرين استمر على مدار 3 أيام متواصلة لفرض الأمر الواقع وإدخال سيارات نقل محملة بمواد البناء، مستغلين في ذلك المناخ الانتخابي وتصاعد وتيرة الحملات الدعائية ضد مصر مؤخرا»، حسب قوله، «ورافضين الاستجابة للنصح والتحذير بالالتزام بالإجراءات القانونية المتبعة في هذا الشأن».
وأضاف المصدر الأمني «في تمام الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم (أمس) الأربعاء، بادر المتجمعون بتصعيد تحركهم بتسلق مبنى الخدمات وقصف القوات الأمنية المتواجدة بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة وقطع الطريق الدائري، وتم التنبيه عليهم بالانصراف دون استــجابة، واستمـــروا في تعديهم على القوات مما اضـــطر القوات إلى تفريقهم وفتح الطريق باستخدام الغازات المسيلة للدموع، كما تم ضبط 93 شخصا من مثيري الشغب ومتزعمي التحرك».
لكن متظاهرين أصيبوا في المواجهات أكدوا «لم نحاول استفزاز الأمن بأي شكل من الأشكال»، مشيرين إلى أنهم تكاتفوا مع عدد من الأهالي للإسراع في بناء الكنيسة قبل عيد الميلاد. وأكدت إحدى المشاركات أن كاهن الكنيسة قال لهم إن المحافظ وافق على إتمام عملية البناء بشرط فض اعتصامهم وتجمعاتهم داخل الكنيسة، موضحة أنه بالفعل رحلت جميع النساء والأطفال ولم يمكث إلا الرجال القائمون بعملية البناء».
من جهته، عقد محافظ الجيزة سيد عبد العزيز، مؤتمراً صحافياً تناول فيه تفاصيل الأزمة، وقال المحافظ إن الكنيسة خالفت القانون والدستور عقب قيامها بتحويل مبنى خدمي وإداري إلى كنيسة بدون الحصول على رخصة بناء كنيسة. وأضاف أن «الكاتدرائية حصلت على رخصة مبنى إداري وخدمات أرضي وثلاثة أدوار إلا أنها يوم 22 تشرين الثاني الحالي قامت بإنشاء قبة لكنيسة بالمخالفة، الأمر الذي دفع رئيس حي العمرانية الى وقف أعمال البناء، مما دفع عدداً من الأقباط لقطع الطريق الدائري، فأمرنا بتشكيل لجنة من المحافظة لمعاينة المبنى وبحث الأوضاع مع الأهالي للتهدئة ووقف التظاهر».
ورفض المقر الباباوي القبطي التعليق على الأحداث بحسب صحيفة «المصري اليوم» وأكد أحد أساقفة الكنيسة أن الموضوع يعرض على البابا شنودة الثالث لحظة بلحظة، وأنهم أجروا العديد من الاتصالات مع مسؤولين بالدولة في محاولة لتهدئة الوضع، مشيراً إلى أن أسقف الجيزة الأنبا ثيودوسيوس متواجد في ألمانيا حاليا، وسيعود في أقرب وقت لمتابعة الأمر وتداركه. في المقابل، أكدت بعض القيادات القبطية في الخارج أنها بصدد تنظيم تظاهرات أمام السفارات المصرية في أميركا والدول الأوروبية احتجاجاً على عنف الأمن، بحسب «المصري اليوم».
من جانبه أعرب الازهر في بيان عن «أسفه الشديد للأحداث المؤلمة التي وقعت في منطقة الجيزة». وطالب «المصريين جميعا الاعتصام بوحدتهم الوطنية والالتزام بأحكام القانون والبعد عن كل ما يمس أمن الوطن» كما أهاب «بالجهات المعنية ان تعالج هذا الامر بكل ما يمكن من حكمة انطلاقا من الحرص على الاخوة الوطنية على أمن مصر واستقرارها».
مبارك و«الجزيرة»
في المقابل، استقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، الرئيس حسني مبارك، الذى وصل الى الدوحة في ثاني محطات جولته الخليجية، بعد الإمارات. وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«المصري اليوم» أن زيارة مبارك للدوحة، ولقاءه أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني «طوت صفحة خلافات استمرت سنوات بين البلدين»، مشيرة إلى أنها ستحمل ما وصفته بـ«أنباء سعيدة» للعمالة المصرية ومعتقلين مصريين في الدوحة.
ونقلت صحيفة «الشروق الجديد» المصرية المستقلة عن مصادر إعلامية قطرية قولها إن من أهداف الزيارة «التي تأتي بعد قطيعة» منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان صيف العام 2006 تهدف إلى «تحييد قناة الجزيرة بالنسبة لمجريات الانتخابات المصرية»، و«تحسين صورة مصر مقابل الانتقادات الأميركية والأوروبية لملف الانتخابات». ووفقا للصحيفة فإن المصادر حاولت التدليل على صحة ما ذهبت إليه بوجود وزير الإعلام المصري أنس الفقي ضمن الوفد المرافق لمبارك. ومن جانب آخر، قال دبلوماسي عربي في القاهرة إن «إنهاء التوتر بين القاهرة والدوحة من شأنه دفع المصالحة الفلسطينية».
وجاء في بيان مشترك لمبارك والشيخ حمد بن خليفة أنه «في جو سادته روح الإخاء عقد الزعيمان مباحثات استعرضا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، والأوضاع في العالم العربي، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتجسيدا للرغبة المشتركة للبلدين الشقيقين في رفع مستوى العلاقات الثنائية وتطوير التعاون المشترك بينهما، اتفق الزعيمان على تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي مجلس الوزراء في البلدين الشقيقين».