منتديات ليب مون

استمرت نيران الحرائق لليوم الثاني على التوالي أمس في الأحراج الفاصلة ما بين بلدات البرجين وشحيم وداريا. وكانت رقعة النيران قد اتسعت فجر أمس بفعل حركة الرياح والتهمت مساحات شاسعة من أشجار الصنوبر البلدي والبري والسنديان والشربين، فضلا عن قضائها على حقول الزيتون واللوز. وطال الحريق منزل عبد الحكيم شحادة من بلدة شحيم، الواقع على تلة المريجات بعد اشتعال الأشجار المحيطة به. وأصيب نجله أحمد بجروح وحروق بليغة خلال محاولته إخماد النيران.
وحاولت فرق «الدفاع المدني» في المنطقة إلى جانب عدد كبير من عناصر الجيش إخماد الحرائق، ولكنهم واجهوا صعوبات كبيرة نظراً لوعورة المنطقة وحرجيتها وضخامة ألسنة اللهب، فكانت النيران تنتقل من شجرة إلى أخرى من الأعلى بسرعة نتيجة حركة الرياح. والتهمت النيران الأحراج في مناطق جبل السن والمريجات وخلة البيادر وخراج بلدتي شحيم والبرجين.
وحتى ليل أمس، استمر الحريق، الذي حوصر في مرتفعات المريجات ولكن بوهج أقل، وشاركت في محاولات إطفائه آليات من «الدفاع المدني» من بيروت ومعظم مراكز الشوف، بالإضافة إلى طوافتين وصهريج للجيش اللبناني.
وأشار شحادة، بعد تفقده الأضرار إلى أن «النيران التهمت حوالى 300 الف متر مربع من الأحراج»، التي تعود له ولأبناء أعمامه، بالإضافة إلى «جزء من أثاث منزله، وغرفة مولد الكهرباء، وأشجار اللوز والزيتون المحيطة به».
وقالت سامية فواز زرزور، التي كان لمنزلها نصيب من ألسنة اللهب: «لقد عشنا لحظات خطيرة ومرعبة، وعندما اقترب الحريق من منزلنا أبعدت الأولاد إلى أماكن أخرى خشية تعرضهم للأذى، وبقيت مع زوجي في جوار المنزل، ونحن نرش المياه لإخماد النيران»، معتبرة أن «هناك تقصيراً من قبل الدولة والمسؤولين لعدم تحركهم بالسرعة المطلوبة ومنع تفاقم الوضع».