منتديات ليب مون

بري: متضامن مع جنبلاط

انعقدت هيئة الحوار الوطني، أمس، كأنها لم تنعقد، إذ غاب عنها اركان المعارضة وإن حضر «الرئيس المعارض» نبيه بري بصفته الدستورية كرئيس لمجلس النواب، تاركا لبعض أركان الحوار الآخرين أن يفسروا ويتغزلوا به وأن يقدروا أن المعارضة لا تريد ان تقطع «شعرة معاوية»، فكيف إذا كان نبيه بري يمسك بهذه الشعرة وهو الذي لا يقطع شعرة مع احد، فهل يقطع مع الحوار وهو «أبو الحوار» والداعي الأول له في العام 2006؟
تضامن أركان المعارضة، مع موقف العماد ميشال عون، الذي رفض أن يتحول الى شاهد زور بجلوسه مع حماة شهود الزور، فكان قرار الغياب احتجاجا على المماطلة في بت الحكومة قضية الشهود الزور، برغم إصرار مكونات اساسية فيها على بت هذه القضية، وبهذا المعنى لم يكن الغياب عن حضور جلسة الحوار موجها ضد رئيس الجمهورية راعي الحوار، «بل ضد أداء الاكثرية الحكومية التي تماطل في قضية شهود الزور كما في قضايا سياسية واقتصادية ومعيشية وادارية اخرى تعطل انطلاقة عجلة الدولة فعلياً»، على حد قول قطب معارض. وربما الغياب كان موجها الى رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يتردد في خياراته، سواء في موضوع العلاقة مع سوريا أو بتأكيد دعمه مسار التحقيق الدولي والمحكمة الدولية «على علاته»، من دون ان يطلب او يسعى لتصحيح هذا المسار برغم كل ما شابه من شوائب خطيرة.
وفي رأي احد نواب المعارضة ان مقاطعة هيئة الحوار، أمس، هدفها تصحيح مسار حكومي وسياسي خاطئ يصر على تجاهل القضايا الخطيرة التي تواجه البلد. وإن المعارضة فرضت ايقاعها على هيئة الحوار وعلى مجمل الوضع السياسي، ولا مهرب من العودة الى بت ملف شهود الزور في أول جلسة يعقدها مجلس الوزراء ومن دون أي تأخير على حد تعبير الوزير محمد فنيش، برغم ان اركان الاكثرية في الحوار اعتقدوا انهم سجلوا نقطة على اركان المعارضة بتسجيل حضورهم الحوار، «بينما الصحيح ان المعارضة ارادت تصويب كل المسار السياسي للحكومة وللحوار الوطني»، يقول نائب معارض.
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، لقناة «المنار» انه «حين يقاطع العماد عون جلسة الحوار احتجاجاً واعتراضاً على مماطلة رئيس الحكومة وفريقه في حسم ملف شهود الزور، ثم يتضامن معه أقطاب في المعارضة، نجد أنفسنا في حزب الله معنيين قبل غيرنا بالتضامن مع هذا الموقف، ولذلك فإن عدم حضورنا جلسة الحوار، أمس، هو أمر طبيعي في هذا السياق».
يُذكر ان مشاورات حصلت بين بعض اركان المعارضة من اعضاء هيئة الحوار بعد اعلان النائب العماد ميشال عون قرار عدم الحضور، الا ان اوساط عون النيابية تؤكد انه لم ينسق مع اي طرف معارض ولم يطلب من احد مقاطعة الحوار. والذي حصل هو ان النائب سليمان فرنجية اعلن تضامنه مع عون، فما كان من النائب طلال ارسلان الا ان تضامن مع الاثنين واتصل بالنائب اسعد حردان، وابلغه موقفه كما ابلغ موقفه للرئيس بري بعدما زاره في عين التينة، واعلن من هناك انه لن يشارك في حوار يحمي شهود الزور، وإن كان الحزب السوري القومي الاجتماعي «قد تمايز في عنوان المقاطعة ولم يتمايز في الجوهر» ـ بحسب مصدر قيادي فيه ـ وذلك بالبيان الذي اصدره وقدّر فيه لرئيس الجمهورية موقفه الراعي للحوار وللوفاق، وأكد استمراره في مسيرة الحوار.
وأكد عضو هيئة الحوار النائب اسعد حردان لـ«السفير» موقف الحزب المؤيد مسعى الرئيس سليمان الوفاقي والحواري، وأشار الى ان رئيس الجمهورية مشكور في مسعاه، وخطوته بالدعوة الى استمرار جلسة الحوار موقف ايجابي نؤيده ونحن مستمرون بالحوار، لكن هناك دورا للحكومة لا بد من ان تقوم به، وهي تتقاعس عن دورها، لا سيما في معالجة الملفات الخلافية ـ وهي كثيرة ـ بل هي تتفرج على البلد ينهار وتهرب الى الامام من الاستحقاقات الخطيرة التي تواجهها، على كل الصعد الوطنية والسياسية والوفاقية والاقتصادية ـ المعيشية. ولا يجوز ان تختبئ الحكومة وراء اصبعها وتهرب من معالجة قضية وطنية خطيرة مثل قضية شهود الزور، التي تهدد الوحدة الوطنية ووحدة الوطن في الصميم، وتتعامل معها كأنها خلاف عابر على مسألة اجرائية عادية.
ودعا حردان الحكومة الى عقد جلسات مفتوحة واستثنائية لبت ملف شهود الزور ومعالجة كل المسائل الاخرى الخلافية السياسية وغير السياسية، ولمعالجة قلق المواطن على مصيره وعلى وطنه. وقال: هذه المرحلة جدية ومصيرية في تاريخ الوطن، والحكومة معنية بمواجهة هذه المرحلة لانها حكومة وحدة وطنية.
ورد احد اقطاب المعارضة الاعضاء في هيئة الحوار على ما قاله الرئيس سعد الحريري بعد انتهاء الجلسة حول ضرر مقاطعة الحوار على الاستراتيجية الدفاعية ضد اسرائيل، فقال ان الغاء جلسات الحكومة يخدم اسرائيل بصورة غير مباشرة، لأن الحكومة مستخفة باستقرار المواطن وبتهديد اسرائيل لوحدة البلد