منتديات ليب مون

تزدحم طهران بعشرات الوفود العربية، وغير العربية من دول إسلامية وأوروبية وافريقية وآسيوية، للمشاركة في معرض الاعلام الدولي الذي افتتح في العاصمة الايرانية رسمياً امس ويستمر حتى الاثنين المقبل، الا ان السلطات الايرانية الرسمية لا سيما وزارة الارشاد التي نظمت المعرض، أرادت من دعوة عشرات الدول من العالم الثالث وبعض دول اوروبا، فتح الآفاق امام مندوبي الرأي العام وبعض النخبويين فيه، للتواصل مع النخب الايرانية (الرسمية اولا)، عبر تحضير برنامج زيارات ولقاءات اكاديمية واعلامية وثقافية، بهدف التعرف اكثر على التجربة الايرانية الاسلامية في قيادة دولة كبيرة على مختلف الصعد، غير السياسية والأمنية والعسكرية.
وثمة من قال إن ايران سعت ونجحت الى حد ما حتى الآن، لتكون قائدة للعالم الثالث اي عالم المستضعفين بنظرها، وهذا ما يفسر بنظر بعض المشاركين مثلا دعوة وفود من افريقيا والعالم العربي (لبنان وسوريا ومصر والاردن والسودان وفلسطين واليمن والجزائر والكويت وقطر والعراق) ومن بعض دول اوروبا الشرقية غير المنضوية في الاتحاد الاوروبي، وباكستان وكازاخستان واوزبكستان واندونيسيا ودول آسيوية اخرى، بحيث بلغ عدد المشاركين المئات، وكان اللافت حضور مندوبي اعلام من فرنسا وبريطانيا وروسيا واليابان وكوريا والهند وكرواتيا وجورجيا والارجنتين، اضافة الى الدولة الحليف الاولى خارج العالم العربي: فنزويلا، الى جانب تركيا، ووفرت لهم الحكومة الإيرانية كل وسائل الإقامة والنقل والاتصالات وسواها من خدمات، فظهرت ايران «بمثابة الدولة الحاضنة لنمو وتطوّر الدول الفقيرة علمياً واقتصادياً وتنموياً، بحيث لا تذهب للاعتماد على الغرب، وبهدف المساعدة على ان تنمي كل دولة نفسها وبالاتكال على دول صديقة وقادرة مثل ايران، لا طموحات استعمارية او استغلالية لها».
افتتاح المعرض
تأخر افتتاح المعرض نظراً لبعض المشكلات التنظيمية والتقنية وكثرة الوفود، لكن وزير الارشاد علي حسيني حضر على الموعد ممثلاً رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد، الذي تردد انه كان سيفتتح المعرض شخصياً، لولا انشغالات طارئة، وتحدث عن «رسالة الاعلام الايراني بمواجهة الحرب الناعمة التي يقودها الغرب ضد ايران، داعياً الى ان يتضامن احرار العالم لمواجهة هذه الحرب».
وبحسب منظمي المعرض، فهو يضم مندوبي 55 بلداً، و760 جناحاً، علماً بانه ضم العام الماضي 480 جناحاً، وعرضت فيه إصدارات نحو 275 مطبوعة ووكالة غير ايرانية، وآلاف المنشورات الإيرانية الإعلامية لوزارة الارشاد والطالبية.
وأقيمت على هامش المعرض ندوات وحلقات نقاش شارك في إحداها وزير الإرشاد، عرضت للواقع الإعلامي العالمي وتأثيره في سيطرة اميركا واسرائيل على الاعلام الدولي ولا سيما الغربي. كما عرضت تجارب واقتراحات من بعض المندوبين العرب. كما قدم وزير التجارة الايراني في اليوم الثاني محاضرة عن حجم التجارة الايرانية مع الخارج، موضحاً انها بلغت خلال السنوات الأربع الماضية مئة مليار دولار، وفاقت المتوقع الذي كان مقدراً بـ 35 مليار دولار، وقال إن التبادل التجاري الايراني يشمل نحو 175 دولة في العالم.
ورداً على سؤال حول تأثير العقوبات الدولية على ايران اشار الوزير الى انها لا تؤثر على القطاع الخاص، رافضاً التوسع اكثر في الاجابة، لكنه اشار رداً على سؤال آخر حول موقف كوريا الجنوبية مثلاً من العقوبات الى ان بعض الدول الصناعية والكبرى تجاريا تبحث عن مزيد من الاسواق لمنتجاتها، ولا يمكن ان تستغني عن سوق كبير من 74 مليون نسمة كالسوق الايرانية. كما اوضح رداً على سؤال انه لا مشكلة في التبادل التجاري مع دولة الإمارات العربية المتحدة برغم قرارها المشاركة في التقيد بالعقوبات الدولية