منتديات ليب مون

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه وفد «مجموعة الحكماء الدولية» أمس، أن السلام العادل والشامل في المنطقة هو وحده الكفيل بتحقيق الأمن والاستقرار، مكرراً أن الحكومة الإسرائيلية غير قادرة على تحقيق السلام الآن، فيما انتقد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الجهود الاميركية للتسوية معتبراً أنها غير كافية ولا تشكل قناعة إيجابية عند أحد.
وذكر بيان رئاسي سوري أن الأسد شرح، خلال لقائه في دمشق وفد «الحكماء» برئاسة الرئيسة الايرلندية السابقة ماري روبنسون ومشاركة كارتر إلى جانب المبعوث الدولي السابق الأخضر الإبراهيمي والناشطة الهندية ايلا بات، «الرؤية السورية لحل مشاكل المنطقة».
وأكد الأسد أن «السلام العادل والشامل وحده يحقق الأمن والاستقرار»، مشدّداً على أن «الحكومة الإسرائيلية الحالية غير راغبة وغير قادرة على تحقيق السلام». كما حذر من «الآثار الخطيرة للقانون العنصري، والذي يسمّى قانون المواطنة».

واستمع الأسد من وفد «مجموعة الحكماء» الذي زار غزة ضمن جولة في المنطقة، إلى ما شاهده من أوضاع مأساوية للشعب الفلسطيني جراء الحصار الإسرائيلي اللاإنساني المفروض عليه. وأكد الرئيس السوري «أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، وضرورة تضافر جميع الجهود لمساعدة الشعب الفلسطيني في إنجازها». وأثنى على «الجهود التي تبذلها مجموعة الحكماء في نقل حقيقة ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، داعياً إلى «تضافر الجهود لدفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ولمعاناة الشعب الفلسطيني اليومية».
وأكد وفد «الحكماء» ضرورة إشراك جميع الفصائل الفلسطينية في أي عملية سلام، لأنهم يمثلون مكونات الشعب الفلسطيني كافة. وكرّر كارتر هذا الرأي، في مؤتمر صحافي، لخّص فيه فحوى اجتماعات الوفد في دمشق، مع الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وقال «هناك 1,5 مليون شخص يعــيشون في قفص أو سجن» في غزة.
ورأى كارتر «ضرورة أن تكون حماس جزءاً من عمليات السلام القائمة، لأنه لا يمكن التوصل إلى السلام من دون إشراكها، فهي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني». واعتبر أن جهود الإدارة الأميركية الحالية في عملية السلام لا تقنع أحداً. وقال «لم تكن فاعلة، ولم نجد شخصاً واحداً عبر عن اعتقاده أن مفاوضات السلام الحالية ستكون ناجحة». وأشار إلى أن «حماس عبرت عن تحفظاتها في ما يتعلق بمبادرة السلام، لكنهم اخبرونا أنهم لن يقفوا في وجه تنفيذ مبادرة السلام العربية».
بدوره، رأى الإبراهيمي أن «على الفلسطينيين واجب توحيد صفوفهم، وعلى الآخرين المساعدة في ذلك وعدم وضع العراقيل»، معرباً عن اعتقاده أن «مكان الاجتماع أمر ثانوي وأن وحدة الشعب الفلسطيني هي أهم شيء في الوقت الحاضر». وشدّد على أنه إذا لم تتحقق المصالحة فإن «الأوضاع لن تتحسّن».
من جهتها، قالت روبنسون إنها «سمعت تأكيدات من القاهرة بأن معبر رفح سيفتح بشكل كامل أمام دخول الأفراد والمساعدات الصحية وليس مواد البناء»، مشيرة إلى ضرورة رفع الحصار بشكل كلي، قبل أن تشدّد على «أهمية التأثير الجزئي لقوافل الإغاثة». وأوضحت أن الوفد بحث خلال لقائه مع قادة حماس موضوع الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت، مشيرة إلى رغبة حماس في «تحقيق تقدم في ملف تبادل الأسرى»، معتبرة أن «المشكلة تكمن في عدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب إطلاق سراحهم