منتديات ليب مون

في توقيت غريب، سخّر الزميل في الـ«ال بي سي» مارسيل غانم برنامج «كلام الناس» الاكثر مشاهدة، بين برامج الـ«توك شو» السياسية لعنوان «الفتنة السنية ـ الشيعية». حتما، لم تكن تلك الحلقة وليدة ليلتها، بل احتاجت الى تحضير وقبل ذلك الى قرار في المهنة والسياسة من قبل الزميل نفسه أو من يشرف على برنامجه سياسيا.
لا يستطيع أحد أن يهرب من التحدي السني ـ الشيعي، لا اليوم، ولا في المستقبل، لكن ما معنى أن تختار فضائية لبنانية توقيت زيارة ملك السعودية أو مرجعية الأزهر، أو مرجعية النجف أو قم أو رئيس إيران، تحديدا، إلى بيروت، لطرح هذا العنوان؟ واذا لم تكن لتفعل ذلك في كل هذه المناسبات، فما معنى أن تختار في واحدة منها تحديدا؟ ما معنى أن تتناغم ثلاث فضائيات لبنانية وعربية في الليلة نفسها، وللمصادفة فقط، في التوقيت نفسه، للحديث عن «الخطر الايراني» أو «الفارسي» و«المشروع الايراني» و«ولاية الفقيه» و«الدولة ضمن الدولة» وغير ذلك من التوصيفات أو العبارات التي جاءت على لسان رجال دين أو سياسيين حاليين أو سابقين أو زملاء اعلاميين صاروا نجوما في السياسة أو حتى على لسان مواطنين كأننا لا نعرف ما يكتنف كل النفوس اللبنانية في كل «المنازل اللبنانية» من أحقاد وحسابات... تنتظر دائما اما من يبردها أو يؤججها تبعا للحظة والاستخدام؟
لكأن هناك من أراد أن يخرق «هدنة نجاد»، فأنزل كاميراته إلى خط التماس الأكثر سخونة (باب التبانة وجبل محسن). تحدثت الكاميرا مع مواطنين من هنا ومن هناك. «7 ايار». لغتهم الحربية المحلية، صارت مشرّعة على البث الفضائي. دخلت المذهبية في صورتها المتطرفة كل منزل. بحثت في ثناياه عن كل نفس كارهة للآخر، ومتعطشة للقضاء عليه، وعلى أدواته. ضيوف البرنامج كانوا على قدر العزم أيضاً. أسئلة غانم عن رد الفعل السني على التسلح الشيعي في طرابلس والشمال، لم تكن إلا وقوداً خصباً لردود تتأهب الفرصة المناسبة للتعبير عن مكنوناتها.
المفتي محمد علي الجوزو، بما «يمثل» دينيا وسياسيا، كان أيضاً موجوداً بأسلوبه الساخر من «كل شيء تُرفق به كلمة إلهي»، مخفياً رد فعله في حال «قرر حزب الله النزول إلى الشارع»، رداً على السؤال الذي تكرر مراراً على لسان غانم لضيوفه: بصراحة إذا قرر حزب الله الرد بالسلاح بعد صدور القرار الظني هل تواجهونه؟
الفتنة كان لها محطات فضائية كثيرة ليل أمس، كأن هناك من يلفت انتباه الرئيس الإيراني وهو في الطائرة، الى أن تلك «السموم المذهبية» تكاد تزنر طائرته وتذكره بأن ما شاهده في لبنان، كان مجافيا للحقيقة.
«ما بدنا نخوف سمعنا كتير عن تسلح بالفترة الاخيرة». لم نخف يا مارسيل من كلماتك، لكن اسمح لنا بشيء من العتب... فما هكذا عودتنا... واعذرنا على سؤالك عما فعلت وقصدت... لعل لديك كلام ناس آخر غير الذي كان بالامس

اللهم خلصنا من الفتن واهل الفتن والعازفين على اوتار الطائفية
شكرا عالخبر
دمت بخير