منتديات ليب مون

المكسيك :
لمس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال رحلته الى نيويورك حرصاً دولياً وعربيا كبيراً على تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في لبنان وتخفيف حالة التشنج السياسي القائمة حالياً، وهذا الحرص يفترض أن يسحب نفسه على الكثير من العناوين اللبنانية، بما يؤدي الى وضع ضوابط، تترجم أولا اجماع اللبنانيين على حماية سلمهم الأهلي وحرص «الدول» على منع تشظي الوضع اللبناني لما سيكون له من ارتدادات سلبية على مجمل الوضع الاقليمي.
واذا كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وقرارها الظني العتيد، هما أحد أبرز عناصر التجاذب السياسي الراهن، في ظل الاجماع الوطني على ترك ملف السلاح لطاولة الحوار، فان المسؤولين الدوليين الذين التقاهم الرئيس سليمان في نيويورك ولا سيما منهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون لامسا الموقف اللبناني خلال طرح موضوع المحكمة الدولية «عبر الربط بين الاستمرار في دعم المحكمة ورفض أي تسييس لها وهذا بحد ذاته موقف ايجابي يمكن البناء عليه في القابل من الايام» على حد تعبير مصدر رفيع في الوفد الرئاسي اللبناني الذي انتقل من نيويورك الى المكسيك.
وبأسلوب هادئ وشمولي وبلغة فائقة الدبلوماسية، قارب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عددا كبيرا من القضايا الداخلية والعربية والاقليمية والدولية خلال اطلالاته الاربع في مجلس الامن والامم المتحدة وخلال لقاءاته المكثفة مع رؤساء الدول والوفود والمسؤولين الفاعلين على الساحة الدولية. واستطاع بذلك، اعادة تأكيد حضور لبنان الرسمي الفاعل على صعيد الخارطة الدولية، طارحاً الموقف الذي يعبر عن القناعات اللبنانية والمصالح العربية، كون لبنان ممثلاً للمجموعة العربية في مقعد العضوية غير الدائمة في مجلس الامن الدولي.
ويقول المصدر في الوفد اللبناني لـ«السفير» ان «رئيس الجمهورية اظهر مقدرة لبنانية على التعامل مع التطورات واتخاذ الموقف المناسب منها، فخلال لقاءاته ركز على عناوين اساسية في مقدمها اصلاح مجلس الامن الدولي لكي يصبح اكثر ديموقراطية وتمثيلاً لموازين القوى الجديدة، واكثر فاعلية في تطبيق قراراته، وانتقال الامم المتحدة من حال ردة الفعل الى حال المبادرة من خلال تعزيز دور الوساطة والمساعي الحميدة للأمين العام وممثليه، وهذا ما ركز عليه مع الامين العام للأمم المتحدة وتحديداً لجهة السعي لمعالجة اسباب وجذور الصراعات الناتجة عن الظلم والفقر قبل اندلاعها، وثني الدول العدوانية عن مطامعها في اراضي الغير وثرواتها الطبيعية، عبر تشجيع قيام بيئة حاضنة للحوكمة الرشيدة والبعيدة عن التعصب والعنصرية والاستكبار، وانسنة النظام المالي العالمي».
واذ اجمعت الوفود العربية على الاشادة بمواقف سليمان في مجلس الامن والامم المتحدة والاجتماعين الدوليين الخاصين بالصومال والسودان، فإن المصدر اوضح ان «رئيس الجمهورية قدم مقاربة شاملة للقضية الفلسطينية باعتبار مأساة فلسطين هي ابرز الازمات واكثرها ظلماً وايلاماً منذ انشاء الامم المتحدة، وهو اذ حدد ايضاً الثوابت الوطنية اللبنانية فإنه ابرز العدوانية الاسرائيلية واضعاً المجتمع الدولي امام مسؤولياته، مقدماً مسألة زرع شبكات التجسس الاسرائيلية وتجنيد العملاء في مختلف المناطق والقطاعات، مؤكداً ان هذا الموضوع «سيبقى موضع متابعة من قبل لبنان ويستوجب موقفاً حازماً ورادعاً من قبل المجتمع الدولي».
واضاف المصدر ان «سليمان قدم ايضاً مسألة حل النزاعات بالطرق السلمية وفقاً للفصل السادس وتزخيم الديبلوماسية الوقائية وبناء السلام.. واعلن صراحة بأن الفصل السابع لا يطبق الا على الشعوب المظلومة في ظل عدم قدرة مجلس الامن على تنفيذ قراراته مع دول متغطرسة مما يجعل المنظمة الدولية في موقع المطبقة للمعايير المزدوجة والعاجزة والمكبلة، وتظهر اسرائيل كدولة فوق المحاسبة وفوق القانون الدولي مما يضطر الشعوب المغصوب حقها للجوء الى المقاومة والوسائل المشروعة للدفاع عن النفس».
واشار المصدر الى «ان سليمان شخص الحالة المرتبطة بمسألة عمليات حفظ السلام فاصلاً بين المهمات التي تحتاج لعملية بحث موازية عن حلول سياسية شاملة للنزاع والمهمات غير المرتبطة بأية مسارات تفاوضية ولا تحتاج سوى لوسائل ضغط مناسبة من قبل المجتمع الدولي ومن مجلس الامن بالذات لحسن تنفيذها، كما هو الحال في جنوب لبنان اذ يجب ارغام اسرائيل على تطبيق جميع مندرجات القرار 1701 والانسحاب من جميع الاراضي اللبنانية دون قيد او شرط، فتطبيق القرارات الدولية لا تحتاج الى مسارات تفاوضية وعدم انصياع اسرائيل لهذه الموجبات يجعل لبنان اكثر حرصاً على تجميع مجمل قدراته الوطنية من اجل الدفاع عن سيادته واستقلاله وسلامته وحماية ارضه ومياهه وما تختزنه بحاره من ثروات».
واكد المصدر ان «رئيس الجمهورية اعلن خلال لقاءاته موقفاً واضحاً من المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية بوصفه ما يجري على هذا الصعيد بالحلول الجزئية او بدايات حلول وعبر عن رفضه لأي حل لقضية الشرق الاوسط اذا ما تم بمعزل عن لبنان او بصورة متعارضة مع مصالحه الوطنية العليا وفي مقدمها حقه برفض أي شكل من اشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين على اراضيه».
ولم يغب عن رئيس الجمهورية، حسب المصدر، «الربط بين طموح لبنان بأن يكون مركزاً دولياً لإدارة حوار الحضارات والثقافات والديانات، وبين التجربة اللبنانية الفريدة في العيش المشترك وفي المشاركة الميثاقية الفعلية في السلطة لمختلف الطوائف المكونة لمجتمعه وبما يمثل هذا الموقف من رسالة واضحة بأن أي اخلال في هذا الميزان الميثاقي سيعرض لبنان للمخاطر».
وقال المصدر ان سليمان ابلغ من التقاهم أن الحاجة الدولية لإنجاح المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية تستوجب لجم العدوانية الاسرائيلية المتمادية على الصعد كافة اذ ان لبنان لم يكن يوماً المعتدي انما المعتدى عليه وفي موقف الدفاع عن النفس وبالتالي فإن مسؤولية أي تدهور تقع على عاتق اسرائيل

شكرا عالخبر
دمت بخير

شكرا هوني على الخبر

تحياتي الك