منتديات ليب مون

أثار انفصال عضو كتلة المستقبل النيابية النائب سمير الجسر عن المنسق العام الجديد في طرابلس الدكتور مصطفى علوش في استقبالات عيد الفطر واستقبال كل منهما المهنئين بشكل مستقل، سلسلة علامات استفهام حول مستقبل العلاقة بين الرجلين، وموقف الجسر من التعيينات الجديدة التي أقرها المكتب السياسي لتيار «المستقبل»، وحول المرجعية الشعبية وكيفية التعاطي مع المحازبين والأنصار لا سيما على صعيد الخدمات التي ينتظر الجميع ان تنطلق بعد توقف استمر لأكثر من عام كامل، وانعكاس ذلك على تيار المستقبل في العاصمة السنية الأولى في لبنان، والتي يبدو أنها تتجه نحو صراع نفوذ حقيقي داخل المستقبل بدأت بوادره تظهر في أول ايام العيد المبارك وبعد ايام قليلة على تعيين علوش منسقا لطرابلس.
في الشكل، بدا واضحا أن ثمة خلافا بين ما يسمى بالقيادة التنظيمية الجديدة المتمثلة بالدكتور علوش، وبين القيادة السياسية المتمثلة بالنائب الجسر، حول مجموعة أسئلة: من يتبع لمن؟ ومن يتقدم على من؟ ومن يستقبل مع من؟ ومن يأتي الى من؟ وهذا ما دفع بالرجلين الى اعتماد الاستقلالية في استقبالات العيد، من دون أن يبادر أي منهما الى التعاون والتنسيق مع بعضهما البعض، في إقامة استقبال موسع للمهنئين على غرار الاستقبال الذي أقيم قبل سنوات في فندق «كواليتي إن»، وجمع نواب المستقبل والمنسق العام عبد الغني كبارة وأعضاء مجلس المحافظة والكوادر، وبالتالي مساهمة الرجلين في قطع الطريق على كثير من التأويلات والتساؤلات التي يمكن أن تصدر من هنا وهناك عشية الانطلاقة الجديدة لتيار المستقبل والتي يحرص الأمين العام أحمد الحريري على ان تكون قوية ومن دون أية شوائب تذكر.
تشير أوساط النائب سمير الجسر الى أنه أعلن عن استقباله المهنئين في عيد الفطر، بعد قرار اتخذته كتلة نواب التضامن الطرابلسي بضرورة التواصل مع الناس في الأعياد بعد انقطاع فرضته الظروف السياسية والامنية، وترى هذه الأوساط أنه كان يتعين على المنسق علوش أن يبادر وينضم الى النائب الجسر، خصوصا أن الجسر يكبره سنا، ويتقدم عليه سياسيا كونه نائبا في البرلمان، وتنظيميا بصفته رئيس هيئة الرقابة والاشراف في التيار، فكان ان استقبل النائب الجسر في مكتب التيار السابق في المعرض.
وتأخذ أوساط الجسر على علوش استقباله المهنئين الى جانب مجموعة لا تمت بصلة الى تيار المستقبل، (بحسب هذه الاوساط) معتبرة أن هؤلاء ليسوا من الكوادر الأساسية أو المنتمين، وهم لم يتم تعيينهم بعد في مراكز قيادية ضمن التيار، في حين تمّ استبعاد الكوادر الأساسية التي ما تزال تمارس عملها.
في حين يؤكد مقربون من الدكتور علوش أن المنسق الجديد أجرى اتصالا بالنائب الجسر عشية العيد ودعاه الى مقر تيار المستقبل ليكون على رأس القيادة الجديدة في استقبال المهنئين، وأن الجسر اعتذر وآثر الاستقبال بمفرده، وقد نفت أوساط الجسر ذلك جملة وتفصيلا.
وتشير أوساط الدكتور علوش الى أن مقر التيار هو المكان الرسمي الذي يجمع كل القيادات والكوادر، ولا يجوز أن تحصل المعايدات في المكاتب الخاصة، ولا يمكن لنائب في التيار أن ينفصل في استقبالاته عن القيادة التنظيمية، لافتة الى أن النائب بدر ونوس حضر الى المقر العام واستقبل المهنئين الى جانب علوش لنحو ساعتين، كما بادر الدكتور علوش الى زيارة النائب الجسر في مكتبه بعد صلاة ظهر الجمعة وقدم له التهاني، مؤكدة أن الدكتور علوش ينشد التعاون مع الجميع من أجل نجاح مهمته، ويتجنب في الوقت الحالي الدخول في أية صراعات قد تنعكس سلبا عليها.
اما في المضمون، فقد أشعل هذا الانفصال في استقبالات العيد حربا بين مناصري الجسر وعلوش الذين سارع بعضهم الى الوقوف عند الأبواب وإجراء الإحصاءات لعدد المهنئين، وإجراء مقارنة بين زوار الرجلين، والبناء عليها في تحديد حجم كل منهما وشعبيتهما بعد التغييرات التي حصلت.
كما أدى ذلك الى حالة ارتباك في صفوف كوادر وإداريي وموظفي تيار المستقبل الذين تربطهم علاقة جيدة بالنائب الجسر، ويسعون في الوقت نفسه الى كسب ودّ الدكتور علوش الذي يستعد لاجراء تعيينات جديدة، وهو أصدر عشية عيد الفطر تعميما طلب بموجبه من جميع الموظفين الالتزام بالحضور والمشاركة في الاستقبال، وقد وجد معظم هؤلاء حرجا كبيرا في الانتقال الى مكتب النائب الجسر لمعايدته، فقام بعضهم بزيارات خاطفة وسريعة، فيما آثر البعض البقاء على التزامه حرصا على مستقبله ضمن التيار.
هذه الأجواء وصلت أيضا الى القواعد الشعبية من مناصري التيار الذين لم يجدوا تفسيرا لها، لكنها تحكمت بمسارهم وسط سيل من الشائعات حول الخلافات، فمنهم من أراد الالتزام بتوجهات الرئيس سعد الحريري والأمين العام أحمد الحريري من خلال الحضور الكثيف لمعايدة المنسق الجديد وفريق عمله، ومنهم من كان له رأي بآخر بالوقوف على خاطر القيادة السياسية، أما الأكثرية فقد جالت على الاثنين معا، كما جالت على سائر النواب الذين لم يتوان بعضهم عن السؤال حول صحة إقامة استقبالين في تيار المستقبل وعن حجم الحضور في كل منهما

الف شكرا اختي الغالية تسلم ايدك