منتديات ليب مون

محاولة إنقاذ جرحى تحت الطريق حيث انتهت الشاحنة ساحبة معها الحافلة الصغيرة


خلال سحب جثث القتلى واسعاف الجرحى على اوتوستراد الجنوب في الجية


الطفلة عائشة عامر ابو جاموس في مستشفى في صيدا حيث كانت تصرخ وتسأل عن شقيقتها صفاء

حط قطار الموت على الطرقات رحاله أمس على الطريق الساحلية الجنوبية حاصداً ستة قتلى من المواطنين، من بينهم الطفلة رنا بركات التي لم تنه عامها الثاني بعد، فقضت مع والدتها وفي حضنها، بعدما اجتاحت شاحنة الحافلة الصغيرة التي كانت تقلهما مع آخرين من بيروت إلى الجنوب، بالإضافة إلى صهريج بنزين وحافلة أخرى و«بيك أب». ومع رنا ووالدتها قضى المجند الممدد له في الجيش اللبناني عبد الرسول م، وأسامة محمد شمس الدين (مواليد 1971) من الزعرورية، وغسان احمد البابا من صيدا، ووفاء لوباني. كما أصيب حوالي عشرين مواطناً بينهم خمسة إلى ستة جرحى بحال الخطر. ونجت المنطقة وجرحى الحادث والمواطنون الذين تجمهروا في المكان من كارثة محتمة اثر تسرب كمية كبيرة من البنزين من الصهريج الذي شملته الشاحنة باجتياحها، إذ كان من الممكن أن يؤدي عود كبريت أو احتكاك ما، إلى إشعال المنطقة المحيطة برمتها. إذاً، تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة: مزيد من الموت والدماء والضحايا على طرقات لبنان. ساعة تجتاح شاحنة رتلا من السيارات بمن فيها على طرقات البقاع أو ضهر البيدر، وأخرى تحول منطقة المصنع الحدودية، وبعد انفلات شاحنة عابرة أيضا إلى بركة من دماء المواطنين والسياح القادمين لقضاء إجازاتهم بيننا... وتارة يحل الموت ضيفاً على الطريق الدولية نحو البترون وطرابلس وكل الشمال، وطوراً في حلبا والقبيات.. وبالأمس كان للجنوب وأهله نصيبهم. وكثيرة هي الساعات التي يتسبب فيها وضع الطرقات وسوء الإنارة وعدم تنظيم السير وانفلات معدلات السرعة والتقصير في مراقبتها على الطرقات، في مآس كبيرة لا تقل عن يوم أمس الأسود.
وفي التفاصيل التي رواها الشهود العيان (أحمد منصور)، أن الحادث حصل أثناء توقف عدد من الآليات السيارة على الحاجز الطيار الذي أقامته وحدات من شرطة سير بعبدا وقوى الأمن الداخلي لضبط سرعة السيارات عبر الاستعانة بـ«الرادار» على الطريق الساحلية. ولدى توقف عدد من السيارات والحافلات والشاحنات على الحاجز، اجتاحتهم شاحنة عمومي من الخلف كانت محملة بالرمال إثر تفاجؤ سائقها بالحاجز. وصدمت الشاحنة صهريجاً محملاً بالبنزين تابعاً لشركة «ضو»، وأكملت اجتياحها للسيارات وصدمت حافلة صغيرة بيضاء (فان) كانت تقل عدداً من الركاب، وحافلة أخرى من نوع نيسان لون ابيض، وكان بداخلها أيضا عدد من الركاب وكان يقودها سمير محمد نجدة، كما صدمت سيارة «بيك آب» بيضاء اللون تابعة لشركة «مياه سبيل». وأكملت الشاحنة طريقها بعد أن فقد السائق السيطرة عليها وانزلقت تحت مستوى الطريق بعد أن استقرت على جانبها في منخفض كبير وسحبت معها سيارة «الفان» النيسان.
كما تسبب الحادث بتسرب مادة البنزين من شاحنة الصهريج والسيارات في وسط الطريق.
وعلى الفور حضرت وحدات من الجيش اللبناني والدفاع المدني وقوى الأمن الداخلي وسيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر والدفاع المدني، وتم رفع الجثث والجرحى من السيارات ونقلها إلى مستشفيات إقليم الخروب ومدينة صيدا.
وسواء كان سائق الشاحنة التي اجتاحت رتل الآليات السيارة أمس هو المسؤول الوحيد عما حصل، أم أن الحاجز الطيار لمراقبة السرعة بالرادار فاجأه وتسبب بالمأساة التي حصلت، فإن الثابت أن سائقي الشاحنات يستخفون على الطرقات بحياة المواطنين مطلقين العنان لمزاجيتهم في السرعة، وفي الرغبة بإنهاء أعمالهم في اقصر وقت ممكن. كما يمكن الإشارة إلى أن مكان حواجز السير الطيارة يجب أن تكون على مسارب خاصة خارج الطريق الدولية يتم تحويل السيارات المنوي محاسبة سائقيها إليها وليس توقيفها على جوانب طرقات معروفة سلفاً كيفية قيادة المواطنين عليها.
وعرف من القتلى المجند الممدد له في الجيش اللبناني عبد الرسول المقدم الذي كان في حافلة من الحافلتين وعائدا من خدمته في بيروت، كما قتل أسامة محمد شمس الدين (مواليد 1971 من بلدة الزعرورية في إقليم الخروب)، وغسان احمد البابا من مدينة صيدا. ونقل الضحيتان البابا وشمس الدين إلى مستشفى سبلين الحكومي والجريحة صفاء ابو جاموس من برج البراجنة، وهي مصابة إصابة بالغة في الرأس وفاقدة للوعي إلى مستشفى سبلين.
ونقلت إلى مستشفى حمود في صيدا جثتا رنا بركات (عامان) ووالدتها فاطمة حاوي (24 سنة)، كما نقل الجرحى مصباح أبو سلطانية، شادي الغدير، سمير نجدة، ابتسام عباس، منال حيدر، حسين بركات، رقية حمدوني، صفاء لوباني ووفاء نبهاني.
وقامت سيارة تابعة للجيش وللشرطة العسكرية بنقل جثة المجند في الجيش.
وتسبب الحادث بأزمة سير خانقة على الطريق الساحلية، وتم تحويل وجهة السيارات المتجهة نحو الجنوب على الطريق القديمة.
وعمدت وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي إلى فتح الطريق أمام السيارات وتنظيم حركة المرور.
صيدا
وانعكس حادث الطريق الساحلية على أجواء مدينة صيدا (محمد صالح) إذا دوت صفارات حوالي عشرين سيارة إسعاف على مدى أكثر من ساعة في عاصمة الجنوب صيدا التي هبت جمعياتها وهيئاتها الإنسانية والاسعافية نحو منطقة الجية للمساهمة في إجلاء قتلى وجرحى الحادث الدموي إلى مستشفيات المدينة.
وعاشت صيدا ومستشفياتها حالة طوارئ حيث ظن بداية أهل المدينة وزوارها والمتسوقون في محلاتها أن في الأمر إشكالاً ما أو اشتباكاً نتج عنه قتلى وجرحى. وحصل هرج ومرج وبلبلة في أسواق المدينة، إلى أن تبين الخبر اليقين، ومفاده أن شاحنة تجتاح سيارات وحافلات لنقل الركاب على طريق الجية - بيروت. ومع معرفة حقيقة ما حصل، تحول الموضوع إلى قلق وخوف لدى الأهالي خاصة من لديهم أقارب وأبناء متوجهون إلى بيروت أو هم في طريق العودة منها. وانهالت الأسئلة والاستفسارات على المستشفيات، وتسارعت الاتصالات الهاتفية بين الأهالي من جهة، والدفاع المدني والصليب الأحمر من جهة ثانية لمعرفة أسماء المصابين.
وتبين أن عدد الذين نقلوا إلى صيدا بلغ أكثر من 20 جريحا وقتيلتين هما الطفلة رنا بركات (عامان) ووالدتها فاطمة حاوي (24 عاماً). وتحولت أقسام الطوارئ والمداخل المؤدية إليها إلى خلايا نحل تعج بالأطباء والمسعفين والممرضين الذين انهمكوا في إسعاف الجرحى وإنقاذهم إضافة إلى عدد من الأهالي الذين توافدوا إلى المستشفيات للاطمئنان إلى صحة أولادهم. ونقل إلى مركز لبيب الطبي في صيدا عشرة جرحى عرف منهم نسرين حسين نزال (40 عاما) وابنها حسين محمد نزال (5 سنوات) وابنتها مريم محمد نزال (3 سنوات) وهم من بلدة صريفا في قضاء صور، وعلي نور الدين من بلدة بدنايل في البقاع، وعلي سعد الله جعفر من النبي عثمان في قضاء بعلبك، وأحمد حسن رمال، وعبد الرزاق بكري الشلحاوي من سوريا ـ حلب، واحمد محمود الدقدوقي من برجا في اقليم الخروب .
وعلا في أروقة مركز لبيب الطبي صراخ الأطفال المصابين وعلامات الفزع بادية عليهم خاصة الطفلة عائشة عامر أبو جاموس (7 سنوات) التي كانت تصرخ وتبكي وتقول «أين أختي أين أختي» وأصيبت بنوبات من البكاء الممزوج بالصراخ. وتبين لاحقاً أن شقيقتها هي صفاء أبو جاموس التي نقلت إلى مستشفى سبلين.
ونقل إلى مستشفى حمود في صيدا ثمانية جرحى هم مصباح أبو سلطانية، وشادي الغدير، وسمير نجده، وابتسام عباس، ومنال حيدر، وحسين بركات، بالإضافة إلى الضحيتين القتيلتين الطفلة رنا ووالدتها