منتديات ليب مون

في المبدأ، هي واحدة من الجولات «الرعوية» التي يكّرسها العماد ميشال عون، من باب التواصل المباشر مع «رعيته» الموزّعة في الاتجاهات الأربعة. في التفاصيل، للمتن خصوصية، لكونه القضاء الأكثر تنوعاً سياسياً، بين «رفاقه» الأقضية ذات الأغلبية المسيحية. ثمة اعتبارات متمايزة، لكون الملعب المتني اتّسع لأكثر من اللاعبين «العونيين»، ولهذا اختار عون أن يبدأ إطلالاته المتنية، من بلدتين برتقاليتي اللون هما بصاليم ونابيه. من هناك، فتح «الجنرال» النار في كّل الاتجاهات، من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مروراً بـ«وزيريه»، زياد بارود والياس المرّ، وصولاً إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، من دون أن يستثني القضاء ووزير العدل ابراهيم نجار من «قذائفه»، من غير اكتراث للهدنة المبرمة في الساعات الأخيرة بين الحارة وقريطم، ولو أنه قرر فتح جبهة جديدة، على المحور المسيحي - المسيحي، بعناوين مختلفة.

ليس للجغرافيا اعتبار في «الاشتباك» الذي أشعله «الجنرال»، وإنما «للتراكمات في أداء الفريق الآخر، بدءاً من مشروع قانون الموازنة وهوامشها، والتعيينات التي تحصل بالمفرّق وعبر تهريبها، والشائعات التي تناولت عون، لتطوّف كوب الماء». ومن الواضح، أن «التيار الوطني الحر» يشنّ حملة منظّمة بوجه «فرع المعلومات» على خلفية ما يعتبره «التوقيف غير الشرعي» للعميد المتقاعد فايز كرم بشبهة التعامل مع اسرائيل.

ملاحظتان أساسيتان سجلتا خلال «الزيارة الخاطفة»، أولاهما، الاستقبال الشعبي الذي خُصّ به «جنرال الرابية»، لا سيما أن هذه السمة غابت عن بعض الجولات التي قام بها خلال الأسابيع الماضية في كسروان، وثانيتهما، مشاركة النواب «البرتقاليين» في هذه المحطة، وإن كان معظم هؤلاء لم يُعفوا من امتحان التواصل مع الجمهور.

استهل عون جولته بزيارة دار بلدية بصاليم - مزهر - المجذوب، وكان في استقباله حشد شعبي، حيث ألقى رئيس البلدية جورج مزهر كلمة ترحيبية، ردّ عليه عون بكلمة تطّرق فيها إلى عمل البلديات وحقوقها، غامزاً من قناة وزير الداخلية. ثم انتقل إلى بلدية نابيه «الثلاثية الكنائس» التي تحمل اسم القديس ميخائيل، المارونية، والكاثوليكية، والأرثوذكسية، حيث شارك في القداس الالهي لمناسبة عيد شفيع البلدة في الكنيسة المارونية، ألقى من بعده كلمة نارية.

فقد استغرب عون «من يطالب ويريد لبنان منزوع السلاح، ومن جهة ثانية هناك دولة الى جانبنا تريد توطين الفلسطينيين»، مشيراً إلى أنه «أول ما أقررنا بعض الحقوق المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين قالت اسرائيل انها خطوة نحو التوطين»، لافتاً النظر إلى أن» لبنان لا يسع 500 ألف فلسطيني وبكثافته يكون الخامس في العالم، وأرضنا محدودة وضيقة ومواردنا ضيقة، وهناك استحالة انسانية للفلسطينيين».

وعن لبنان المنزوع السلاح، رأى عون أن» لبنان منزوع بصحافته، بسياسييه، لبنان منزوع إلا من السلاح. اليوم السلاح لا يقتل. ما يقتل هو ارادة القتل»، مشدداً على أن «الشعوب تثور عندما يكون هناك حكم فاسد لا يحترم القوانين».

وتساءل عون: «أين أموال الدولة وأين رئيس الجمهورية، ماذا يفعل؟»، مشيراً إلى أنه «يجب ان نرى من اليوم فصاعداً إقالات واستقالات»، مطالباً بمحاسبة الذين مروا وما زالوا كيديين، لأن البلد لا يحمل حرتقات والبلد بخطر من اسرائيل». ودعا عون إلى الانتباه الى مسألة التوطين، لافتاً إلى أنه عندما تحدث عند الموضوع قالوا إنها فزاعة.

وفي ما يتعلق بشهود الزور، توجه عون للبنانيين متسائلاً «كيف سنؤمن لقضاء يحمي شهود الزور، كيف نؤمن لقضاء لا يقوم بواجباته (سأل عون أمس الأول «إذا كان القضاء هو المرجعية، فعلى من نحيل اليوم القضاء الذي يخالف القانون»؟) وحكومة تأخذ اجراءات مخالفة للقانون، ولفتنا نظرهم بدون ان يتحركوا. لكن هذه المرة «سنفخوت» آذان الحكومة لتسمع»، مشيراً إلى أن «هناك أجهزة أمنية غير شرعية تخطف أناساً لشهور، كي تغطي عدم شرعيتها على الأقل لتحترم القوانين، وأقصد بكلامي شعبة المعلومات»، واصفاً إياه بالفرع غير الشرعي ولا قانون له، مشيراً إلى أنه «فرع يبث الشائعات باسم الاشخاص»، متسائلاً «هذا الفرع مسؤول أمام من، إذا قلنا انه تابع لقوى الأمن نقول وزير الداخلية، لفتنا له نظره، لكن أين هو، هل هو نائم؟ ووزير العدل أين هو وهو المسؤول عن سرية التحقيق، وكل يوم نسمع شائعات، أو وزير الاعلام الذي يسهر على تسيير الشائعات، أو وزير الدفاع الذي لا يتحرك الا عندما تطاله شخصيا، وزراء ماذا يفعلون، نائمون؟»

وأضاف: «نريد ان نعرف ماذا يفعلون وماذا ينتظرون ليستقيلوا؟»، مشيراً إلى أنهم «لا يستطيعون القيام بذلك لأنهم ليسوا أسيادا»، متسائلاً:« أين الأموال التي صرفت، أين قطع الحساب، وماذا تفعل مديرية المحاسبة ووزارة المال ورئيس الحكومة؟ حتى رئيس الجمهورية، ماذا يفعل غير البكاء».

من جهة ثانية، لفت عون الانتباه إلى أنه «بالعودة الى التاريخ نعرف اننا كنا نكرر نفس الأخطاء والبعض لا يريدون العودة للعيش بالتناغم مع محيط مجتمعهم. مكونات الأمان لنا بامتدادنا بالمشرق وليس بالبحر». وأشار إلى أنه «اليوم سيُعقد سينودوس في الفاتيكان لمسيحيي المشرق وسأتوجه برسائل له عن الوضع المسيحي ندرس فيها كل الأوضاع ومسببات المشاكل وسأعرضها بعد ارسالها».

وفي الختام، لبّى «الجنرال» دعوة الدكتور يوسف اندراوس إلى مأدبة عشاء، شارك فيها الوزير المتني فادي عبود، النواب ابراهيم كنعان، عباس هاشم، نبيل نقولا، سليم سلهب، أغوب بقرادونيان، غسان مخيبر، رؤساء بلديات، منهم رئيس بلدية الجديدة انطون جبارة، رئيس بلدية ضهور الشوير الياس أبو صعب، وليد أبو سليمان، مخاتير، وفاعليات

شكراااا على التنوير
سهرة سعيدة
تحياتي الكـ