منتديات ليب مون

أحـداث بيـروت: التحقيـق يبحـث عـن «الأشـباح»! «حزب الله» لتحقيق عادل ... و«المستقبل» لتوقيف «المسلحين الخارجين عن القانون»


يوم ثالث على أحداث بيروت الأمنية التي بات ملفها بعهدة الجيش اللبناني، من دون العثور على إجابة سياسية واضحة لمجريات ليل الثلاثاء الأسود و«أشباحه»، بعدما دُفن من دُفن من الضحايا، لكن الجراح، المادية والمعنوية، ظلت مفتوحة، في انتظار مبادرات سياسية وطنية حقيقية... بعيدا عن خطاب الاستثمار الذي زنّر مواقف قوى عدة، وبدا أن بعضه يريد التصويب على سلاح المقاومة التي قررت النأي بنفسها عن كل ملابسات التحقيق تاركة الأمر في عهدة قيادة الجيش والأجهزة القضائية، مبدية الاستعداد لتقديم كل التسهيلات «على قاعدة حفظ أمن العاصمة وكرامة أهلها ومنع الانزلاق إلى أي مشروع للفتنة، مهما كانت المبررات والشعارات» على حد تعبير قيادي بارز في «حزب الله».
في هذه الأثناء، شرعت الشرطة العسكريّة في إجراء التحقيقات الأوليّة توصلاً إلى كشف حقيقة ما جرى، وقال مرجع أمني لـ«السفير» إن قيادة الجيش اتخذت قرارا حازما في شأن الموضوع الأمني في العاصمة، وقرّرت اتخاذ سلسلة خطوات لمنع تكرار ما حصل ليل الثلاثاء الماضي، علماً أنّ «حزب الله» وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية كانا متجاوبين للغاية مع الجهود لإنهاء ذيول ما حصل، «وبناء على ذلك يمكن القول إن الحادث الأمني قد انتهى على الصعيدين الأمني والسياسي بين الطرفين».
وأشار المرجع إلى ان الشرطة العسكرية بدأت بجمع القرائن وفحص بعض المعطيات التي توافرت لها ولا سيما منها الصور والأفلام التي التقطتها بعض الكاميرات الموجودة في أمكنة متفرقة في منطقة الاشتباكات. وقد تم الاستماع الى إفادات عدد من الأشخاص، مشيرا الى أن الجيش لم يطلب توقيف أحد من «حزب الله» أو جمعية المشاريع، في انتظار استكمال التحقيقات في الساعات المقبلة، علما أن الطرفين أكدا للجيش أن لا غطاء على أحد وهما على استعداد لتسليم أي كان ومهما كان موقعه.
وأوضح المرجع أن التحقيق يركز على أصل الإشكال ومسبباته ودوافعه، وكيفية مقتل مسؤول «حزب الله» في برج أبي حيدر محمد فواز أولا ثم مقتل العنصر في الحزب محمد جواد والعنصر في جمعية المشاريع أحمد عميرات. وأضاف «إذا عرفنا من أطلق النار أولاً ومن أعطى الأمر بذلك إذا كان هناك من آمر، فإن الكثير من الخيوط يمكن أن تنجلي».
وأوضح المرجع الأمني «أن كل الفرضيات موجودة حتى الآن، مع الأخذ في الاعتبار تأكيد طرفي الاشتباك على طابعه الفردي. إلا أن ظاهرة توسع الاشتباك لا يمكن القفز فوقها، خاصة أن الطرفين يتحدثان عن فرضية وجود طرف ثالث استغل الحادث، وسعى إلى توسيع رقعة التوتر والاشتباك في العاصمة».
ولفت المرجع الأمني النظر إلى امتلاك الأجهزة الأمنية معطيات أولية تؤشر إلى أصابع استخباراتية خارجية، وأشار إلى أن أكثر من جهاز استخباراتي خارجي، كان يعمل بدأب منذ فترة على خط التحريض المريب في مناطق عدة أبرزها العاصمة.
الحريري: تهديد الاستقرار مرفوض
إلى ذلك، نقل زوار رئيس الحكومة سعد الحريري عنه قلقه مما جرى وتأكيده على ضرورة منع هذه الظواهر التي تهدد استقرار البلد. وقال إن ما جرى مرفوض وغير مقبول، وليس في الإمكان السكوت عنه.
وجاء ذلك في أعقاب الجولة التفقدية التي قام بها رئيس الحكومة، نهار أمس، للمناطق التي شهدت اشتباكات، مساء الثلاثاء الماضي في برج أبي حيدر والمزرعة والبسطة، واطلع على الإجراءات الأمنية المتخذة فيها. كما تفقد الأضرار في جامع برج أبي حيدر كما في جامع البسطة الفوقا الذي أفيد بأن مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني سيقيم صلاة الجمعة فيه ظهر اليوم، فيما طلب من أئمة المساجد أن يثيروا في خطبهم قضية جعل بيروت مدينة منزوعة السلاح.
كتلة المستقبل: لن نسمح باستباحة بيروت
وإذا كان البعض قد رأى أن اختيار الحريري للمناطق التي تفقدها «يتناقض وموقعه كرئيس لحكومة كل لبنان»، بدا أن تلك الجولة جاءت مقدمة للبيان الشديد اللهجة الذي أصدرته كتلة تيار المستقبل النيابية بعد اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، في قريطم، وحملت فيه على «السلاح الذي يحمله البعض من أجل مقاومة العدو الإسرائيلي». ورفعت الكتلة شعار «مدينة بيروت منزوعة السلاح». وأعلنت «أن الشعب اللبناني وسكان العاصمة الصابرة لن يسمحوا بأن تستباح مدينتهم مجددا من قبل المسلحين تحت أي شعار كان».
وسألت الكتلة «ماذا يفعل سلاح المقاومة في العاصمة في الأحياء وبين المدنيين والنساء والأطفال، ولماذا استعمل في شوارعها، وإذا كان الخلاف فرديا، كما قيل على لسان المشاركين بما حدث، فلماذا تم استهداف المساجد والمؤسسات المدنية بالقصف والقنص والحرق، ولماذا استهدفت عمليات الخطف والانتقام مدنيين في منازلهم»؟
واعتبرت الكتلة «أن كل حامل لقطعة سلاح خصوصا في مدينة بيروت هو خارج عن القانون والشرعية»، ودعت الأجهزة الأمنية «إلى ممارسة واجباتها باعتقال حاملي الأسلحة الخارجين على القانون».
«حزب الله»: المطلوب تحقيق عادل وسريع
وفي المقابل، طالب «حزب الله» بالتحقيق العادل والسريع لكشف ملابسات الحادث، وقال مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق خلال تشييع مسؤول حزب الله في برج أبي حيدر محمد فواز في تبنين إن فواز «استشهد وهو يعمل على إصلاح ذات البين ولم يكن طرفاً في المشكلة أما الذين يستغلون الحادثة بالتحريض والكلام المسموم والتوتر السياسي فإنهم انتهازيون يقتاتون على الفتنة وآخر ما يعنيهم الاستقرار والوحدة الوطنية».
وأكد «أن ما حصل حادثة أليمة وهي فوق الاستغلال الرخيص الذي هو موقف لا إنساني ولا أخلاقي ولا وطني. أما «حزب الله» فتعاطى بكل مسؤولية من الموقع الأخلاقي والحس الإنساني والحرص الوطني لأجل المعالجة و«حزب الله» أثبت أنه كان ولا يزال وسيبقى أحرص الناس على السلم الأهلي وعلى الاستقرار وسيبقى دوما السبّاق لحماية الوحدة الوطنية».
سليمان: لن نسمح بتكرار أحداث بيروت
إلى ذلك، دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال مأدبة الإفطار الرمضانية التي أقامها في القصر الجمهوري في بعبدا امس، الى حماية السلم الأهلي، مشيرا الى ان الأحداث التي حفلت بها الأسابيع الماضية أكدت أن نهج الحوار والتوافق هو السبيل الوحيد الكفيل بوقف التشنّج وتثبيت السلم الأهلي ودرء الأخطار وإيجاد المقاربات الهادئة والمناسبة لمعالجة المسائل أو المشاكل الطارئة.
وقال سليمان: لم يعد من الجائز أن نسمح لأيّ طرف أو ظرف أو حدث أن يدفع باللبنانيين نحو الفتنة الطائفيّة والمذهبيّة أو نحو طرق عيش تحجز المواطنين في غرف مقفلة ومنفصلة، تحجب الرؤية، تخنق الصوت والذاكرة، وتعمّم الخوف من الآخر والسعي للنيل منه وإلغائه. وبالتالي، فإنه لا يمكن للدولة أن تسمح لمثل الأحداث التي حصلت منذ يومين في شوارع العاصمة ان تتكرر في أية بقعة من بقاع لبنان، فإلى جانب المسؤوليات التي تقع على عاتق القيادات السياسية لتخفيف الاحتقان وتغليب نهج التهدئة فإن القوى الأمنية ستقوم بدورها بمؤازرة الجيش لمواجهة أعمال العنف وفرض الأمن بصورة متشددة وصارمة وإحالة المرتكبين الى المحاكم المختصة