منتديات ليب مون

تتفاقم مشكلة شح المياه في القرى الجبلية حيث يتكبد الأهالي عناء شراء صهاريج المياه للاستعمال اليومي بمعدل صهريج كل ثلاثة ايام في بعض الاحياء وصولاً الى أخرى يومية في أحياء اخرى في معظم قرى وبلدات قضاءي بشري وزغرتا. ولا يغني شراء صهاريج مياه الاستخدام عن شراء المياه المعدنية للشرب بعد أن كانت الينابيع تروي بلدات بأكملها مع بساتينها وحقولها. ويقول المزارع البشراوي يوسف طوق «ان البساتين في قرى وبلدات قضاء بشري عطشى، حتى أن بعض المزروعات مهددة باليباس، وان ما يزيد الطين بلة هو موجة الحر التي ترفع من ضرورة ري الخضار والنبات والأشجار المثمرة يوميا لتمكينها من الصمود أمام الحرارة المرتفعة».
ويشير رئيس هيئة المزارعين في بشري انور فخري إلى أن شح المياه بات يؤثر على المواسم الزراعية في المنطقة حيث كانت البساتين تحتاج إلى الري بمعدل مرة كل أسبوعين في الايام العادية، أما مع موجة الجفاف فإن الري يجب أن يتم أسبوعيا، فيما تراجع منسوب الينابيع، ما ينعكس سلبا على المزروعات وعلى مياه الشفة.
ويلفت فخري إلى أن موسم التفاح هو في مرحلة النضوج حاليا، ويحتاج إلى وفر من المياه وإلا فستجف الثمار ويتقلص حجمها، وبالتالي فإن المواسم ستتراجع ولا يمكن تسويق الانتاج اذا كانت الثمار صغيرة الحجم، مشيرا الى ان الجفاف وقلة المياه بدآ ينعكسان على سرعة تكاثر الحشرات الضارة على الاشجار المثمرة في المنطقة.
وليست حال مياه الشفة في قضاء بشري افضل من مياه الري فهي شحيحة ومنعدمة في العديد من المنازل بعدما جفت السواقي وقل منسوب الينابيع، وهو ما تسبب بأزمة مياه لم تشهدها المنطقة من قبل، ودفع الأهالي إلى شراء الصهاريج، وتكبد مصاريف إضافية، لا سيما أن نبع مار سمعان الذي يغذي قسما كبيرا من أحياء بشري تقلص وافر مياهه الى الربع نسبة الى السنوات السابقة والحال تنطبق على بقية الينابيع في المدينة وقرى القضاء. ويطلق أهالي المنطقتين صرخات مدوية خوفاً على مواسمهم المهددة بالتلف، وانزعاجا من المصاريف الباهظة التي يتكبدونها جراء شراء المياه بواسطة الصهاريج بصورة دورية وشبه يومية.
ويزداد الوضع سوءاً في إهدن التي تعيش فوق ينابيع من المياه، سنة بعد أخرى حيث يصطفّ أصحاب الصهاريج يوميا بالعشرات أمام محطة تعبئة المياه في منطقة الدواليب عاجزين عن تلبية احتياجات الأهالي وتأمين المياه إلى منازل البلدة «فالحجز يتم قبل أيام هذا اذا حالفك الحظ وفزت بنقلة مياه خلال ايام وإلا فعليك انتظار أسبوع على الاقل لتصلك مياه الصهاريج، فيما جفت المياه من القساطل المؤدية إلى الأحياء والبيوت، وكذلك من سواقي الري» كما يقول أنطوان فرنجية الذي يقطن في منطقة مطل اهدن. ويلفت فرنجية إلى أن شح المياه هذه السنة تخطى كل الحدود في بلدة تعيش على خزان مائي كبير وتكثر فيها الينابيع، معتبرا أن هناك من يستولي على مياه اهدن ويحتكرها ليستفيد مادياً من الاهالي، بحيث تصل المياه الى بعض الاحياء لتغيب عن اخرى أياما.
ويؤدي غياب مياه الشفة مضافاً إلى المصاريف التي يتكبدها الاهالي لشراء المياه إلى تذمر واحتجاج المواطنين الذين يبادرون الى الاتصال بالبلدية لتسوية الأمور. وتعتبر البلديات أن الموضوع خارج اطار صلاحيات المجلس البلدي الذي يحاول حل المشكلة بشتى الطرق ويتحمل المسؤولية لتأمين مياه الشفة الى كل المنازل في اهدن ولو لساعتين، إلا ان الامر لم ينجح حتى الآن بفعل أسباب عديدة أبرزها اهتراء شبكة مياه الشفة في اهدن وشح مياه الينابيع في مثل هذه الأيام. وفي ظل الأزمة الحالية، يتراجع منسوب مياه نبع مار سركيس الذي يرفد اهدن بمياه الشفة الى النصف تقريبا ناهيك عن سوء توزيع المياه على المنازل بغياب جدول واضح يراعي وصول المياه الى كل أحياء اهدن التي ازداد فيها العمران بشكل لافت وسريع دون أن يترافق مع أي تطور في شبكة مياه الشفة أو في سواقي الري.
وبالاضافة الى مشكلة مياه الشفة تبرز في اهدن مشكلة اخرى هي عدم وجود مياه كافية لري المزروعات التي أصبحت مهددة باليباس ومعها موسم التفاح الذي يعتاش منه ربع أهالي اهدن، ما يستدعي اجتماعات مكثفة بين المزارعين لإيجاد حل سريع ولكن دون جدوى. ودفع الأمر بالمزارعين إلى البحث، وكل على طريقته، عن طريقة للمحافظة على البساتين في ظل موجة الحر وغياب المياه، فمنهم من بات يروي بساتينه بالصهاريج ومنهم من يحاول جر المياه من البحيرة الاصطناعية في منطقة بقوفا. وتبقى المعالجات ناقصة اذا لم يتم التوصل الى دراسة عملية تراعي ازدياد العمران في اهدن، وإقامة خزانات لتجميع المياه من النبع وضخها الى المنازل عبر الشبكات التي يتم مدها حاليا ضمن مشروع شبكتي المياه والصرف الصحي في اهدن، والذي أقر مؤخرا وتم تلزيمه لشركة انماء واعمار التي وعدت بأن المياه ستصل الى كل بيوت اهدن خلال مطلع السنة المقبلة

اي والله اهدن صايرة معها جفاف هالايام