منتديات ليب مون

تجملت عكار ككل عام بزينة رمضان وبفوانيسه الملونة، كما ازدانت شوارعها باليافطات والشعارات والمجسمات المرحبة بقدوم الشهر الفضيل. إلا أن بريق هذه الأنوار وجمال الزينة، يخفيان معاناة الكثير من الأهالي جراء ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية، حيث بدأت حركة الأسعار تلوح بالارتفاع مع زيادة الطلب على المواد الرئيسة الخاصة بتحضيرات شهر رمضان والتي لا مفر من ابتياعها بالرغم من ارتفاع أسعارها، ما يدفع الكثير من المواطنين من أصحاب الدخل المحدود يفرضون على أنفسسهم تقنيناً غذائياً يتمثل في الاستغناء عن العديد من الأطباق والعادات الغذائية المرافقة للشهر الفضيل كالعصائر والحلويات، واقتصار الأمر على الضروريات فقط في محاولة لتمرير الشهر بأقل ضرر ممكن، حيث بات من المستحيل تطابق ميزانية العائلة مع متطلبات رمضان وارتفاع أسعاره التي طالت كل شيء، من الخضار الى الفواكه واللحوم والألبان وغيرها، الأمر الذي أوقع ربات المنازل في حيرة من أمرهن حول كيفية التحايل على الشهر الفضيل وإرضاء العائلة والأولاد، فحتى التقنين في الأطباق بات محدوداً جداً، وبالتالي تحول الشهر الفضيل بالنسبة لشريحة واسعة من المواطنين إلى محطة للعجز المالي والاقتصادي، جراء التكاليف الباهظة التي تتكبدها العائلات خلال هذا الشهر، حتى أن العديد منها بات يربط ارتفاع الأسعار بحلول الشهر الفضيل.
وتبدي أم وائل حيرتها حول ماذا ستعد للافطار، تسأل جارتها فلربما تلقى جواباً يشفي غليلها ويخفف من حيرتها «والله الأكل يحيّر، شو بدنا نعمل على الإفطار اليوم». تمتعض الجارة من السؤال لأن الحيرة متبادلة والهم واحد، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار الخضار والفواكه التي يكثر استهلاكهما خلال فصل الصيف، والجارة «بها الغلاء ما عنا خيارات كتير، معقول كيلو اللحمة بـ18 ألف ليرة وكيلو الخيار بألفين ليرة»؟.
مظاهر الدهشة عينها تبدو على أم بسام ايضاً في سوق الخضار، عند سماعها بالأسعار وسط حيرتها حول مكونات الإفطار، تستغرب الابنة التي عادة ما ترافق والدتها تصرفات الأخيرة، فالفتاة لاحظت أن الوالدة تكثر من الأسئلة عن الأسعار دون أن تشتري شيئاً، تفصح الوالدة حيرتها بالسؤال «شو بدنا نعمل على الإفطار اليوم؟ كل شي غالي».
ويعبر أصحاب الدخل المحدود، بصراحة صارخة وبنبرة موجعة عن معاناتهم في الشهر الفضيل، خصوصاً أن مصروف العائلات يتضاعف في هذا الشهر حيث يلتئم شمل العائلة، متسائلين هل تحوّل رمضان الى مناسبة أو موسم للتجار وأصحاب المحلات يحاولون الاستفادة منه عبر تحقيق أكبر قدر من الأرباح في ضوء الغياب شبه الكامل للمؤسسات والهيئات الرقابية العامة المنوطة بها مسؤولية ضبط الأسعار، والفلتان في الأسواق الذي يجري على مرأى ومسمع من الجميع وعلى حساب ذوي الدخل المتوسط والمحدود، الذين ابتلعت فواتير الماء والكهرباء والمحروقات الشطر الأكبر من مداخيلهم وانحدرت بقدراتهم الشرائية الى أدنى المستويات.
الأسعار نار كالطقس الحار
وللحوم والدجاج حصة في هذا الغلاء، فهما من المقومات الأساسية للمائدة الرمضانية، الأمر الذي يجعل التلاعب بأسعارها من البديهيات لدى التجار الذين يفرضون أسعاراً تعسفية وفقاً لأهوائهم وتعظيماً لأرباحهم.
يغتاظ بائع الدجاج إذا ما ساومته إحدى «السيدات» على السعر «الدنيا صيام ويا الله شو بنقّو النسوان»، يقول أبو محمد، فالسيدة جن جنونها عندما علمت أن سعر الكيلو خمسة آلاف ليرة، «معقول هل القد، شو مناكل»، يجيبها البائع: هيدي أسعار رمضان شو أنا جايبهم من مزرعتي».
يتكرر المشهد نفسه في أغلبية المحال التجارية كما الباعة، عجقة مواطنين يحاولون تأمين طلبات منازلهم مع شكوى دائمة ومستمرة من الغلاء وارتفاع الأسعار. فشهر رمضان يقبل حاملاً معه هموماً روتينية كثيرة تبدأ بارتفاع الأسعار وتنتهي بتحضير حلويات العيد، حيث لا مفر من ابتياع الحاجات الضرورية رغم ارتفاع أسعارها.
وتشير أم عبدلله الى «أن رمضان هو شهر الخير، ولكن يجري تحويله لدى الكثير من التجار الجشعين إلى مصدر للثراء من خلال قيامهم برفع الاسعار واستغلال حاجة المواطنين، معقول سعر باقة البقدونس ألف ليرة

الاسعار نار كل شي عم يغلا برمضان

الله يعين العالم


شكرا هوني على الخبر