منتديات ليب مون

الليلة، في تمام الثامنة والنصف مساءً، يحتضن مطعم «وليمة وردة» في الحمراء، حفلاً غنائياًَ يحمل عنوان «جمعتهم، جمعتنا»، يشارك فيه الفنانون أحمد قعبور، عيسى غندور وكريم دكروب. عشاء وغناء وسمر في حفل يبدأ وينتهي لأجل هدفين ساميين: المشاركة في جمع التبرعات للأطفال السودانيين المصابين بالسرطان، والتعبير عن رفض الممارسات العنصرية المتزايدة في لبنان.
في الهدف الأول، يحاول حفل الليلة استكمال حملة لجمع مبلغ مادي لمعالجة طفلين سوادنيين مصابين بالسرطان. وكانت الحملة قد بدأتها فعاليات في الجالية السودانية في لبنان، في حفل حاولت تنظيمه قبل نحو شهر في منطقة الأوزاعي. وبعد الحفل، أقيمت خطوات أخرى، منها استمرار الحملة على «الفايسبوك»، كما يتوقع إطلاق نشاطات أخرى تقرر لاحقاً، لاستكمال جمع التبرعات إلى أن تصل الى المبلغ المستهدف، وهو قرابة السبعة آلاف دولار.
الهدف الثاني من تنظيم الحفل يرتبط بالأول. فـ«حفل الأوزاعي» انتهى حينها على غير ما أراد له منظموه. بدلا من «سيل» التبرعات، نال المشاركون من الرعايا السودانيين ومن المنظمين أيضا «سيلاً» من الضرب والشتائم والممارسات العنصرية، في أثناء مداهمة الأمن العام اللبناني للحفل.
برّر الأمن العام ما حدث يومها بغياب الترخيص وعدم حيازة الرعايا السودانيين الحاضرين مستندات تبرهن شرعية وجودهم في لبنان. لكن الحادثة لم تنته على ذلك، بل تركت آثاراً معنوية ومادية، تمثل بعضها في تحركات شعبية شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم، استنكارا لما حدث في بيروت. كما شهد لبنان حملة استنكار مدنية واسعة للاعتداء.
وانطلاقا من تلك الحادثة وما تلاها، قرر بعض الناشطين في المجتمع المدني، ومنهم من ينتمي إلى تجمع «نسوية»، أخذ هذه القضية على عاتقهم وتقديم اعتذار إنساني معنوي للرعايا السودانيين، عبر تنظيم حفل الليلة الغنائي