منتديات ليب مون

عمدت إسرائيل بتغطية من القوات الدولية على تجسيد سيادتها على المنطقة موضع الاختلاف قبالة العديسة في محاولة لفرض وقائع على الأرض. وأطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تهديداته لكل من يطلق النار على الإسرائيليين مشدداً على أن عقاب إسرائيل سيطاله.
وكانت إسرائيل قد شدّدت في أعقاب عدوان تموز 2006 على أنها بصدد تأكيد سيادتها على المناطق الواقعة بين السياج الحدودي والخط الأزرق. وشكلت هذه الأراضي الواقعة في العديد من المواقع على طول الحدود مع لبنان موضع احتكاك مع الجيش اللبناني في السنوات الأخيرة. ورغم أن هذه المواضع تخدم, عند اللزوم, ذريعة للاحتكاك فإن السلطات الإسرائيلية تقول إنها لا تريد إبقاء مواضع فارغة على طول الحدود يمكن لحزب الله الإفادة منها, وتردد أن موقفها هذا يستند للشرعية الدولية.
وكان الموقف الإسرائيلي بـ«دق الحديد وهو حام» باقتلاع الشجيرات بنفسه مقدمة للإعلان بأنه في الأيام القريبة سيجسد السيادة على باقي المواضع على طول الحدود، خصوصاً في القطاع الغربي.
ونقل مراسلون عسكريون عن قيادات إسرائيلية قولها إنه «لا ريب في أن الأيام القريبة ستكون أشد توتراً ونوعاً من الاختبار في الحدود الشمالية». ورأت هذه القيادات أن «رد الجيش الإسرائيلي أوصل رسالة حازمة وواضحة للجيش اللبناني وبالأخص للحكومة اللبنانية بأن عليهم إجراء مراجعة ويبدو أنهم فهموا الرسالة. وسنكون جاهزين ومتأهبين لمواجهة كل التطورات».
واستغلت الحكومة الإسرائيلية الاشتباك لتطالب كلاً من الحكومتين الأميركية والفرنسية بالكفّ عن تسليح الجيش اللبناني. وتزعم إسرائيل أن السلاح يذهب لجهات شيعية في الجيش تدين بالولاء لحزب الله.
وقد عرضت أجهزة الأمن الإسرائيلية تقارير على أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر حول الوضع على الحدود الشمالية وعن احتمالات الترابط بين الاشتباك وبين الصواريخ التي أطلقت على عسقلان وإيلات في الأيام الأخيرة. وترى محافل عسكرية أنه رغم خطورة عمليات تجسيد السيادة على المواضع الحدودية خلف السياج إلا أنه لا مفرّ من فعل ذلك. ورأت أن الاشتباك مثل نقطة فاصلة في العلاقات بين إسرائيل والقوات الدولية والجيش اللبناني.
ويرى الجيش الإسرائيلي أن الاشتباك نجم في الأساس عن الدفء في العلاقات بين الجيش اللبناني وحزب الله. صحيح أن الأمر لم يصل نقطة توحيد القوى كما أن التقارب ليس في كل المستويات العسكرية لكن القيادة الإسرائيلية تلحظ مراراً الدور المزدوج للجيش اللبناني: من ناحية عنصر استقرار ومن ناحية أخرى متعاون مع حزب الله بشكل متزايد.
وذكرت «يديعوت» أن الجيش الإسرائيلي يقدر بأن المسؤول عن الاشتباك ضابط في اللواء التاسع في الجيش اللبناني الذي يعتبر اللواء الشيعي. وأضافت أنه حسب «هذا التقدير، فإن قائد سرية في اللواء او نائب قائد كتيبة هما اللذان خططا للحدث وكلفا القناصة الذين فتحوا النار نحو جنود الجيش الاسرائيلي. في الجيش الاسرائيلي يتابعون منذ زمن بعيد التطرف في الجيش اللبناني».
وأضافت «لكن يوجد ايضاً تقدير آخر، وبموجبه هذه ليست مبادرة محلية بل استفزاز خطط له في قيادة الجيش اللبناني. دليلان يشيران الى ذلك: الاول يبدو أنه لا توجد لحزب الله الآن مصلحة في تسخين الحدود وانه نفسه فوجئ بالحدث. والثاني، الاستعدادات الدقيقة التي أجراها الجيش اللبناني للحدث (مثلاً، المصورون الذين جيء بهم قبل الأوان لتغطية الحدث) – الاستعدادات التي من الصعب الافتراض بأن قائدًا محلياً كان سيتجرأ على تنفيذها دون تعليمات من فوق وما جرى يعكس على ما يبدو روح الجيش اللبناني».
وهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لبنان قائلاً بأن إسرائيل ستواصل الرد بشدة على أي هجوم على مواطنيها وجنودها. وقال «بودي التوضيح لحماس وللحكومة اللبنانية أننا نرى فيهما الجهة المسؤولة عن الاستفزازات ضد جنودنا, عليكم أن لا تختبروا عزمنا». وأضاف أن «سياستنا واضحة, إسرائيل ستردّ وستواصل الرد بشدة على كل اعتداء على مواطنينا وجنودنا. وعلى ما يبدو كان هناك من فهم ذلك وحاول التهرب من المسؤولية عن جرائمه. إن كل من يطلق النار على مواطني إسرائيل, بصــرف النظــر عــن مكانه, سنصل إليه ونضربه بشدة كبــيرة».
بدوره، هدّد ضابط إسرائيلي كبير أمس، الجيش اللبناني بردّ «أكثر دموية « إذا ما كرر إطلاق النار باتجاه الجيش الإسرائيلي، متهما الجيش اللبناني بالبدء بإطلاق النار في حادث أمس الأول