منتديات ليب مون

شهيدان عسكريان وشهيد للصحافة ... وسقوط ضابط كبير للعدو وجرحى
الجيش يستبسل في صد الاعتداء الإسرائيلي ... و«اليونيفيل» شاهد أخرس!
نصر الله يهدّد بقطع اليد الإسرائيلية إذا امتدت مجدداً ... ويتهمها باغتيال الحريري



عنصر من «اليونيفيل» يشير بيديه للجنود الإسرائيليين لوقف خرقهم للسيادة اللبنانية، وإلى جانبه جندي لبناني في حال تأهب، فيما تبدو الرافعة الإسرائيلية المستخدمة في خرق السيادة اللبنانية


رافعة إسرائيلية تحمل جندياً إسرائيلياً إلى داخل الأراضي اللبنانية حيث قام بقطع إحدى الأشجار


الرقيب الشهيد روبير العشي


الرقيب الشهيد عبد الله طفيلي


الزميل الشهيد عساف بو رحال

رسمت المعركة التي خاضها الجيش اللبناني في مواجهة جيش الاحتلال الاسرائيلي عند الحدود مع فلسطين المحتلة خطاً وطنياً أحمر مبللاً بالدم، هو بالتأكيد أكثر سطوعاً ورسوخاً من الخط الازرق المفتعل.
صحيح ان الجيش اللبناني فقد شهيدين في المعركة البطولية إلا انه ربح ثقة اللبنانيين به وربح الثقة في نفسه، بعدما كادت وظيفته تنحصر في الامن الداخلي وإحصاء الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، تحت شعار الخلل الكبير في موازين القوى، فإذا بجنوده يستبسلون في الدفاع عن الارض والكرامة ويُردون أحد كبار ضباط العدو قتيلاً إضافة الى جريحين، بما تيسر من الامكانيات المتواضعة ولكن المفعمة بالروح الوطنية العالية والارادة الصلبة.
هذه المرة، فاجأ الجيش العدو وربما الكثيرين في لبنان وخارجه، بانتزاعه المبادرة الميدانية، وتصدّيه البطولي للقوة الإسرائيلية المتقدمة التي افترضت ان مهمة إزالة شجرة تضرب جذورها في التراب الجنوبي، قرب العديسة، هي مجرد نزهة في يوم مشمس، ليتضح سريعاً ان العدو أخطأ في حساباته هذه المرة، وان كلفة سوء التقدير كانت باهظة.
وقد جاءت معركة العديسة المشرفة لتحسم بالعين المجردة الجدل الداخلي والعبثي حول فعالية معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» التي خاضت مناورة بالذخيرة الحية، أثبتت جدواها. ويمكن القول إن منطق الاشياء فرض إيقاعه على الارض بمعزل عن الضجيج الداخلي، فتصدى الجيش للاعتداءات الاسرائيلية وبقيت المقاومة على جهوزية تامة للتدخـل بعدما وضعت نفسها بتصرفه إذا طلب المؤازرة، لترتسم بذلك معالم الاستراتيجية الدفاعية الواقعية، من دون تنظير وتعقيد.
وتبقى المفارقة الكبرى في عجز وانكفاء القوات الدولية التي أخلت الساحة للمواجهة وراحت تراقب مجرياتها من بعيد، مكتفية بالطلب من عناصرها التلويح بالأعلام والايدي لجنود العدو بغية حضهم على ضبط النفس، من دون ان تتدخل بفعالية للجم الاعتداءات الاسرائيلية، بينما لم تجد حرجاً قبل أسابيع في إجراء مناورة لمحاكاة هجوم صاروخي من لبنان على فلسطين المحتلة!
وفي موازاة العدوان الاسرائيلي جرت اتصالات سـياسية مكثفة شـارك فيها حزب الله، وفي هذا الاطار اتصل المعاون السـياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل بالرئيس سعد الحريري الموجود في سردينيا وأبلغه ان المقاومة ما زالت منضبطة وهي وضعت نفسها بتصرف الجيش، لكن الذي حصل ليس بسيطاً بل هو بالغ الخطورة، والمطلوب منا جميعاً ان نرفع الصوت عالياً حتى لا يجرؤ الاسرائيلي على تكرار فعلته. وعلم ان الحريري كان متجاوباً جداً.

الوقائع الميدانية
ماذا في التفاصيل الميدانية؟
بدأ التوتر قرابة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر عندما حاولت قوة اسرائيلية نزع شجرة تحجب الرؤية لوضع كاميرا مراقبة مطلة على بلدة العديسة، فطلب الجيش اللبناني من قوة «اليونيفيل» وقف العملية باعتبار ان القوة الاسرائيلية تجاوزت خط الحدود وتعمل في منطقة متحفظ عليها، وجرت اتصالات من قبل «اليونيفيل» مع قيادة الاحتلال طالبة تأجيل العملية 24 ساعة لحين معالجة الوضع، لكن اسرائيل رفضت وأصرت على وضع الكاميرا، فأطلقت وحدة من الجيش اللبناني نيراناً تحذيرية، رد عليها الجيش الاسرائيلي متسبباً بإصابة جنديين ومواطن لبناني بجروح.
عندها تعاملت قوات الجيش اللبناني مع مصادر النار بالشكل المناسب، محققة إصابات مباشرة في صفوف الضباط والجنود الإسرائيليين، فيما لجأت الدبابات الاسرائيلية الى اطلاق قذائفها على العديسة ومحيطها وشنت الطائرات المروحية غارات على مواقع للجيش في المنطقة. واستهدفت الدبابات حاجز الجيش على طريق العديسة ما ادى الى استشهاد جنديين هما الرقيب عبدالله طفيلي والرقيب روبير الياس العشي والزميل في صحيفة «الأخبار» عساف بو رحال إضافة الى جرح عدد من الجنود والزميل في قناة «المنار» علي شعيب.
وافيد ان العدو فقد صوابه بعد مقتل قائد كتيبة برتبة مقدم وإصابة عدد من جنوده، فطلب من قوة «اليونيفيل» الانسحاب من المنطقة لإخلاء مصابيه تحت غطاء ناري، وهكذا كان. واستمر الاشتباك متقطعاً نحو اربع ساعات، الى ان اسفرت الاتصالات المكثفة عن وقفه.
وقالت مصادر عسكرية رفيعة لـ«السفير» إن هناك قراراً متخذاً في وقت سابق من قيادة الجيش بالتصدي لاي خرق اسرائيلي وقد تم إبلاغ الجانب الاسرائيلي بهذا القرار بشكل واضح، إلا انه يبدو انهم لم يصدقونا فدفعوا الثمن. واوضحت المصادر ان القوة الاسرائيلية المعادية حاولت التحرك في منطقة متحفظ عليها من قبلنا، وغير مشمولة برؤية واحدة للخط الازرق، وقد أبلغنا اليونفيل باعتراضنا على هذا التحرك الاستفزازي، ولكن العدو أصر على الاستمرار به.
وأكدت المصادر ان الجيش سيتصدى في المستقبل لأي خرق او محاولة تقدم اسرائيلية مهما كان الثمن وهناك أوامر معطاة لقواتنا بفتح النار تلقائياً من دون العودة الى القيادة، وهذا القرار لا عودة عنه. وأشارت الى اجتماع يفترض ان يعقد اليوم للجنة الثلاثية اللبنانية ـ الدولية ـ الاسرائيلية في الناقورة للتباحث في ما جرى.
مجلس الامن
وفيما رفع كل من لبنان والعدو الإسرائيلي شكويين الى مجلس الأمن، عقد المجلس جلسة بناء على طلب لبنان، وأصدر بياناً عبّر فيه عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات الدامية بين القوات الإسرائيلية واللبنانية، ودعا الطرفين الى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس واحترام وقف اطلاق النار وتفادي أي تصعيد. وأشار المجلس الى انه ينتظر خلاصات تحقيق قوة الامم المتحدة بهدف تفادي تكرار مثل هذه الاحداث في المستقبل.
جهوزية المقاومة
على خط مواز، شكل كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الداعم للجيش «خط دفاع» أمامياً عن الجيش من خلال الانذار الذي وجهه الى الاحتلال الاسرائيلي. وإذ أثنى نصرالله على التصدي البطولي للجيش ضد اعتداء العدو الاسرائيلي، فقال في الخطاب الذي ألقاه أمس في ذكرى الانتصار في حرب تموز انه من اللحظة الأولى للمواجهة استُنفرت المقاومة وكانت في اعلى جهوزية، مشيراً الى ان قيادة المقاومة اتصلت بقائد الجيش العماد جان قهوجي وابلغته بجهوزيتها وانها تحت تصرف الجيش، وكذلك اتصلت برئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووضعتهم في الجو نفسه وأبلغتهم ان المقاومة لن تبادر الى اي تحرك وستتصرف بانضباط وهي بتصرف قيادة الجيش.
ولفت الانتباه الى ان الساعات الماضية كانت حساسة جداً وكانت تتطلب تصرفاً هادئاً، مشدداً على ان المقاومة جاهزة ومتكاملة مع الجيش وان الشعب ثابت في ارضه وبلداته لا يخاف كالمستوطنين الجبناء، واشار ان «اليوم تعمدت بالدم من جديد معادلة الجيش والشعب والمقاومة، كما كرستها حرب تموز». وطالب الذين يقولون إن «السيد» يتفرد بقرار الحرب والسلم بأن يروا ان الجيش والمقاومة يشكلان المعادلة التي تحمي كرامة لبنان.
وتمنى على السياسيين والسياديين والعرب والعالم ان يعذرونا قائلاً: اليوم (أمس) التزمنا وانضبطنا، ولكن الجيش هم اهلنا واخوتنا وشرف وعزة كل اللبنانيين، فهل يمكن للبناني يملك القدرة ان يبقى متفرجاً بعد الآن. واكد انه في اي مكان سيعتدى على الجيش اللبناني من قبل العدو الصهيوني ويكون فيه تواجد للمقاومة او تستطيع الوصول اليه فإنها لن تقف ساكتة ومنضبطة، مضيفاً: اليد الاسرائيلية التي ستمتد على الجيش اللبناني مجدداً ستقطعها المقاومة.
تنديد رسمي
وفيما عقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماعاً طارئاً برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان تدارس فيه ما جرى وأكد على التصدي لاي عدوان جديد، أدان سليمان «الخرق الإسرائيلي للقرار 1701 مؤكداً وجوب التصدي لأي محاولة اعتداء إسرائيلية مهما كانت التضحيات».
واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «هذا الاعتداء الإسرائيلي هو رسالة واضحة ضد الجهد العربي الذي تقوده سوريا والمملكة العربية السعودية لضمان الاستقرار في لبنان»، داعياً الحكومة إلى التقدم بشكوى عاجلة الى مجلس الامن.
وندد رئيس الحكومة سعد الحريري بالاعتداء على الجيش اللبناني، مطالباً قوات «اليونيفيل» والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياتها «والضغط على اسرائيل لوقف عدوانها والكف عن انتهاكاتها وتطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملاً».
وأجرى الحريري اتصالات هاتفية مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط، وزير خارجية تركيا احمد داوود أوغلو، ورئيس الوزراء الاردني سمير الرفاعي، وتلقى اتصالاً من وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخل موراتينوس.
مواقف عربية
عربياً، أكد الرئيس السوري بشار الاسد خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني ميشال سليمان «وقوف سوريا الى جانب لبنان الشقيق ضد الاعتداء السافر الذي شنته اسرائيل» على الاراضي اللبنانية.
ودعا الرئيس المصري حسني مبارك الاطراف كافة الى ضبط النفس، ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مبارك انه اكد خلال اتصال اجراه مع الحريري حرص مصر على أمن وسيادة لبنان وسلامته الإقليمية.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن وزارة الخارجية أجرت اتصالات فورية مع الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة وطالبت بتدخل عاجل من كافة الأطراف لممارسة الضغوط على إسرائيل للامتناع عن أي تصعيد عسكري واحترام القرار 1701.
وللغاية ذاتها، أجرى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية اتصالات مكثفة مع الرؤساء سليمان، بري، الحريري، ووزير الخارجية علي الشامي. وأدان موسى الاعتداء الإسرائيلي وأكد موقف الجامعة العربية المؤيد للبنان وحقه فى الدفاع عن النفس وحماية حدوده، محذراً من عواقب تغاضي المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن مثل هذه الخروقات الإسرائيلية.
الموقف الاسرائيلي
في الجانب الاسرائيلي، اعترفت السلطات العسكرية بمقتل قائد كتيبة احتياط برتبة مقدم (دوف دروري 45 عاماً) في الاشتباك الذي وقع قرب العديسة، كما تم الإعلان عن إصابة النقيب عزرا لكيا، وهو أيضاً ضابط في قوات الاحتياط.
وادعى الجيش الإسرائيلي إن «المسؤولية الكاملة عن الحادث وعواقبه تقع على الجيش اللبناني الذي انتهك الهدوء في المنطقة». وأشار إلى أن قواته ردت على إطلاق النار بأسلحة خفيفة ومدفعية.
وافاد بيان العدو ان الجيش اللبناني فتح النار باتجاه موقع تابع للجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية في شمال إسرائيل، وكانت القوة تقوم بعمليات صيانة روتينية تم التنسيق المسبق بشأنها مع قوات «اليونيفيل»، في جيب يقع «تحت السيادة الاسرائيلية بين الخط الازرق والسياج الحدودي»، وفق مزاعم العدو.
وفيما قدمت الحكومة الاسرائيلية شكوى ضد لبنان امام مجلس الامن، ألقى رئيسها بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة عن الاشتباك على لبنان. وقال إن «إسرائيل تنظر بخطورة شديدة للاعتداء على جنود الجيش الإسرائيلي. والأمر يتعلق بانتهاك فظ لقرار مجلس الأمن 1701. وأنا أرى في حكومة لبنان المسؤولة المباشرة عن الاستفزاز العنيف هذا ضد إسرائيل». وأكد أن «إسرائيل ردت وسترد في المستقبل أيضاً بشدة على أية محاولة لانتهاك الهدوء على الحدود الشمالية والمس بسكان المنطقة والجنود المدافعين عنهم».
نصرالله يتهم اسرائيل باغتيال الحريري
الى ذلك، وفي سياق لا يبتعد عن العدوانية الاسرائيلية، وجه السيد نصرالله اتهاماً مباشراً الى اسرائيل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، موضحا انه سيكشف عن معطيات بارزة في هذا الشأن، خلال مؤتمر صحافي سيعقده الثامنة والنصف مساء الاثنين المقبل.
وبدا ان نصرالله كان حريصاً على إراحة الوضع الداخلي من خلال تجنب الاستغراق في تفاصيل ملف المحكمة والتحقيق، والتركيز على تورط إسرائيل في جريمة الاغتيال.
وأعرب نصرالله عن سعادته لكل تقارب عربي، خصوصا سعودي - سوري لأن بركات التقارب العربي اول ما تطال لبنان. لافتاً الانتباه الى ان الزيارة المشتركة للملك عبد الله والرئيس الاسد والقمة الثلاثية مع الرئيس ميشال سليمان كان همها الأساسي حماية لبنان مما يعد له، واوضح ان هناك جهداً عربياً سيبذل لحماية لبنان وقطع الطريق على كل الأحلام الاسرائيلية وعلى الجميع التعاون وتهدئة الامور حتى تتبين النتيجة.
وأشار الى انه كان من المفترض ان يوزع المؤتمر الصحافي المقرر الاثنين الى قسمين مهمين وكبيرين: الاول عن اتهام الحزب لإسرائيل باغتيال الحريري والثاني يتضمن تقييم المقاومة للمحكمة الدولية ولجنة التحقيق والقرار الظني، «لكن وبما ان البعض يعتبر ان الحديث عن المحكمة يوتر البلد والمطلوب التهدئة سنؤجل القسم الثاني حتى إشعار آخر».
وأشار الى انه سيقدم في القسم الاول دليلاً حسياً على ان اسرائيل ومن خلال عملائها كانت تستغل الخصومة السياسية بين «حزب الله» والحريري منذ 1993 لإيجاد قناعة لديه واصدقائه ان «حزب الله» يريد اغتياله، آملاً في فتح أفق مهم في التحقيق، موضحاً انه سيضطر الى كشف سر مهم جداً حول عملية أمنية للمقاومة في لبنان لإثبات المعطيات التي سيعرضها

الله يرحم الشهداء الابطال ويصبر ذويهم
وينصر لبنان على اعداءه
شكرا عالخبر
دمت بخير