منتديات ليب مون

ودّع لبنان أمس فقيده الكبير الرئيس كامل أحمد الأسعد في مأتم مهيب خيمت عليه أجواء الحزن. فانطلق موكب التشييع الرسمي عند الثامنة والنصف صباحاً من منزل الرئيس الراحل في تلة الخياط باتجاه مسجد العاملية في رأس النبع، حيث صلى على جثمانه نائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ عبد الأمير قبلان بحضور ممثل رئيس الجمهورية الوزير عدنان السيد حسين، ممثل رئيس مجلس النواب النائب عبد اللطيف الزين، ممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير حسن منيمنة، والرئيس حسين الحسيني، ووزراء ونواب حاليين وسابقين وشخصيات سياسية ودينية وعسكرية وحشد كبير من محبي الرئيس الراحل وأصدقائه.
وبعد انتهاء الصلاة، سجي الجثمان في نعش في حديقة المسجد، حيث تقبل التعازي ممثلو الرؤساء الثلاثة والشيخ قبلان ونجل الفقيد أحمد الاسعد والعائلة، وعزفت قوى الأمن الداخلي النشيد الوطني. ثم نقل الجثمان الطاهر إلى السيارة، محمولا على أكفّ أبنائه وصحبه، لتنطلق به الرحلة الأخيرة إلى مثواه في «مقام السيدة زينب» في دمشق، حيث يوارى في الثرى، إلى جانب العديد من أركان العائلة، ممن أدوا أدواراً سياسية مؤثرة في الحركة العربية الاستقلالية، ثم في توطيد أركان الكيان اللبناني عشية الاستقلال.
جلّل الحزن الموكب المنطلق في اتجاه دمشق، وكانت في النفوس غصّة من أن اللحظة السياسية لغياب هذا الركن المكين في الحياة السياسية اللبنانية، على امتداد ربع قرن أو يزيد، كوريث لعائلته العريقة، وذات الدور المؤثر في الحياة السياسية اللبنانية، ثم كصاحب منهج مختلف ومميز نتيجة اعتداده بمواقفه وآرائه، حتى في حال الافتراق عن المزاج الشعبي العام، قد حرمته من تشييع يليق بتاريخه. فضلاً عن التاريخ السياسي لـ «دار الطيّبة»، التي كانت عنواناً لزعامة شعبية راسخة في جبل عامل. تحفظ الذاكرة الشعبية أسماء العديد من أبنائها ثواراً ومناضلين ضد الهمجية الأجنبية، ومن أجل الوحدة السورية، كخطوة على طريق الوحدة العربية. ثم من أجل الاستقلال الوطني بعد استحالة تحقيق الأحلام العظمى.
غاب عن التشييع أمس العديد ممن كان يفترض حضورهم، تحاشياً للحرج ربما. وربما خوفاً من المحاسبة السياسية بعدما اختلف الزمان، وصارت الطوائف إقطاعات من طبيعة مختلفة عما كانت عليه. لكن غياب هؤلاء زاد من حجم الحضور الكثيف للراحل الذي ملأ في فترة معينة صفحات من تاريـخ لبنان السـياسي بـين أواخـر الخمسينيات وأوائل الثمانينيات

مشكووووووووووووووووورة اختي الغالية