من شاطئ الناعمة الى المستشفى الحكومي: 15 صورة تروي الحكاية - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


العودة   منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان > الأقسام العامة > أخبار لبنان والعالم اليومية
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-20-2010, 04:04 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي من شاطئ الناعمة الى المستشفى الحكومي: 15 صورة تروي الحكاية

شاطئ البحر، الذي ابتلع تسعين راكباً كانوا على متن الطائرة الاثيوبية، لا يشبه أيامه السابقة. وحيداً كان، يوم أمس. والأهالي الذين كانوا يتوافدون إليه، لبكاء عزيز لهم، أو لانتظاره، توقفوا عن المجيء.
في مثل هذه الساعة، في الأيام الأولى التي تلت وقوع الكارثة، كانت الحشود تتقاطر إلى الشواطئ الممتدة من الناعمة وحتى عين المريسة، بهدف الاطمئنان، ومتابعة عمليات البحث عن الضحايا.
ظهر أمس، لم يأت أحد. فسفينة البحث «أوديسيه اكسبلورير» غادرت البحر اللبناني، بعد تصوير أعماق المياه. أرشدت غطاسي الجيش اللبناني إلى البقع التي يفترض أنها تحوي بعضاً من الأشلاء أو الجثث، وغادرت.
«المحطة الأخيرة» على الشاطئ هي تلك البقعة التي تم تحديدها في نهاية المطاف، كموقعٍ لتواجد حطام الطائرة والصندوق الأسود. إنها، بدورها، خالية من الرواد. معالم هذه المحطة لم تكن مرئية، لكثرة الازدحام خلال الأيام الأخيرة الماضية. تضاريس هذه المحطة خرجت اليوم إلى العيان: بقعة ترابية صغيرة، يتوسطها منزل متصدع الأركان، وأمامه قنّ الدجاج. في هذا المنزل، جلست إحدى أمهات الضحايا، بعيداً عن الوسائل الإعلامية، وبكت بصمت.
تغيرت صورة البحر ومحيطه، أمس. أو، بالأحرى، عادت إلى ما كانت عليه قبل وقوع الكارثة في أكثر من تسعين بيتا. علامات الذهول التي كانت تسكن وجوه الأطفال، عقب وقوع نظرهم على السفن، تلاشت. أصوات فرحتهم العفوية، هم الذين لا يعلمون ما ابتلعه البحر، اندثرت. لا مقابلات تلفزيونية هنا، ولا مراسلي صحف أو إذاعات. ولا حتى قوى أمنية.
عاد البحر إلى حياته المعتادة، بعدما أطلق أمس سراح ما انتشله غطاسو الجيش اللبناني، وتم نقله، عند الساعة الثالثة بعد الظهر، إلى المستشفى الحكومي، ليصار في ما بعد التعرف على الهويات، ثم التسليم الى الأهالي، الذين أيضاً لم يعودوا أيضاً يفترشون باحة المستشفى الحكومي في بيروت.
مصطفى أرناؤوط، حسين موسى بركات، ومحمد علي قطباي، تم تسليم جثامينهم صباح أمس الى ذويهم. صورة أرناؤوط معلقة على البوابة الحديدية. وإلى جانبها، رفعت 15 صورة. 15 صورة جديدة، وفي كل يوم تعلق صورة. يداعب الهواء صورة الشاب السوري محمد الساعي، فتسقط أرضاً. بدا ساعي مبتسماً، في الصورة.
شريك البحر في مأساته هو المستشفى. اعتاد على استقبال الأهالي، ولوّنت جدرانه بالأسود. أما أمس فقد عادت الجدران إلى لونها، لأن أحداً لا يستند إليها. لا تواجد كثيف لسيارات قوى الأمن الداخلي هنا، ولا أهالي، ولا بكاء. وحده، هذا الرجل، لم ييأس!
كمال إبراهيم، الرجل الستيني، لم يمل من طول الانتظار. وقف وحيداً يوم أمس. راحتا يديه تغطيان وجهه الحزين. يزيحهما تارة ليلقيهما إلى جانبيه، ويتكتف في تارة أخرى. يجلس على أحد الكراسي البلاستيكية التي خصصت لذوي الضحايا في الباحة الخارجية من المستشفى. عندما يغادر، ستختفي الكراسي كلها. لن تستقبل أحداً بعد اليوم. أو، ربما، ستنتظره وحده.
غادر الرجل بعد ثلاث ساعات من الانتظار. غادر من دون معرفة أي جديد عن نجله. تصل سيارة تابعة للصليب الأحمر اللبناني. تنقل من السيارة مجموعة أشلاء إلى البراد. ابتسامات خفيفة تعلو وجوه شبان الصليب الأحمر، هم يتحدثون عن أمر خاص بحيواتهم. فهم اعتادوا على نقل الجثث. واعتادوا مرارة الابتسامة في حضرة الموت.
تشق مجموعة الأشلاء طريقها بهدوء إلى البراد. لم يرافقها، كالأيام الماضية، ذاك الصخب: وجوه متجهمة تحدق في الأكياس أو من خلف زجاج سيارات الاسعاف. امرأة تصرخ «دعوني أره.. سأعرفه!». كاميرات كثيفة تتسارع الى التقاط الصور. رجال الأمن يقفون متشابكي الأيدي. أطباء. بكاء. توجس.
دخلت الأشلاء بهدوء. وغادرت سيارة الاسعاف بهدوء أيضاً. كمال ابراهيم ليس هنا. هو، بالمناسبة، كان جالساً قبالة صورة ابنه حسن. رحل الأب، وترك صورة الابن معلقة، والى جانبها 14 صورة.
14 صورة.. تتخيل أنهم يتحدثون، ليلاً، مع بعضهم البعض. صورة محمد ساعي، رفعت عن الأرض بعدما صفعها الهواء. 15 صورة غائبٍ، على بوابة حديدية.






__________________
آخر مواضيعي

0 «الثقة والتفاهم» بين الشياح وعين الرمانة
0 هل تعاني من ضعف الذاكرة!؟ اذا انقص وزنك!!
0 قصر بيتر هوف في روسيا يزوره السياح بصورة دائمة
0 «بنـات وبـس 3» على «أم بي سي3»
0 ميرزا يستدعي ماريا معلوف حول مقابلة الشرتوني

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جديد نوال الزغبي الحكاية مسرب من الالبوم الخليجي 2011 mr.lebanon أغاني لبنانية وعربية 3 03-29-2011 05:55 PM
الحكاية....ببساطة حلم عميق خواطر الاعضاء 2 10-18-2010 11:55 PM
جديد يارا الحكاية 2010 mr.lebanon أغاني لبنانية وعربية 3 03-16-2010 10:38 PM
المستشفى الحكومي: البدء بإجراء فحوصات dna على 7 جثامين وأشلاء Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 02-08-2010 12:21 PM
تحدثي أيتها الناعمة Moe El-hassan خواطر الاعضاء 0 11-10-2008 12:24 PM


الساعة الآن 10:58 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.