منتديات ليب مون

بدأ التوتّر يضرب أعلى مستواه بين الطلاب الأربعة المتبقّين في الأكاديمية مع حلول يوم الإثنين. ولا تحسبن أنّه إن خفّ عدد الطلاب، ستخفّ وطأة التسميات عليهم؛ على العكس بدا الجميع قلقا وإن كانوا على أتمّ إستعدادهم. ومرّة أخرى، أظهروا أفكارا إبداعيّة وحسّا فكاهيّا لا مثيل له.
أتى موضوع التقييم إبتكار مشهدين تمثيليين الأوّل يتناول مقابلة عبر الإذاعة بين محاوِر "سَمِج" وطلاب ستار أكاديمي السابقين، أي بعد خروجهم من الأكاديمية إثر تسميتهم نومينيه. أمّا المشهد الثاني، فقد اقتصر على إسترجاع الطلاب الأربعة ذكرياتهم في الأكاديميّة، واجتماعهم مجدّدا في منزل رامي.

مشهد بدرية "الدبّابة"
كانت بدرية الطالبة الأولى التي استهدفها المحاور بأسئلته مطلقا عليها لقب "الدبّابة". وبدأ الأخير يمطر عليها الأسئلة المزعجة التي كانت بمعظمها إشاعات من مثل "هل صحيح أنّك تعتبرين نفسك فاشلة؟"، و" أصحيح أنّك انسحبت لأنّك لم تجدي ثيابا تناسب قياسك؟" وردّا عليه، أجابت بدرية "أنا إنسحبت من البرنامج لأنّي وجدت أنّ قدراتي الصوتيّة تفوق بأشواط قدرات غيري من الطلاب، ووجدت أنّ البرنامج والناس ما عادوا يرحبّون بالأصوات الطربيّة شأن صوتي" وبناءا على طلب المذيع، غنّت بدرية "فايق يا هوا" لفيروز قبل أن يشكرها المحاور مقرّا ملرّة جديدة أنّها دبّابة بالفعل!
رامي المتوحّش!
تلى بدرية رامي الذي كان الضحية الثانية لأسئلة المذيع، فيتلّقى إتّصالا عبر الأثير يردّ بموجبه على الإشاعات التي طرحها عليه المحاور بغية إستنباش الحقيقة. ومن بين تلك الإشاعات، إشاعة فكاهيّة جدّا أتت على شكل سؤال "أصحيح يا رامي أنّك سميت نومينيه بسبب بنطالك الضيّق وما تحته؟" وبضحكة وتهكّم، يردّ رامي "نعم، بالفعل لأنّ بنطالي الضيّق حال دون السماح لي بالغناء جيّدا وتسلّق النوتات العاليّة."
ناصيف "تلّة الأكاديمية"
ثم حان دور ناصيف ليردّ على أسئلة المحاور الثقيل الذي لقّبه ب"تلّة الأكاديميّة" بعد أن كان "جبلها الشامخ والشموخ"، وذلك لتسميته نومينيه وخروجه من البرنامج. يبدأ ناصيف باسترجاع أجمل ذكرياته في الأكاديمية وأكثر الحصص الدروسيّة التي استفاد منها، وخصوصا صفّ التمثيل (وذلك على سبيل التهكّم طبعا، فناصيف لا يحبّ التمثيل أساسا). وتلبية لطلب المحاور، غنّى جبل الأكاديميّة السابق أغنية غنّاها في أحد البرايمات السالفة وهي "يمكن نتهنّى بحبّك ويمكن ما نتهنّى" للموسيقار ملحم بركات.
أمّا المشهد الثاني، فقد إقتصر على إسترجاع الطلاب الأربعة ذكرياتهم في الأكاديميّة، واجتماعهم مجدّدا في منزل رامي. وقد إختتم الطلاب مشهدهم المؤثر المستبق للأحداث بآداء الأغنية الإفتتاحيّة "سوا". وقبل أن يخرجوا معانقين بعضهم بعضا، إلتفتوا إلى أفراد اللجنة وأشاروا بإصبعهم إليهم هاتفين "نومينيه"، أيّ أنّهم هم نومينيز هذا الأسبوع!

هدوء تام خيّم أرجاء الأكاديمية بعد ظهر يوم الأحد، إلا أنّ زيارة شادي، أخ رامي، وقريبه خرقت هذا السكون المميت. تفاجأ رامي بتلك الزيارة وخصوصا بشكل أخيه الخارجي، فقد كبر وازداد سمنة منذ أن غادر المنزل. وأمام ذلك التغيير، قال الأخ الكبير ممازحا "إنتظر حتّى أعود إلى البيت فأعيدك نحيفا كسابق عهدك". وصودف أنّ في ذلك النهار، وُلِد الأخ الصغير وبما أنّ القيّمين على البرنامج لا يرضون بأن تكون زيارة شادي زيارة عادية، أحضروا قالب حلوى إلى الأكاديمية واجتمع الطلاب الأربعة بالإضافة الى الضيفين طبعا، وقطع شادي قالب الحلوى قبل الإضمار بأمنيته. ومن يدري قد يكون صاحب العيد تمنّى في قلبه أن يفوز أخيه بلقب نجم الموسم السابع من ستار أكاديمي، فتصبح الفرحة فرحتين. عيد مولد سعيد نتمنّى لك يا شادي ونأمل ان تتحقّق أمنيتك مهما كانت

بما أنّ الطلاب أصبحوا معدودين على الأصابع، إزداد التركيز عليهم وأصبحت الملاحظات على أقلّ سهوٍ أو هفوة أقسى وأكثر. وخير مثال على ذلك بدرية التي كانت محور إهتمام جورج في حصّة الرياضة الأخيرة، إذ لم يبدي الأستاذ أيّ تسامح إزاء طالبته وقسى عليها في تمارينه الرياضية. ولمّا سألها إن تناولت البيض على الفطور، أجابت "لا لا لم أتناول البيض، لم أتناول البيض...". عندئذ، أجاب جورج "حرام عليك، وجهك جميل، لم لا تهتمّين بوزنك؟ ما بالك، أتحسبين أنّ صوتك كافٍ، أنا أقول لك لا، لأننا أصبحنا في عصر الصورة والصوت!" "سأحرص على أن تخرجي من الأكاديميّة بوزن أخفّ"، ذاك كان وعد الأستا1 إلى تلميذته المعاقبة.

لاحظ ميشال جبر أنّ طلابه الأربعة، ناصيف، ورامي، وسلطان، وبدرية لم يكونوا متجاوبين كثيرا في صفّه كما لو الهمّ أكلهم. بدأ الأستاذ يصرخ عاليا سعيا لإيقاظ طلّابه المعدودين من سباتهم وتوجّه إلى ناصيف سائلا إيّاه ما خطبه، وردًّا على السؤال، صرّح الطالب:" مللت من الغناء بجدّ... أريد ولو لمرّة أن يمضي النهار من دون أن أفتح فاهًا." تفاجأ ميشال وصاح:"هيهات ... ما زلتم في بداية الطريق وما أدراكم باليأس والملل؟! ما خطبكم ... عوا فالحياة أمامكم!"

ما أن خرج الطلاب من صفّ ميشال جبر، دخلوا غرفة الجلوس وتفاجأوا بإشارة جديدة من بيبسي "صحّ النوم". وبسرعة البرق، ركض ناصيف باتّجاه غرفة المسرح وأخذ يبحث عن القطعة المعدنيّة، وعلى الأرجح تتساءلون عن اختياره المسرح المكان الأوّل المرجّح أن تكون فيه القطعة. وجوابا على سؤالكم، عادة يكون الطلاب على موعد ثابت مع أستاذة الفوكاليز، ماري محفوض، في الصباح وكذلك غالبا ما تصبّحهم ماري بعبارتها المعهودة "صحّ النوم". ومع ذلك لم ينجح ناصيف في إكتشاف ما يبحث عنه. إستمرّ الطلاب يدخلون ويخرجون من غرفة إلى أخرى من دون التوصّل إلى نتيجة. وأخيرا في المطبخ، وتحديدا في علبة بودرة الحليب، أنزل ناصيف كفّه وها هي القطعة النقدية تعد بجائزة ثالثة قيّمة من نصيبه، فليست المرّة الأولى التي يفوز ناصيف بجائزة تقدمة بيبسي بل هي المرّة الثالثة! أمّا الهدية، فكانت بالفعل ما تمنّاه ناصيف مطوّلا وهو مشغّل موسيقى IPod لمسيّ الشاشة. ولكن ما لم نذكره مسبقا هو أنّ الفائز قد وعد رامي بأنّه إن فاز بالهدية هذا الأسبوع سيتنازل عنها لشرفه، وهكذا حصل. فناصيف أعرب لرامي عن أمنيته في التنازل عن ال IPod وإن كانت الهديّة أتت في وقتها، إلا أنّ الأخير رفض أن يقبل التنازل خصوصا وأنّ زميله يرغب بها بشدّة. وبالمختصر، وبعد الكثير من الأخذ والردّ تلّقّى ناصيف جائزته بفرحة لم تسعه ونزل إلى صالة الرياضية وفتح الهدية كما يفعل الأولاد أي بالرهجة والتشويق نفسه. مبروك مرّة أخرى يا ناصيف، فأنت تستأهل هديتك!

بعد أن تتضاءل عدد الطلاب إلى سبعة لا بل أربعة مع سفر ثلاثة منهم إلى فرنسا، قرّر أستاذ الرياضة جورج أن يعتمد استراتيجية جديدة مع ضحاياه الأربعة الباقين. تضمّنت الإستراتيجية عصب عيني جورج جيّدا في حين قيام الطلاب برمي الكرة بعضهما بعضا، وزوجا زوجا: فإن وقعت الكرة على الأرض، يكون على جورج معرفة الخاسر وصاحب الهفوة تلك. وبالفعل، أظهر الأخير أنّه يتمتّع بحاسة سادسة لا تستهان، إذ ما أن فلتت الكرة من يدي سلطان حتّى تكهّن بصوت عال بإسم الفاعل. وهكذا، مهما فعل الطلاب لا مفرّ لهم من الرجل الحديديّ جورج.