منتديات ليب مون

أفرجت ذاكرة الصندوق الأسود الثاني العائد للطائرة الاثيوبية المنكوبة أمس، عن التسجيلات الصوتية للطائرة، وبالتحديد الحوارات الأخيرة التي دارت في قمرة القيادة بين قائد الطائرة ومساعده.
وعلمت «السفير» من مصادر مطلعة أن الرئيس الحريري سيدعو أهالي الضحايا إلى لقاء معه يطلعهم خلاله على المستجدات المتعلقة بحادث تحطم الطائرة، وبأعمال البحث والجهود المستمرة للعثور على ما تبقى من جثث الضحايا ومتاعهم وكل ما يتعلق بهم.
ومن شأن معلومات الذاكرة أن تدعم التحقيقات الجارية في أسباب الحادث خصوصاً، ووفق ما علمت «السفير» فإن الأحاديث التي دارت في قمرة القيادة واضحة ومسموعة وتسنى للجنة التحقيق الإطلاع بالصوت على ما دار بين قائد الطائرة ومساعده. وتم فتح الذاكرة في مكتب التحقيق الفيدرالي الفرنسي الذي يتولى التحقيق في أسباب التحطم.
وأفادت المصادر المطلعة لـ«السفير» أن «المعلومات التي تسنى الحصول عليها، والتي سجّلت في تقرير رسمي وقّعه أعضاء لجنة التحقيق الخاصة بكارثة تحطم الطائرة في باريس، توضح بدقة المعطيات التي تدعم التحقيقات وتساعد في التوصل إلى نتائج دقيقة».
ففي حين أكدت مصادر وثيقة الصلة بالتحقيق لـ«السفير» أن «نتائج التحقيقات الأولية، والمعطيات التي توافرت عن سماع التسجيلات الصوتية من ذاكرة صندوق التسجيلات، تشير مبدئياً إلى خطأ بشري»، وهو ما نقلته وسائل إعلامية عن مصادر قريبة من مجلس الوزراء، إلاَّ أن أي إعلان رسمي لم يصدر في هذا الاتجاه.
وفي السياق عينه، أكد مصدر وزاري لـ«السفير» أن «الحكومة اللبنانية ستصدر مطلع الأسبوع المقبل تقريرها الرسمي المتعلق بحادث تحطم الطائرة والخطوات والجهود التي بذلت من الألف إلى الياء»، مشيراً إلى أن «تحديد المسؤولية والإعلان عنه هما أمران منوطان بلجنة التحقيق الخاصة بالطائرة وبالمعطيات التي تسمح اللجنة بالإفراج عنها».
في المقابل، وعلى الصعيد الإنساني، لم يتبق إلا خمسة ضحايا لبنانيين لم تحدد نتائج فحوصات الحمض النووي التي ظهرت أمس، أي أشلاء تدل على هوياتهم، لينخفض الرقم عن عشر ضحايا بعدما تم تحديد هويات أشلاء تعود إلى خمسة ضحايا جدد. كما أن نتائج الحمض النووي أيضاً أسهمت في تحديد هويات أشلاء تعود إلى ضحايا اثيوبيين لم يكن هناك أشلاء تعود إليهم.
وعلمت «السفير» من مصدر على صلة وثيقة بعمليات البحث والتصوير التي تتابعها السفينة «أوديسيه إكسبلورير» لـ«السفير» انه تم، حتى مساء أمس، «تحديد سبعين نقطة، عبر التصوير المرئي، تدل إلى وجود أشلاء جديدة لضحايا الطائرة ومتاعهم». وتوقع المصدر أن تؤدي عمليات الغطس التي سينفذها غطاسو الجيش اللبناني، بناء على المعلومات المصورة، إلى «انتشال كل ما تبقى من جثث ضحايا الطائرة، وفقاً لما تم توثيقه بالصورة».
وعليه، يستأنف غطاسو الجيش اليوم، وبعد أن تخلي «الأوديسيه» منطقة الناعمة وتسلّمهم المعطيات الناتجة عن عملها، الغطس إلى الأماكن المحددة وانتشال ما تبقى من أشلاء وجثث الضحايا.
وأكد مصدر عسكري لـ«السفير» أن الجيش «سيستكمل عمليات البحث إلى حين العثور على كامل الجثث والأشلاء العائدة لضحايا الطائرة».
وناشد رئيس مجلس إدارة مستشفى رفيق الحريري، الدكتور وسيم الوزان، الأهالي أن «يتريثوا في استلام الأشلاء التي تعود إلى أبنائهم، وذلك بانتظار الانتهاء من ظهور نتائج فحوصات الحمض النووي لكل الأشلاء التي يتم وسيتم العثور عليها، ليصار إلى تسليم كل عائلة كامل الأشلاء التي تعود إلى فقيدها وذلك احتراما للفقيد ولحرمة دفنه وللعائلة ومشاعرها».
وأبدى دكتور الوزان احترامه لمشاعر الأهالي وتقديره للظروف الصعبة التي يمرون بها ولحجم المصاب الأليم الذي يعانونه، لافتاً إلى أن هذا القرار لا يعود إلى تقصير من المستشفى أو من الأدلة الجنائية التي تساهم مساهمة فعالة في الفحوصات والنتائج، وإنما لطبيعة عمليات البحث التي تؤدي إلى العثور على أشلاء الضحايا تباعاً ويوماً بعد يوم. وأعطى دكتور الوزان مثالاً على ذلك بأن «نتائج فحوصات الحمض النووي تحدد نتائج ما يعثر عليه، أي أنها قد تحدد اليوم هوية أشلاء تعود لهذه الضحية، ثم، بعد يومين، يتم العثور على أشلاء إضافية للضحية نفسها، فكيف نسلم ما نعثر عليه فوراً؟».
وبالعودة إلى ذاكرة التسجيلات الصوتية، فقد سلّم وفد لجنة التحقيق الذي عاد إلى لبنان مساء أمس المسؤولين اللبنانيين نسخة عن التقرير الذي كان محور نقاش وإطِّلاع مجلس الوزراء الذي انعقد في جلسة مسائية أمس برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري.
وعلى صعيد عمليات البحث المستمرة، جابت البحرية اللبنانية التابعة للجيش اللبناني الشاطئ، في إطار مهماتها اليومية في مراقبة الحظر المفروض على منطقة الناعمة، ولم تعثر على أي شيء جديد يتعلق بجثث الضحايا.
وتغادر السفينة «أوديسيه إكسبلورير» البحر عند العاشرة من صباح اليوم عائدة إلى مرفأ بيروت بعدما أنهت الأعمال المطلوبة منها، ولم تردها أي طلبات إضافية من لجنة التحقيق الخاصة بالطائرة.
وفي السياق عينه، أكد مصدر رسمي رفيع لـ«السفير» أن لبنان لم يتلق أي طلبات إضافية من لجنة التحقيق تتعلق بالحادث بعد تسليمه ذاكرة صندوق التسجيلات الصوتية

شكرا عالخبر
تحياتي لعيونك