منتديات ليب مون

عاد مخيم عين الحلوة إلى الضوء من جديد، وهذه المرة من الواجهة الامنية الصعبة جداً والمكلفة للغاية، ودخل في حبائل التكهنات حول مصيرة الحتمي من أوسع أبواب »القاعدة« و»فتح الاسلام«..
وبات الاتهام في لبنان عن كل تفجير حصل او قد يحصل او عملية امنية مرتقبة في أي بقعة من هذا البلد، مصوبا مباشرة الى صاحب »الجسم اللبًيس« مخيم عين الحلوة..

حتى أن امير تنظيم »القاعدة« في لبنان الفلسطيني عبد الرحمن عوض »أبو محمد« (مواليد عام ١٩٦٨) عندما ولد ومعه فتح الإسلام، تبين انه ولد في هذا المخيم، لا بل ان المعلومات المتداولة تشير الى انه مقيم فيه ويعتبر الرجل الاول لهذا التنظيم في لبنان.

السؤال المطروح بإلحاح »هل سيلقى مخيم عين الحلوة مصير مخيم البارد بعد اعترافات شبكة دمشق وقبلها شبكة الشمال والاعتقالات التي حصلت قرب المخيم قبل نحو ٢٠ يوماً؟ وهل سيسير هذا المخيم وبسرعة مذهلة على خطى ذاك المخيم؟«.

مصادر فلسطينية تؤكد لـ»السفير« إن مخيم عين الحلوة لا يحتمل بالمطلق ان يكون مخيم البارد الجديد، نظراً لبعد التشابه بين المخيمين، لان السؤال المطروح على هامش ذلك هل تتحمل مدينة صيدا »باردا جديدا« في قلبها؟ وهل مسموح بنشوب معركة طويلة في هذا المخيم الذي يقع في عاصمة الجنوب وعلى معابر المقاومة وطرق إمداد »اليونيفيل« من خلال صيدا؟ وأي جهة فلسطينية مهما كانت، تتحمل تهجير وتشريد سكانه وتدميره عن بكرة أبيه«؟

وتشير المصادر الى ان مخيم عين الحلوة وهو من اكبر مخيمات لبنان (٧٠ الف نسمة ويشكل عاصمة الشتات لكل الفلسطينيين في العالم) يعيش هذه الأيام أسوأ أيامه منذ نشوئه إثر نكبة فلسطين قبل أكثر من ٦٠ عاماً، بسبب هذا الضخ الامني اليومي والتواجد الاعلامي المحلي والعربي والدولي المقيم فيه على مدار الساعة، والسبب هو المعلومات المتداولة والمتعلقة بوجود تنظيمي »القاعدة« و»فتح الاسلام« في هذا المخيم مع ابو محمد عوض.

وتلفت المصادر الى انه لم يكن يكفي اهل هذا المخيم التوتر الدائم فيه واطلاق النار والاغتيالات وخلافات »فتح« الداخلية واشتباكاتها المتكررة مع »جند الشام«، حتى جاءت الاتهامات المتعلقة بوجود »القاعدة« واميرها و»فتح الاسلام«، الا ليصب الزيت على النار، ويضاعف من قلق الأهالي حول مصير المخيم، ويزيد منسوب الهلع من احتمالات المستقبل الغامض.

ووفقاً للمعلومات المتداولة في عين الحلوة، فإن عوض كان يقيم في »مخيم الطوارئ« قبل بروز اسمه اميراً لـ»فتح الاسلام«، وبانه على تنسيق تام مع تنظيم »القاعدة«، وهو حالياً مختف عن الأنظار ومتوار، ليس في هذه الفترة، بل منذ سطوع اسمه إثر الإعلان عن كشف شبكة عبد الغني جوهر في الشمال، عندما اتهمته الاجهزة الامنية اللبنانية بأن له علاقة بتفجيرات هذه الشبكة والتوقيفات التي حصلت في منطقة صيدا، وبأنه جنّد أشخاصاً للقيام بأعمال امنية.

مصادر لجنة المتابعة الفلسطينية أكدت أن مخيم عين الحلوة ليس بمقدوره أن يتحمل وجود شخص مثل ابو محمد عوض وجهت اليه كل هذه الاتهامات، ومنها مشاركته بتفجيرات ضد الجيش اللبناني في الشمال، عدا عن الاتهامات الموجهة ضده بضلوعه بتفجيرات وقعت في سوريا، وان السلطات اللبنانية سوف تطلبه آجلاً أم عاجلاً من الجهات الفلسطينية في المخيم للتحقيق معه حول ما نسب اليه. لذا فان كل القوى والفصائل في المخيم ستعلن موقفاً صريحاً من هذا الموضوع خلال الساعات المقبلة، وانها في حال اكتشفت مكان وجوده بعد ان توارى عن الانظار فإنها ستطالبه بتسليم نفسه الى القضاء اللبناني حتى لا يتحول المخيم إلى بارد جديد ويعاد تكرار تجربة شاكر العبسي من خلاله في مخيم عين الحلوة؟

ولفتت المصادر إلى أن هناك فصائل وقوى في المخيم تطالب وبإلحاح بتشكيل قوة أمنية مشتركة ومن دون اي استثناءات، أي من كل الفصائل التابعة للقوى الإسلامية ومنظمة التحرير وقوى التحالف وانصار الله، لتقوم بمهمة تجنيب المخيم الكأس المرة التي تذوقها مخيم البارد، وأخذ العبرة من نموذج البداوي والقيام بمهمة امنية قيصرية سريعة، والطلب إلى أبو محمد عوض في حال تمّ اكتشاف وجوده بأن يسلم نفسه الى القضاء اللبناني ليدافع عن التهم الموجهة إليه أو اعتقاله في حال رفض ذلك.

إلا أن المصادر تؤكد أن هذا الأمر دونه عقبات وصعوبات أهمها عدم حصول التوافق الفلسطيني الفلسطيني المطلوب حيال هذا الامر بين القوى الإسلامية، وتحديداً عصبة الأنصار التي لا تحبذ اعتقال أي مطلوب او متهم وتسليمه الى القضاء، وتفضل ان يسلم هو نفسه طواعية او الخروج من المخيم الى حيث يريد، اضافة الى ان تنظيم »جند الشام« يساند ابو محمد عوض، وعندها في حال اعتقاله عنوة فإن معركة فلسطينية فلسطينية ستقع حتماً في المخيم.

ويقول قائد »الكفاح المسلح« العميد منير المقدح اننا »لن نسمح بأن تتكرر تجربة مخيم نهر البارد في مخيم عين الحلوة، وسوف ننسق مع الجيش اللبناني من أجل ضبط حركة الدخول والخروج من المخيم. وإننا نعمل على مراقبة هذه المجموعات ان وجدت في المخيم، وسوف نتصرف معها وفق ما تقتضية مصلحة المخيم«، مشدداً على ان أبو محمد عوض متوارٍ عن الأنظار.

السفير - محمد صالح