منتديات ليب مون

في خلال عملية إزالة البسطات الجوالة


طرابلس :
لم تنفع الاتصالات التي سارع أصحاب البسطات في طرابلس الى إجرائها بمكاتب نواب المدينة، في منحهم مهلة إضافية أو في غض نظر القوى الأمنية والشرطة البلدية عن بسطاتهم الموجودة على الأملاك العامة وبشكل مخالف ضمن نطاق مناطق التل، السرايا العتيقة، السوق العريض، وسوق البازركان والأسواق المجاورة وصولا الى سوق حراج الأثري.
أمس، ومع بداية العام الجديد، غابت كل أنواع «الواسطات» و«المحسوبيات» المتعلقة بأصحاب البسطات والتي كانت تؤمن لهم غطاء سياسيا يحول دون تنفيذ القرارات البلدية، وذلك بعد توافق بلدي ـ نيابي ـ أمني خلال الاجتماعات المشتركة التي يعقدها نواب التضامن الطرابلسي على رفع الغطاء عن الجميع، إفساحا في المجال امام البلدية في تحرير الكثير من المساحات المشغولة، لا سيما في وسط المدينة وأسواقها القديمة التي تشهد تنفيذ مشروع الارث الثقافي، ونزولا عند رغبة البنك الدولي الذي يبدي انزعاجا من حال الفوضى القائمة، ويعتبر ان البسطات تعيق أعمال التأهيل، وتحول دون إبراز جمال المواقع التي تم ترميمها.
وأصدرت البلدية قرارا قبل فترة وأبلغته بواسطة عناصر الشرطة الى أصحاب البسطات كإنذار أخير، وطلبت منهم رفع بسطاتهم عن الأماكن العامة خلال مهلة أقصاها مطلع العام الجديد، وذلك بعد ان غضت النظر عن الكثير من التجاوزات والمخالفات خلال فترة الاعياد إفساحا في المجال لمن يرغب من أبناء المدينة بالعمل.
وتضمن القرار البلدي، منع وضع البسطات على الأرصفة والبيع بالتجوال نهائيا في مناطق بولفار فؤاد شهاب، المناطق الواقعة غربي البولفار، ساحة التل وساحة السرايا العتيقة، سوق النحاسين والبازركان وصولا الى سوق حراج. كما ومنع «التبسيط» وعرض وتعليق البضائع خارج المحلات في الأسواق المؤهلة ضمن مشروع الارث الثقافي، والسماح بالبيع الجوال في باقي انحاء المدينة شرط عدم عرقلة السير، على ان تستعين الشرطة البلدية بقوى الامن الداخلي وتحرر محاضر ضبط بحق المخالفين وتحويلها الى القضاء المختص بعد مصادرة معروضاتهم وإرسالها الى دور الايتام في المدينة.
وصباحا تجمع عناصر الشرطة البلدية وعدد كبير من عناصر سرية درك طرابلس وسرية الفهود بإمرة العقيد بسام الأيوبي ومشاركة عدد كبير من ضباط المفارز والمخافر في المدينة، وانطلقوا في تنفيذ المرحلة الأولى، وعملوا على إزالة عشرات البسطات وحرروا محاضر ضبط بحق المخالفين، وألزموا أصحاب المحلات بإدخال بضائعهم الى داخل محلاتهم، وذلك وسط اعتراض أصحاب البسطات على القرار البلدي، ومطالبتهم بتخصيص اماكن بديلة لهم لكي يتمكنوا من العمل وتأمين قوتهم وقوت عيالهم لا سيما في هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.
ويؤكد العقيد بسام الأيوبي ان الحملة مستمرة حتى استكمال المرحلة الأولى التي يتضمنها القرار البلدي، وأن ما أزيل من بسطات لن يعود ثانية، وذلك تحت طائلة مسؤولية أصحابها، وأن الشــــرطة البلدية وعناصر قـــوى الأمن الداخلي ستقوم بسلسلة دوريــات يومية للتأكد من حسن تطبيق القرار...
ويشير رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي الى أن المنطقة التي ستحرر من البسطات المخالفة هي أقل من عشرين في المئة من مساحة المدينة، وأن هناك نحو 80 في المئة ما يزال يسمح فيها للعربات الجوالة بالعمل، لافتا الى أن المرحلة الأولى شملت واجهة المدينة ووسطها والمناطق التي تشـهد تنفيذ مشروع الارث الثقافي.
ويقول جمالي لـ«السفير» «إن قرار منع البسطات المخالفة هو قرار نهائي ولا يمكن العودة عنه، خصوصا ان كثيرا من هذه البسطات تسيء الى المشهد الحضاري العام في المناطق الأثرية، الامر الذي يزعج البنك الدولي الذي ينفق على مشروع الارث الثقافي، وهو يعتبر أن البسطات تعيق عمله ولا تبرز جماليات المواقع الأثرية التي يعاد تأهيلها وترميمها، ونحن في الوقت عينه كنا طلبنا تمويلا إضافيا لتوسيع نطاق الأرث الثقافي، فكانت تلبية الطلب مشروطة بإزالة البسطات وكل ما يشوه واجهات المدينة والمناطق الخاضعة للمشروع..
وردا على سؤال حول البسطات القائمة على كورنيش نهر أبو علي، يؤكد جمالي أن هذه البسطات تنتشر بشكل عشوائي وسيصار الى إزالتها خلال المرحلة المقبلة، لا سيما بعد انتهاء مشروع الارث الثقافي في المنطقة وانتقال أصحاب البسطات الى الساحة المخصصة لهم والتي استحدثت فوق مجرى نهر أبو علي