منتديات ليب مون

مشروع «جمعية الاتحاد النسائي التقدمي» يرى النور أخيراً
للمرة الأولى في لبنان: سيدة تفتح حساباً مصرفياً لولديها القاصرين


حققت نصرها باسمهما أمس


أمسك سامر وجاد بتروني (14 و16 عاماً) بدفتري الحسابين الخاصين بهما في مصرف «بيروت والبلاد العربية»، وقبّلا والدتهما باربرا، ثم رسما بالأصابع علامتي نصر. فعائلة بتروني هي الأولى في لبنان التي تحقق فيها «سيدة» إنجازاً، إذ تمكنت من فتح حسابين مصرفيين لولديها القاصرين.
إذاً، أثمر جهد «الاتحاد النسائي التقدمي» خروجاً بتعميم من جمعية المصارف يساوي الأم بالأب، على هذا المستوى.
وترى رئيسة «لجنة حقوق المرأة اللبنانية» ورئيسة «المجلس النسائي» سابقاً ليندا مطر أن «العرف الذي كان سائداً قبل تعميم جمعية المصارف يستند، من دون نص قانوني، إلى 15 قانوناً للأحوال الشخصية في لبنان تكرّس الرجل رأساً للعائلة». وترى مطر أن التعميم يخرج المشكلة من النصوص، «ولكن يبقى العمل في النفوس، أي أن يخرج المجتمع نفسه من هذا الاعتقاد رجالاً ونساءً، ليمارسوا ما أضحى متاحاً».
وتشير الأستاذة في القانون، وعضو «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية»، فاديا كيوان لـ«السفير» الى أن «الهيئة طرحت الموضوع وقدمت أكثر من طلب إلى جمعية المصارف قبل العام 2008، وعادت وقدمت طلباً جديداً هذه السنة، وتمت الاستجابة على أساسه». وترد كيوان «العرف الذي كان موجوداً في المصارف، إلى الخوف من تعارض السماح للمرأة بفتح حساب لأولادها بوصايتها مع التشريعات الدينية، وليس بناءً على نص قانوني مدني لبناني». وأكدت كيوان أن التعميم لا يتعارض مع دور الرجل في العائلة ولا مع التشريعات، وهو يخضع للشروط التي تضعها الأم عند فتح الحساب». وتحدد شروط الحساب الائتماني أو التوفيري، والشروط التي تضعها الأم، مصير الحساب في حال وفاة الأم بما يضمن إما بقاء الحساب إلى حين بلوغ الولد المعني سن الـ18 عاماً لتجييره له، أو أن يوكل للأب إدارة الحساب إلى حين بلوغ الابن المعني السن القانونية، أو وفق ما ترتئيه الأم».
في مصرف «بيروت والبلاد العربية»، أعدّ المستشار القانوني بول مرقص دراسة قانونية، بطلب من «الاتحاد»، واقترح بموجبها البت إيجاباً بالمسألة.
أجواء احتفالية في مصرف
«عقبال الجنسية يا رب!». تطلق امرأة هذه الجملة قبل أن تهنئ السيدة بتروني على الانجاز الذي حققته. أما بتروني فتؤكد أنها لا تستطيع وصف فرحتها، بعدما حققت حلماً يراودها منذ زمن. فهي حاولت منذ عشر سنوات أن تفتح حساباً لولديها، وفشلت. تلفت إلى أن مهمة الأم لا تتركز فقط على تأمين الطعام والشراب لأولادها، بل ضمان مستقبلهم أيضاً، خصوصا إذا فارقت هي الحياة يوماً. تعتبر أن اكتساب المرأة هذا الحق يعتبر هاماً بالنسبة إلى آلاف الأمهات اللواتي أصبحن قادرات اليوم على فتح حسابات مصرفية لأولادهن، وخصوصا الأرامل والمطلقات.
وما رأي سامر وجاد بحصولهما على دفتري حساب من الوالدة؟ يضحك سامر قبل أن يحتضن والدته ويقول: «إلو طعمة غير شكل دفتر الحساب هلّق، هيدي الأم غالية وبتعطي كل شي».
تستقطب العائلة الصغيرة عدسات الكاميرات لدقائق. تنهال آيات التهاني عليهم. ترد بتروني على المهنئين: «عقبال كل أم، وعقبال ما نعطي الجنسية مش بس الحساب».
يذكر أن بتروني تحمل الجنسية الأميركية، وهي متزوجة من لبناني، وتعمل مديرة لمنظمة «أميديست» في لبنان.
أقيم الاحتفال التأسيسي لآلية تطبيق هذا الحق في المقر الرئيسي لمصرف بيروت والبلاد العربية في كليمنصو، بحضور رئيس مجلس الإدارة غسان عساف، وأعضاء من «أميديست» ومن «الاتحاد النسائي التقدمي»، إلى مدراء المصرف وموظفيه. وأكد عساف أن المصرف يدعم «تعزيز حقوق الأم وإقرارها تجاه أولادها، أسوة بالأب».
نبذة عن المشروع
تلقت جمعية «الاتحاد النسائي التقدمي» الكثير من اعتراضات الأمهات اللواتي تقدمن للمصارف بطلبات فتح حسابات لأولادهن القاصرين. وبما أن رئيسة «الاتحاد» وفاء عابد تعمل في مصرف، فقد أجرت بحثاً في أواخر العام 2008 من وجهة نظر مصرفية حول الموضوع، فتبيّن أن العديد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية تجيز للأم فتح أنواع من الحسابات لمصلحة أولادها القاصرين، مع وجود الولاية الجبرية للأب. ووجدت «الجمعية» أن لا مبرر دينياً ولا عائق قانونياً يحيل دون إنهاء الإشكالية، فتبنّت المشروع بالتعاون مع المصارف، مع التأكيد على احترام الولاية الجبرية للأب بحسب قوانين الأحوال الشخصية، والالتزام بها.
رفعت الدراسة الأولى، مرفقة بمطالعات لقوانين الأحوال الشخصية، إلى المحامي الضليع في قضايا قوانين الأحوال الشخصية غسان محمود، «فكان المشجع الأول وبدأ البحث عن الحلول العملية من الناحيتين القانونية والمصرفية». ثم حملت الجمعية فكرة المشروع إلى الدكتورة خاتون حيدر لخبرتها في المجال، وبدأ فورياً الإعداد العملي له، فكان الدعم والتمويل من «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» ضمن «برنامج الشفافية والمساءلة» الذي تديره «أميديست لبنان».
وهكذا، باتت باربرا بتروني السيدة اللبنانية الأولى التي تفتح حساباً مصرفياً لولديها القاصرين

ألف مبروك لكل طفل قاصر بلبنان

والله يقدم الي فيه الخير

مشكورة عالخبر

شكرا على الموضووووع

شكرا على الموضوع