منتديات ليب مون

مليون وخمسمئة ألف سيارة في لبنان يومياً.. خمسمئة ألف منها في العاصمة
قائد سرية سير بيروت لـ«السفير»: لا حل جذرياً إلا بتنظيم قطاع النقل العام


شرطي في غابة السير عند تقاطع بشارة الخوري


لم يعد تنظيم قطاع النقل العام خياراً أمام الحكومة، وإنما ضرورة، من أجل تنظيم السير على الطرقات، كما هي الحال في جميع دول العالم.
يسير في شوارع لبنان حالياً ما يقارب المليون وخمسمئة ألف سيارة، بحسب إحصاءات وزارة الداخلية، من بينها خمسمئة ألف سيارة تسير في شوارع بيروت. لذلك، فإن الأزمة متشعبة، لا تحل فقط بنشر عناصر قوى الأمن في المناطق التي تتعرض للازدحام، حسبما يؤكد قائد سرية سير بيروت العقيد محمد الأيوبي لـ«السفير». ويقول إن الحل يجب أن يشمل مجموعة وسائل، هي: تنظيم قطاع النقل العام، تأمين مواقف للسيارات، منع استيراد السيارات التي يزيد عمرها عن خمس سنوات، ومنع السيارات والحافلات التي تحمل لوحات مزورة من العمل، مع تأمين عمل لأصحابها مختلف عن نقل ركاب لم يعودوا متوفرين، لكثرة عدد السيارات والحافلات.
ويوضح الأيوبي أنه يوجد حالياً أربعمئة عنصر لدى مفرزة سير بيروت، يتوزع ثلاثمئة منهم في الشوارع، ومئة منهم يعملون في تنظيم الأمور الادارية. وسوف يضاف إلى هذا الرقم مئة وعشرة عناصر، بينما يستدعي تنظيم السير في بيروت ما يقارب الألف عنصر. ويوجد في منطقة الجديدة مئة وسبعة عناصر، أضيف إليهم أربعون عنصرا. في الضاحية الجنوبية، يوجد مئة واثنان وعشرون عنصرا، أضيف إليهم أربعون عنصرا. في منطقة جونية، يوجد خمسة وتسعون عنصرا، أضيف إليهم أربعون عنصرا.
خلال شهر أيار الماضي، طلب الأيوبي من أحد عناصر شرطة السير، تعداد السيارات العمومية التي تمر في شارع الحمراء، وقد مرت بين الرابعة بعد الظهر وبين السادسة عصراً ثلاثمئة وخمس وثمانون سيارة عمومية، معظمها ينقل راكبا واحدا.
في نفق سليم سلام، جرى تعداد الشاحنات، وتبين أن ستمئة واثنتين وثمانين شاحنة قد مرت إلى المرفأ، خلال ست ساعات. وإذا تعطلت شاحنة واحدة منها على الطريق، فإن ذلك يؤدي إلى توقف السير.
ويقول الأيوبي هنا إنه يجري حاليا توسيع حوض مرفأ بيروت، ويعني ذلك مضاعفة عدد الحاويات في المرفأ، وبالتالي مضاعفة عدد الشاحنات التي تنقل البضائع إليه. وينقل عن محافظ بيروت ناصيف قالوش وجود مشروع لتوسيع الخط البحري، من أجل إيجاد الحل لسير الشاحنات، عبر تأمين مسلك معين لها وأوقات محددة، فيما يوجد مشروع لمرور الشاحنات على أوتوستراد المرفأ ـ نهر الموت ـ عين سعادة، ثم الأوتوستراد العربي باتجاه البقاع. لكن المشروع متوقف في منطقة عين سعادة.
في منطقة بشارة الخوري، باتجاه البربير، يسير ستون ألف سيارة يوميا. على كورنيش المزرعة، يسير مئة ألف سيارة يومياً، وفي شارع فردان خمسون ألف سيارة يوميا، وفي شارع تلة الخياط – الراشدين ثمانية وأربعون ألف سيارة يوميا.
ينقل الأيوبي عن المهندس في مجلس الإنماء والإعمار إيلي حلو، وهو أحد المشرفين على مشروع النقل الحضري، أن عدد السيارات على بولفار سن الفيل ـ الجديدة زاد خلال السنوات الثلاث الماضية ما يقارب الثلاثين في المئة، وهناك مئتان وسبعون ألف سيارة تدخل من جونية إلى الدورة يوميا.
اقترح الأيوبي على محافظ بيروت جعل محطة شارل الحلو، المؤلفة من ثلاث طبقات، مواقف سيارات للذين يقصدون منطقة الجميزة للسهر، وتحويل المنطقة للمشاة فقط. لكن كلا من المحافظ ورئيس البلدية يلقي المشروع على الآخر. كما اقترح على بلدية بيروت إقامة موقفين للسيارات تحت الأرض في قطعة الأرض التي تملكها قرب ثكنة بربر الخازن في فردان، إلى مواقف سيارات، لكن البلدية لم تأخذ بالاقتراح.
وتقول مصادر مطلعة إن مخالفات كبرى في البناء سجّلت بحق مجمّع تجاري ضخم في الاشرفية، تقدر قيمتها بملياري ليرة، وهي تسبب، عجقة سير خانقة في المنطقة.
أما التحويلة التي أقامها مجلس الإنماء والإعمار عند منطقة البريستول فيعتبرها الأيوبي إيجابية، لكن يجب أن يعتاد الناس عليها. ويترتب بعد التحويلة على المقبلين من كورنيش المزرعة ومار الياس باتجاه الحمراء، المرور عند مستديرة الطائفة الدرزية في فردان، بدل اعتيادهم على سلوك طريق الكونكورد ـ البريستول ـ الحمراء.
تشكل الأنفاق التي يجري بناؤها حاليا في كل من مناطق البربير وكنيسة مار مخايل والطيونة جزءا من الحل. لكن الانتهاء من بناء نفق البربير لن يحل مشكلة السير عند كورنيش المزرعة، لأن السير سوف يتوقف عند تقاطعي عبد الناصر وبرج أبو حيدر، لضيق الطريق.
وبالإضافة إلى الأنفاق التي يجري بناؤها، سوف نشهد قريبا البدء ببناء نفق رأس النبع بشارة الخوري والمشرفية، فتصبح مشاريع الأنفاق ممتدة من رأس النبع ـ الطيونة ـ كنيسة مار مخايل، ومن المشرفية ـ مار مخايل، لأن الوقت المتفق عليه بين مجلس الإنماء والإعمار وبين البنك الدولي (الممول الرئيسي لمشروع النقل الحضري) أصبح ضيقا.
وبناء لتعليمات رئيس الحكومة سعد الحريري جرى في معهد قوى الأمن الداخلي ـ الوروار أمس توزيع 50 ضابطاً و287 رتيباً وفرداً، كانوا يتابعون دورات تدريبية، لتعزيز مفارز السير في بيروت وجبل لبنان والمطار، حتى انتهاء فترة الأعياد.
ودعا قائد المعهد العميد عبد البديع السوسي الضباط والرتباء والعناصر إلى العمل بكل جدية ونشاط وانضباط، بغية تسهيل حركة المرور وتنقّل المواطنين، وأن يكونوا القدوة الحسنة لمواطنيهم لأنهم محط أنظار الجميع.
كما أصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أمراً برقياً قضى بتكليف آمري مفارز السير الإشراف على التدابير المفروضة من قبل قطعاتهم، عبر التواجد يومياً في أوقات الذروة في مختلف الشوارع والتقاطعات الهامة والأماكن التي من المتوقع أن تشهد زحمة سير، واستنفاذ كافة الطاقات والإمكانيات المتوفرة للعمل على تسهيل المرور مهما كانت الأسباب، وضبط جميع المخالفات لأحكام قانون السير وتنظيم المحاضر بحق المخالفين، وتشديد الإجراءات بصورة خاصة للمخالفات التي تعيق حركة المرور، كالوقوف الممنوع في وسط الطريق، والوقوف صفا مزدوجا بعكس وجهة السير، وعدم الامتثال للإشارات الضوئية ولإرشادات عناصر السير.
وتم تسيير الدوريات في بيروت والمناطق اللبنانية تنفيذاً لتلك الأوامر، ونظّم رجال الأمن محاضر مخالفات وعملت رافعات تابعة لقوى الأمن الداخلي على رفع عدد من السيارات المخالفة.