منتديات ليب مون

واشنطن: خرق خطير والوقت ينفد
إيران تتحدى: 10 منشآت نووية جديدة


ردّت حكومة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس، على التحذير الغربي الاخير الصادر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالإعلان عن نيتها اقامة 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، مشيرة الى انها حددت بالفعل مواقع 5 منها، وانها وضعت تصاميم لأجهزة طرد مرکزي تعمل بوتيرة أسرع وبطاقة أعلى، في خطوة رأت واشنطن انها تمثل خرقا ايرانيا خطيرا.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية «ارنا»، بالتزامن مع وكالات الأنباء الأخرى المتحدثة بالفارسية والعربية والانكليزية، بيانا ذكرت فيه ان «مجلس الوزراء قرر تكليف مؤسسة الطاقة الذرية الايرانية وضع تصاميم لتأسيس 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي مماثلة لمنشأة نتانز، في غضون شهرين».
وأوضحت الوكالة انه «خلال الاجتماع الذي عقد برئاسة رئيس الجمهورية الاسلامية محمود احمدي نجاد، تقرر تكليف مؤسسة الطاقة الذرية للشروع في انشاء خمسة منشآت نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم حددت اماکنها مسبقا في بعض مناطق البلاد في غضون شهرين، وکذلك تقديم مقترحات لتشييد 5 منشآت نووية اخرى للتخصيب في اماکن مناسبة».
وقال نجاد خلال الاجتماع انه «من اجل تأمين 20 الف ميغاواط من الكهرباء حتى العام 2025، فان هناك حاجة لتشغيل 500 الف جهاز طرد مرکزي بالحجم الراهن»، أي بحجم الأجهزة التي تعمل في نتانز. ولفت الى ان ايران «وضعت تصاميم لأجهزة طرد مرکزي تعمل بطاقة أعلى، ولذلك فان العدد سينخفض لانجاز هذه المهمة، وبمجرد دخولها حيز التدشين، ستتم الاستفادة منها».
وشدد نجاد الذي توقعت صحف تركية ان يزور كونيا في وسط تركيا في منتصف كانون الاول المقبل، على ضرورة «بلوغ هدف إنتاج وقود نووي يتراوح ما بين 250 و300 طن (في العام)، لذلك ستتم الاستفادة من أجهزة طرد مرکزي جديدة ذات سرعة أعلى». واعلن ايضا عن «مناقشة مجلس الوزراء إنتاج وقود نووي مخصب بنسبة 20 في المئة»، موضحا «اننا نتعاطى مع العالم کله بمحبة وصداقة، ولكننا لن نسمح مطلقا بتضييع حقوق شعبنا قيد أنملة».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس في بيان «إذا صح الأمر، سيكون هذا خرقا خطيرا آخر لالتزامات إيران الواضحة في إطار قرارات مجلس الأمن المتعددة ومثالا آخر على اختيار إيران أن تعزل نفسها». وأضاف «الوقت يضيق على فرصة إيران لتبديد مخاوف المجتمع الدولي المتنامية بشأن برنامجها النووي».
بدورها، رأت لندن ان الإعلان الايراني يشكل مصدر «قلق بالغ» ومن شأنه ان يشكل انتهاكا لقرارات مجلس الامن الدولي. كما اعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الالمانية ان برلين تتابع
«بقلق» المعلومات المتعلقة بمشاريع ايران لبناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم، في وقت قال دبلوماسي بارز وثيق الصلة بالوكالة الدولية إن «هذا رد فعل للقرار كان من المؤكد ان يحدث»، مضيفا انه من غير الواضح «مقدار الخداع فيه من مقدار الحقيقة».
وفي وقت سابق، حث نواب مجلس الشورى حكومتهم التي دخلت حوارا نوويا مع الولايات المتحدة والقوى الغربية لتزويدها بوقود نووي تستبدله باليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تملكه، على تقديم خطة لخفض مستوى التعاون مع الوكالة الذرية بعدما أصدرت الوكالة قرارا يوبخ طهران، وأيدوا خطة تقضي برصد 20 مليون دولار للمساعدة في «إلقاء الضوء على الانتهاكات» التي ترتكبها الولايات المتحدة وبريطانيا و«مقاومتها».
وقال 226 نائبا من اصل 290 في بيان تلي في مجلس الشورى، الذي قد يعلن اليوم الاثنين موقفه النهائي من مسألة التعاون مع الوكالة الذرية، انه «ينبغي على الحكومة، بسبب سلوك القوى العالمية المتسرع، أن تقدم خطة لخفض مستوى تعاون إيران مع الوكالة». كما هاجم النواب الرئيس الاميركي باراك اوباما واتهموه «باتباع الطريق ذاتها» التي سلكها سلفه جورج بوش.
وقال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني في كلمة امام النواب، ان «البرلمان الايراني يحذر الولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في مجموعة الدول الست ألا تتصور ان هذه اللعبة التي مر عليها الزمن ستمنحها فرصة للمزايدة». وتابع «لا ترغموا البرلمان والأمة الايرانية على اختيار طريق اخر وخفض تعاون (ايران) مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». واضاف ان هذه الخطوة «تكشف ان الدول الست لا تسعى الى التفاوض بل الى الخداع السياسي».
وكانت إيران شجبت قرار الوكالة ووصفته بأنه «ترهيب» من شأنه أن يسمم أجواء المحادثات. ووصف مندوب إيران لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية القرار بأنه خطوة «متسرعة» ليس لها أساس قانوني، بينما قال النائب الإيراني مصطفى كواكبيان، وهو عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، إن قرار الوكالة أظهر أن موسكو وبكين «غير صادقتين».
ويطلب قرار مجلس محافظي الوكالة الذي أقر بغالبية 25 من أعضائها الـ35 في مقابل معارضة 3 اعضاء وامتناع 7 عن التصويت، والذي حظي بتأييد نادر من الصين وروسيا يوم الجمعة الماضي، من ايران توضيح الغرض الأساسي من محطة التخصيب في قم. وقد صوتت كوبا وماليزيا وفنزويلا ضد القرار، الذي رحبت به اسرائيل وحضت موسكو طهران على اخذ «إشارته على محمل الجد»، قبل ان تتعهد بإكمال مفاعل بوشهر النووي بأسرع وقت، بينما امتنعت افغانستان والبرازيل ومصر وباكستان وجنوب أفريقيا وتركيا عن التصويت، وغابت أذربيجان.
من جهة اخرى، اعلن رئيس هيئة التخصيص الحكومية في ايران غلام رضا كورد زنقانة، ان اقل من نصف الاقتصاد الايراني بقي في ايدي الدولة الآن بفعل هذه الخطة التي وضعتها حكومة نجاد قيد التطبيق، حيث ان «حصة الحكومة في الاقتصاد الوطني انتقلت من 60 في المئة الى ما بين 40 و45 في المئة»، في وقت بدأت إيران محادثات مع دول أخرى حول استخدام عملتها الوطنية الريال في التعاملات المالية الدولية.
(«السفير»، رويترز، ا ب، ا ف ب، يو بي آي)