منتديات ليب مون

«عيدية» الأضحى لأهالي المخيم تترك ردود فعل مرحبة.. وحذرة
بدء صب الإسمنت في الرزمة الأولى لـ150 مبنى في البارد


اعمال المسح الجيوفيزيائي في مخيم البارد


انعكست الأجواء الايجابية التي رافقت مؤخراً الاتصالات واللقاءات المتعلقة بقضية اعادة اعمار الجزء القديم من مخيم نهر البارد ترجمة فعلية على الارض وارتياحاً حذراً في صفوف الاهالي الذين استبشروا خيراً بتبليغ قرار وكالة الاونروا للشركة الملتزمة تنفيذ الأشغال بالبدء بصب الإسمنت في الرزمة الأولى اعتباراً من صباح اليوم. ومع عملية الصب، تطوى الصفحة الأولى من كتاب معاناة ابناء البارد ومن فصل مدينة ارتوزيا الرومانية وآثارها التي كانت قد طفت إلى السطح، ووثقت وطمرت وتم تجاوزها لتتحول إلى مادة أثرية ربما يقتصر الحديث عنها في الكتب والمراجع التي تتناول حقبات تاريخية.
عامان ونصف العام على انتهاء المواجهات العسكرية بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام، انتظر الفلسطينيون بفارغ الصبر تنفيذ قرار الحكومة اللبنانية بإعادة الإعمار وكادوا في مراحل عديدة ان يفقدوا الأمل بتحقيق هذا الحلم بعد العقبات الميدانية الكبيرة والعراقيل السياسية التي واجهت انطلاق المشروع وأخرت عودة النازحين. ويدخل أهالي البارد ابتداء من اليوم في سباق مع الزمن تمهيداً للعودة الى منازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية بعد معارك طويلة خاضوها على الجبهات كافة لتفعيل قرار الإعمار وتثبيته واقعاً ملموساً على الأرض.
وأعلنت وكالة الاونروا في بيان مقتضب وزعته امس على الاهالي في مخيمي البداوي والبارد عن بدء اعمال صب الباطون في الرزمة الاولى، والذي كان مقرراً وفق بيانات سابقة ان يبدأ مباشرة بعد الاسبوع الاول الذي يلي عيد الاضحى المبارك لاستكمال اعمال المسح الجيوفيزيائي الذي تقوم به مديرية الآثار العامة في المنطقة المشار إليها. وشكل القرار مفاجأة للمتابعين للملف الذين وضعوه في خانة التسهيلات التي اعطيت وساهم التوافق السياسي والضغط الدولي في تقريب موعد الإعمار وتقديمه كـ«عيدية» لأبناء البارد عشية عيد الاضحى المبارك..
وأفادت المصادر «ان الشركة الملتزمة تنفيذ الاشغال ستبدأ اليوم صب الباطون في القسم الاول من الرزمة الاولى التي تم تقسيمها الى خمسة اقسام لتسهيل الاعمال، بعد ان أنهت مديرية الآثار العمل فيها».
وتشير المصادر عينها إلى «أن الرزمة الأولى ستشمل بناء 150 مبنى يضم 668 وحدة سكنية ومخزنا، على ان ينتهي العمل فيها في مهلة زمنية لا تتعدى عشرة اشهر كحد اقصى».
وتشير المعلومات الى أنه كان من المفترض ان تتم المباشرة بالرزمة الثانية بعد الانتهاء من الرزمة الاولى، لكن هناك توجها لتسريع الاعمال، وسوف تعلن الاونروا عن اجراء مناقصة للرزمة الثانية في غضون الاسبوع المقبل، وهذا الامر سيساهم في اختصار الكثير من الوقت، على ان تشمل الرزمة الثانية بناء 235 مبنى تضم نحو ألف وحدة سكنية ومخزناً تجارياً.
وجاء في بيان الاونروا الى اهالي مخيم نهر البارد: «يسرنا أن تزف إليكم أنه في تمام الساعة الثامنة من صباح اليوم، ستبدأ أعمال الباطون في الرزمة الأولى في المخيم»، متقدمة «من أهالي المخيم بأحر التهاني لمناسبة عيد ألأضحى المبارك، ومعاً وسوياً حتى تتم عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد بالكامل».
واستقبل القرار بردود فعل مرحبة ومتحفظة في اوساط القيادات الفلسطينية، التي اشادت به، واعتبرته مقدمة لانهاء المعاناة في حال استكمل من دون أية عراقيل.
ويقول مسؤول ملف اعمار المخيم مروان عبد العال: «لقد طال الوقت الذي انشغلنا فيه كثيراً بحجر الاساس، وجاء اليوم الذي بتنا نعمل فيه على بناء حجر الخلاص، لان هناك اناسا يعيشون ظروفاً صعبة وعامل الوقت ليس بمصلحتهم متمنيا على الحكومة اللبنانية ان تبذل ما بوسعها لانهاء المعاناة الانسانية للفلسطينيين».
من جهته، لفت مسؤول حركة فتح في الشمال رفعت شناعة الى اهمية الخطوة، محذرا في الوقت نفسه من مفاجآت قد تؤدي الى عرقلة العمل في المستقبل، منطلقا من «ان هناك تجارب كثيرة تدفع الفلسطيني الى التريث وانتظار خواتم الامور».
وأشاد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة في الشمال ابو عدنان عودة بالقرار، واعتبره تثبيتا للحق وعودة للصواب، وامل ان تساهم الظروف في تسوية العديد من المشاكل التي يعاني منها الفلسطينيون.
ويشير مسؤول الجبهة الديموقراطية في الشمال أركان بدر (أبو لؤي) الى ان الخطوة جيدة وقد جاءت استجابة للتحركات الجماهيرية والاتصالات التي جرت، داعيا الى استكمال أعمال الإعمار بوتيرة متسارعة.
ويقول مسؤول حركة فتح الانتفاضة في الشمال خليل ديب: «هذه بداية لا نستطيع اصدار حكم مطلق عليها، فهناك مخاوف على مستقبل اعمار باقي الرزم، لان تجزئة المراحل تبعث الى القلق من جهة، وطريقة اعمار المخيم لا تسمح باستيعاب كافة السكان من جهة ثانية، وهذا ما يدفعنا الى انتظار اعمار كل الاجزاء وبعدها يمكن تقييم الامر.
كما رحب مسؤول حركة حماس في الشمال ابو ربيع الشهابي بالخطوة، وشكر كل الاطراف التي ساهمت فيها، وطالب الحكومة اللبنانية والدول المانحة بتأمين الأموال اللازمة لإعمار الرزم المتبقية، معتبراً ان اعادة اعمار المخيم تقوي الموقف الفلسطيني في العودة الى دياره نقيضاً لمشاريع التوطين والتهجير.