منتديات ليب مون

الحريري: اعتماد أسئلة وسطية والتصحيح يبدأ في نهاية الأسبوع
انطـلاق اليـوم الأول للامتحانـات الرسميـة للثانويـة العامـة بـلا شكـاوى


يتباحثون في شؤون الامتحان وشجونه على باب ثانوية رمل الظريف


انطلقت الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة أمس، وانطلق معها النظام الجديد لمكننة الامتحانات، واختيار الاسئلة من بنك المعلومات، واعتماد الشريط المعلوماتي (كود بار)، الذي يحتوي جميع المعلومات عن الطالب.
ولم يشهد اليوم الأول أي اعتراض على طبيعة الاسئلة (جغرافية وعلوم الحياة) لفرع علوم الحياة، ورياضيات لفرع العلوم العامة، باستثناء طلاب البكالوريا الفرنسية، الذين فوجئوا بأسئلة علوم الحياة، ما أدى الى انسحاب البعض منهم، وتسليم مسابقتهم بعد خمس دقائق فقط، كما حصل في مركز ثانوية رينه معوض. ويجمع ايلي وسالم وعصام على أنهم لم يروا سابقا سؤال علوم الحياة، «سلمنا الورقة بيضاء»، ويقول عصام: «المهم ننجح في البكالوريا الفرنسية حتى نعادل الشهادة». بدورها، أشارت رئيسة مركز رينه معوض المربية إيمان قاروط الى أن نسبة الغياب الكبيرة سجلت لطلاب البكالوريا الفرنسية: «غاب 47 طالبا من أصل 480، وسلم عدد منهم مسابقاتهم بعد الامتحان في مادة الجغرافية».
والملاحظ أن نسبة الغياب في اليوم الأول لم تسجل نسبا كبيرة، سوى في محافظة بيروت وبلغت 15 في المئة لفرع علوم الحياة، وثمانية في المئة للعلوم العامة، تبعتها محافظة جبل لبنان بخمسة في المئة في الفرعين، ثم الشمال بأربعة في المئة للفرعين. وأوضح المدير العام لوزارة التربية فادي يرق لـ «السفير» أنه حتى الساعة الحادية عشرة لم تتبلغ وزارة التربية أي شكوى أو مخالفة عن سير الامتحانات من المرشحين أو المراقبين، أو التفتيش التربوي، مشيرا الى أن الأجواء طبيعية والأسئلة من ضمن المنهاج.
وقد تفقدت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري صباح أمس، سير الامتحانات الرسمية في يومها الأول، وجالت لهذه الغاية على أربعة مراكز للامتحانات في بيروت انطلاقا من ثانوية عمر فروخ ثم ثانوية رينيه معوض في رمل الظريف مروراً بمتوسطة الأشرفية في شارع مار لويس وإنتهاء بثانوية رأس النبع.
واطمأنت من المرشحين في غرف الامتحانات الى ارتياحهم للأسئلة وللأجواء الهادئة التي تسود الامتحانات، لا سيما أن المراكز آمنة في عهدة قوى الأمن الداخلي التي تساعد كالعادة في إيصال الأسئلة في الوقت المحدد. كما اطمأنت الى حسن تعاطي المرشحين مع الأسئلة المطابقة للمنهج .
رافق الحريري في جولتها المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق ورئيس منطقة بيروت التربوية محمد الجمل والمهندس المعلوماتي المسؤول عن المكننة في الوزارة توفيق كرم والمستشار الإعلامي ألبير شمعون.
وتوقفت الحريري عند تجربة مكننة الامتحانات التي تطبق في شهادة العلوم العامة، وراقبت كيفية استعمال الشريط المعلوماتي اللاصق الذي يتيح قراءته الكترونيا ويتضمن الرقم والشهادة والغرفة والمركز والمادة ومعلومات أخرى كثيرة تسمح بتحليل الامتحانات وقراءة نقاط القوة والضعف فيها.
في نهاية الجولة، قالت الحريري: «استحقاق وطني يشارك فيه 103514 مرشحاً في كل الشهادات، وهذا انجاز يتعاون في تحقيقه الاساتذة والتلامذة، وهو يسير بصورة طبيعية وهادئة، وهو نتيجة عمل متواصل لم يبدأ اليوم. ويهمنا ان يكون المرشحون مرتاحين كما يهمنا تأمين سلامة الامتحانات وجديتها وهذا واضح في كل مفاصلها. وقد أطلقنا شرعة الطالب التي توزعت على مراكز الإمتحانات وستكون غداً على طاولة كل تلميذ كي يعرف حقوقه وواجباته في خلال الامتحانات. إنه استحقاق وطني لأن وزارة التربية مسؤولة عن سلامة الامتحانات».
وأملت أن «تأتي النتائج بحسب التوقعات ولا سيما أنه لم يسجل أي شيء يعكر مزاج الطلاب في أي مجال» .
وردا على سؤال، قالت الحريري: «ما يعنيني هو قراءة نتائج الامتحانات وتحليلها. فالتطبيق كان مريحاً جداً والتحليل سيظهر لنا مكامن الضعف والقوة في كل مادة ومدرسة، وعملنا ينكب على معالجة نقاط الضعف». وأشارت الى أن تصحيح المسابقات سينطلق في نهاية الأسبوع بحيوية كبيرة، «لا سيما أننا رفعنا بدلات المراقبة والتصحيح وأصبحت عادلة كما أن المدارس التي اخترناها تعطي صورة مقبولة ومرضية للمرشحين» .
وحول طبيعة الاسئلة، أكدت الحريري ان التعليمات كانت واضحة كي لا تأتي الأسئلة تعجيزية ولا سهلة تؤثر على صورة الشهادة، بل «اعتبرنا أن درجة فوق الوسط تكون مقبولة وعادلة، فمن درس فليس لديه مشكلة، وقد خصصنا غرفة عمليات لتلقي الشكاوى على مدى 24 ساعة ويتشارك فيها القطاعان الرسمي والخاص ونقابة المعلمين وروابط المعلمين، والهدف هو معالجة الشكاوى فوراً من دون تأجيل».
وعن إمكانية عودتها الى وزارة التربية في الحكومة الجديدة، أجابت الحريري: «شعاري في هذه الأشهر القليلة التي شكلت مدة الحكومة كان «عاما من النجاح.. عمرا من التقدم»، وأي وزير يأتي الى الوزارة يتابع النهج الذي أسسنا له. فالحياة لا تقوم على أشخاص، بل على منهج وإرادة في بناء المؤسسات، وهكذا تنجح الوزارة وإنني لن أترك التربية أينما كنت سواء كنا في المجلس النيابي أم في حياتنا العامة سنبقى الى جانب طلابنا وخصوصا طلاب التعليم الرسمي».
وكانت الحريري كلما خرجت من مركز امتحانات تحرص على طمأنة الأهالي الموجودين خارج المدرسة الى سير الامتحانات، كما تنقل لهم الأجواء الايجابية للطلاب.