منتديات ليب مون

نصر الله يوجه كلمته إلى الحضور عبر شاشة عملاقة


أجرى الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله تقييما شاملا للانتخابات النيابية وأسباب خسارة المعارضة للاكثرية النيابية، وأكد ان المعارضة لا زالت محافظة على مواقعها، «بل وربحت جبل لبنان بوجه المعركة الكونية ضدها»، وهي لا زالت تمثل الأكثرية الشعبية، ورد على منتقدي الصوت الشيعي الكبير، مشددا على ان الناخب الشيعي صوّت لخيار المقاومة ولم يبع صوته بالمال ولم يخضع للترهيب. وانتقد ضمنا كلام البطريرك الماروني نصر الله صفير عشية الانتخابات الذي اعتبر فوز المعارضة خطرا على الكيان، متسائلا عما هو هذا الخطر هل هو إسلامي أم إيراني أم سوري. وأكد ان حزب الله يرشح الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي، وقال: مشاركتنا في الحكومة أو عدم مشاركتنا بالحكومة مرهونة بما سيعرض علينا من طروحات. وسنواصل المشاركة في طاولة الحوار، وأنا آمل أن يكون سلاح المقاومة خارج الاستهلاك الإعلامي والسياسي، وسنطالب برد وطني لبناني على خطاب نتنياهو، وكيف سنواجه موضوع التوطين وتهجير الفلسطينيين الى لبنان. محذرا من أن إسرائيل ربما تخطط لحرب تريد ان تفرض فيها شروطها على الجميع.
كلام نصر الله جاء خلال لقاء تكريمي للماكينات الانتخابية للحزب، وتوجه في مستهل كلمته بالعزاء الى عائلة الراحل الداعية الشيخ الدكتور فتحي يكن، وقال: لقد كان فتحي يكن أخا كبيرا وعزيزا وداعية صادقة وعاملا للوحدة بين المسلمين واللبنانيين، ومؤسسا من مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية في لبنان.
ونفى ما تردد من أن حزب الله لم يكن يريد أن تفوز المعارضة لذلك لم يعمل بكل طاقته، وقال: البعض يتحدث بهذه الطريقة للإيقاع بيننا وبين حلفائنا، وبغض النظر عن الخلفيات فهذا الموضوع غير صحيح نهائيا لأن الحزب بذل كل جهده لتحقيق هدف الحصول على الأكثرية.
أضاف: لا أخفي أننا كنا متهيبين من فوز المعارضة، لأن الفوز يعني مواجهة تحديات كبيرة، عندما نفوز نحن نفي بوعودنا لأننا لا نعتبر المسؤولية سلطة وجاها. وعندما ظهرت النتائج لم نهتز لأننا اعتبرنا الانتخابات محطة وليس نهاية الدنيا أو التاريخ. نحن لم نهتز لأننا ما زلنا كما كنا وحيث كنا ولم يتغير شيء.
وقال: في الخطاب الإعلامي والسياسي، الفريق الآخر قام بحملة كبيرة من الاتهامات التي وجهها لكل قوى المعارضة، فهذه الاتهامات لم يكن لديها شيء من الصحة، فهو ليكسب بعض الأصوات لم يكن لديه مشكلة باعتماد التضليل وأساليب غير اخلاقية، أما نحن فلم نفعل ذلك ولم نتهم أحدا زورا ولم نعتمد الشائعات. ونحن لم نقم بتحطيم كل الجسور مع الفريق الآخر وإلا لقلنا أموراً كثيرة، هم أطلقوا كل الأوصاف ضدنا وهم يجلسون معنا اليوم.
وتابع: في سياق الخطاب الإعلامي نجد بعض التفاصيل، والنقطة الأولى هي البيان الصادر عن البطريرك صفير قبل الانتخابات بيوم واحد، الذي تحدث عن نقطتين، أنا كمواطن لم أفهم كيف سيُهدد الكيان الوطني إذا ربحت المعارضة، ولكن لدي تساؤل فغبطته موجود في بكركي منذ الثمانينات، وخلال هذه الفترة شهدنا حروبا إسرائيلية ولم أسمعه يوماً يتحدث عن تهديد الكيان.
وتساءل: ألم يستدع التهديد الإسرائيلي منذ أكثر من 20 سنة أن يدفع البطرك للحديث عن تهديد الكيان، وأسأله: هل نحن عرب أو لسنا عرباً؟ وثانياً إذا المقصود سوريا، فسوريا عربية، وقد يكون المقصود في إيران، ولكن الموجود في إيران اليوم هو دين محمد وليس التفريس، ومؤسس الجمهورية الإسلامية هو عربي ابن عربي، والخامنئي سيد قرشي ابن فاطمة الزهراء والعرب، وعلى كل قد تكون إيران هي المقصودة، ولكن أحب أن أسمع من غبطته كيف يشكل فوز المعارضة تهديدا للكيان اللبناني.
وقال: سأقترح أن نأخذ مخاوف البطريرك بجدية، وأن نضع نحن والاخوة مقترحات يوقعها معنا البطريرك تؤكد عروبة لبنان.
وتابع السيد نصر الله: مكتوب في الدستور اللبناني حرية المعتقد الديني ولا أحد يجدر به أن يسيء الى دين الآخر، وأحب أن أعطيهم علما ان موضوع ولاية الفقيه والإمام هو جزء من معتقدنا الديني، والإساءة إليه هي إساءة إلى معتقدنا الديني، ونحن جاهزون للدخول بنقاش ديني وهذا لا شأن له بالانتخابات. تجنبوا الإساءة لمعتقداتنا وقولوا فينا بالسياسة ما شئتم.
وقال: نعم الانتخابات اللبنانية جرت تحت ترهيب إسرائيلي وأميركي وغربي وعربي لا تحت ترهيب سلاح حزب الله.
واستطرد قائلا: أما موضوع المغتربين فكان عاملا حاسماً في بعض الدوائر، فعشرات الآلاف استقدموا بكثير من الأحيان إلى الانتخابات، وسأركز في هذا الإطار على موضوع زحلة، فلولا زحلة لما خسر أحد أو ربح أحد، فحتى في موضوع زحلة، قبل يومين قال أحد النواب الفائزين للمغتربين: لولا قدومكم لما فزنا. والملاحظة هنا تأتي في إطار عدم تكافؤ الفرص بين المعارضة والموالاة، فالمعارضة أتت بالمغتربين أيضاً ولكن توازن المال والإنفاق المالي لم يكن موجوداً. وبعض الدول التي يسكن فيها المغتربون، مارست ضغوطاً، والبعض الآخر سهل اعمال الفريق الآخر. حجم الإنفاق المالي، برغم وجود قانون لتحديد الإنفاق كان هائلا على كل الأصعدة، ولن أتوقف عند هذا الموضوع، لكن الخطير والمهين والسيئ والذي يؤدي إلى طعن حقيقي هو شراء الأصوات.
وأردف: لا شك أن شراء الأصوات حصل في بعض الدوائر بشكل مذهل، وفي زحلة هنالك شهود على أنه تم دفع الأموال، فهل هذا يعبر عن إرادة الشعب اللبناني، فلو لم يكن هنالك مال فالنتيجة طبعا لما كانت عينها.
وتابع: التحريض الطائفي والمذهبي والعنصري، لا شك أن التحريض كان له تأثير كبير أثناء الانتخابات، والبعض ما زال قائما بعد الانتخابات، فالموضوع المالي وتوجيه الاتهامات أقل خطورة ولكن أخطر ما هو موجود في هذا البلد هو التحريض الطائفي والعنصري، فالخلاف السياسي يخلق جروحاً، ولكن التحريض الطائفي يفتح جراحات تاريخية ويأخذنا إلى عصبيات عمياء لا تنتهي بسهولة. وأقول بكل اعتزاز وافتخار، من له ملاحظة على أن خطابنا عنصري فليطالبنا به، وإذا قدمنا هذا الخطاب فنحن جاهزون للاعتذار ونحن لسنا ضعفاء لتقديم هذا النوع من الخطابات.
وتناول ما تعرض له الأرمن من حملات، فقال: أسيء خصوصاً في الخطابات إلى الشيعة والأرمن، هؤلاء تحولوا إلى جالية لبنانية في لبنان ولم يعودوا لبنانيين، هؤلاء الأرمن الذين تجنسوا من 100 سنة يشككون بلبنانيتهم، أما إذا تجنس آخرون منذ 10 سنوات وصوتوا للأكثرية فهم لبنانيون أصيليون، فتح هذا الباب عيب، ووصلوا إلى درجة انهم اعتبروا الأرمن من غير المسيحيين، ولكن للأسف الأسهم العنصرية والطائفية ما زالت توجه ضدهم.
وتابع: أما في ما يتعلق بالشيعة، فهي المرة الأولى سأتحدث عن شيعة لبنان، في هذه الانتخابات حدث نوع من التحريض بشكل واضح ومبطن، ومحور الموضوع أنه إذا فازت المعارضة فالشيعة سيحكمون لبنان، هذا كذب وتزوير للحقائق وتضليل للرأي العام، ونحن قلنا إن أقصى ما نطمح إليه هو الشراكة الحقيقية، ونؤمن بخصوصية لبنان وبالتنوع والتعددية، وبأن لا طائفة تستطيع أن تحكم لبنان مهما بلغت من أهمية، فنحن نؤمن بلبنان الشراكة، ولكن الإساءة بدأت عندما بدأ الحديث عن الصوت الشيعي، وصولا إلى الكلام عن الكتلة الشيعية الصماء، وهذا كان أكبر إهانة يمكنها أن توجه، فهذا يعني أن الشيعة شموليون لا يحاورون، قيل لهم أن يصوتوا لكتلة معينة فصوتوا لها، هذا الكلام مهين ولا نقبل به.
وأكد نصر الله ان الشيعة ليسوا حزباً واحداً، ونحن لا ندعي حصرية تمثيل، حالياً يوجد تحالف حركتين كبيرتين أمل وحزب الله، ولكنهما لا يدعيان تمثيل كل الشيعة، وإذا كان احد يرى الشيعة «بلوكا» واحدا، فهذا بسبب اللقاء على خيارات لبنانية سياسية كبرى، فالشيعة في لبنان يلتقون على رفض الاحتلال وعلى استقلال لبنان وعلى مبدأ الشراكة وعلى موضوع العلاقات المميزة مع سوريا. اليوم نحن ندفع ثمن خياراتنا كطائقة شيعية، ولو تخلينا عن هذه الخيارات لما كنا دفعنا هذا الثمن. لم يشتر أحد أصواتهم، ولم يخضعوا للترهيب، لترهيب باراك الذي استهدف بشكل أساسي الشيعة، ولكن الشيعة ردوا على باراك «الله معك روح». الشيعة لم يكونوا كتلة صماء بل أتوا للتعبير عن قناعة. لقد أثبت الشيعة في 7 حزيران في تصويتهم، أن عقلهم ودينهم وقلبهم هو المقاومة.
تابع نصر الله: من اللطيف أن نسمع أن موضوع المقاومة هو خارج النقاش، وأتمنى ان يبقى المناخ على هذا النحو، لكن أود أن أقول لكم، لمن يتحدث عن ضمانات، أتوجه إلى كل اللبنانيين الذين حموا المقاومة أقول إن الضمانة هو أنتم، أنتم الضمانة. لذلك بعد صدور النتائج كنت واضحاً ودعوتكم لألا تقلقوا على المقاومة، طالما أنتم لحمها وعظمها وقلبها وعقلها فلا قلق على المقاومة في لبنان، فعندما اتجهت «الكتلة الصماء» كانت تحاول تقديم هذا المناخ.
وقال: المعارضة لم تحقق هدفها بالفوز بالأكثرية، لكنها لم تكن اكثرية ولم تخسر موقعها، برغم كل الحرب الكونية التي خيضت ضدها. وربحت في جبل لبنان. ولكن لو فزنا الله أعلم كيف كان سيتصرف العالم معنا. وأثبتت المعارضة حضورها الوطني في جميع المناطق ومن كل الطوائف. خاصة الصمود في الموقع المسيحي، والنسب كانت جيدة في الجانب السني والدرزي، وهذا شيء جيد يمكن التأسيس عليه. ونتائج الصناديق تثبت ان المعارضة هي الاغلبية الشعبية وهم الاغلبية النيابية. وهذا له قيمة معنوية وسياسية.
وأكد نصر الله استمرار التحالف والعلاقة مع كل اطراف المعارضة، وقال: سنبقى أوفياء لحلفائنا وإلى جانبهم.
وقال ان مرشح حزب الله لرئاسة المجلس النيابي هو الرئيس نبيه بري، ومن حق الأغلبية النيابية بحسب الدستور ان تسمي مرشحها لرئاسة الحكومة، ومشاركتنا في الحكومة أو عدم مشاركتنا بالحكومة مرهونة بما سيعرض علينا من طروحات.
أضاف: سنطالب الاغلبية بالوفاء بالوعود حول الاصلاح والمال والاقتصاد، وسوى ذلك، ونحن سنلاحق الاغلبية حتى تفي بوعودها، ونحن سنفي بكل وعودنا قدر طاقتنا. وسنتابع مع حلفائنا الجوانب القانونية خاصة في دائرة زحلة.
وفي موضوع طاولة الحوار، قال: سنواصل المشاركة في طاولة الحوار، وأنا آمل أن يكون سلاح المقاومة خارج الاستهلاك الإعلامي والسياسي، وسنطالب برد وطني لبناني على خطاب نتنياهو، خطاب شطب فلسطين والقضية الفلسطينية والكرامة العربية وتهديد العرب. وكيف سنواجه موضوع التوطين مع الحفاظ على انسانية وحقوق إخواننا الفلسطينيين في لبنان، كيف سنواجه مخطط تهجير الفلسطينيين، ومناورات اسرائيل ومشاريعها، وهي ربما تخطط لحرب تريد ان تفرض فيها شروطها على الجميع. وهذا الموضوع لا يحتمل نكايات ويجب ان نضع سوء الظن جانبا