منتديات ليب مون

سولانا وبري


أنهى الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا زيارته الى بيروت امس الاول، بلقاءات مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ وعقد لقاء مميزا في المجلس النيابي مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسين الحاج حسن. ووصف حزب الله بانه جزء من الحياة السياسية اللبنانية، معتبرا ان توصيف الارهاب يختلف بين الدول. وعبرعن سروره لنتائج الانتخابات النيابية ، آملا في ان تفتح صفحة جديدة لمستقبل البلد ولازدهاره وديموقراطيته وللسلام.
عقد سولانا جلسة محادثات موسعة مع الوزير صلوخ بحضور الوفد المرافق لسولانا. وحضر عن الجانب اللبناني الامين العام للوزارة بالوكالة السفير وليم حبيب، مدير مركز الدراسات والاستشارات القانونية السفير نويل فتّال، ومديرة البروتوكول بالوكالة المستشارة ميرا ضاهر فيوليدس والمستشارون ديما حداد ورامي مرتضى وهاني شميطلّي وفادي الحاج علي.
بعد المحادثات عقد صلوخ وسولانا مؤتمرا صحافيا مشتركا بدأه صلوخ بالاشارة الى انجاز الانتخابات النيابية في اجواء ديموقراطية وسليمة، وقال: اطلعنا سولانا على الخطوات التي يقاربها اللبنانيون في المرحلة القريبة المقبلة بجو من التوافق والحوار، ضمن آليات الديموقراطية والوفاق الوطني والحرص على الاستقرار السياسي.
وناقشنا معه العلاقات الثنائية مع الاتحاد الاوروبي سواء من خلال اتفاق الشراكة او سياسة الجوار وهو مسار نحرص عليه ونعتبره رافدا مهما للورشة الاصلاحية في لبنان المتوقع ان تتسارع في الفترة المقبلة.
اضاف: ناقشنا كذلك المواضيع الاقليمية، وقد جرى اتفاق على وجوب تثمير الاجواء الدولية والاقليمية التي تنحو في اتجاهات ايجابية، وذلك لاجل تثبيت الامن والاستقرار في المنطقة، من خلال عملية سلام نزيهة ترتكز الى المرجعيات المعروفة ومبادرة السلام العربية بكافة مندرجاتها ومن دون انتقائية.
واشار الى المواقف الاسرائيلية المتصلبة الرافضة للسلام.
من جهته رحب سولانا باسم الاتحاد الاوروبي بنتائج الانتخابات النيابية «والتي اظهرت نضج بلدكم، ونأمل بشدة في ان تفتح صفحة جديدة لمستقبل البلد ولازدهاره وديموقراطيته وللسلام ».
واوضح انه سيلتقي مجددا المبعوث الرئاسي الاميركي جورج ميتشل للبحث في سبل التعاون في اطار المجتمع الاولي من اجل تجنيد كل الطاقات والجهود والارادات والسياسة من اجل التوصل الى الحل.
وزار سولانا والوفد المرافق المصيلح، حيث استقبله الرئيس بري، وقال بعد اللقاء: إنني متأكد ان صفحة جديدة سوف تكتب لتاريخ بلدكم، وبحثنا في كيفية مواصلة دعم الاتحاد الاوروبي للبنان في كل المجالات سياسيا واقتصاديا.
وردا على سؤال عن امكان ممارسة الاتحاد الاوروبي ضغوطا على اسرائيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، قال: كما تعلمون نحن مهتمون بهذا الموضوع منذ فترة طويلة ومع الولايات المتحدة وسنعمل سويا وآمل ان تترجم المسألة باتجاه السلام.
وزار سولانا والوفد المرافق الرئيس السنيورة وتم عرض للاوضاع اللبنانية والاقليمية والدولية، وهنأ سولانا الحكومة والدولة اللبنانية بنجاح العملية الانتخابية، واعتبرها «تجربة رائدة بيّنت اهمية الديموقراطية اللبنانية، وشكّلت علامة على اهمية الموقف والدور الذي قدمته الحكومة بانها اجرت انتخابات بنزاهة وحرية».
لقاء الحاج حسن
والتقى سولانا والوفد المرافق في الثالثة بعد الظهر في المجلس النيابي عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن، في حضور سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك لوران وسفيرة تشيكيا رئيسة الاتحاد الاوروبي لهذه الدورة يان زيزيك والمبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط مارك اوتي والممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز.
استمر اللقاء ثلاثة ارباع الساعة وغادر سولانا والوفد المرافق من دون الادلاء بأي تصريح. فيما قال النائب الحاج حسن: استقبلت سولانا باسم كتلة «الوفاء للمقاومة»، وكما قال سولانا، بناء على بادرة نية حسنة من الاتحاد الاوروبي تجاه «حزب الله» وكتلة «الوفاء للمقاومة» بعد الانتخابات النيابية، وتطرق سولانا الى مواضيع عديدة تتعلق بلبنان، منها الانتخابات النيابية والحكومة والاوضاع في لبنان، وموضوع القرار 1701 وعدد من القضايا. وأوضحت لسولانا حجم الخروقات الاسرائيلية وتهديداتها للبنان، وآخرها تهديد «باراك» للبنانيين بان يروا جبروت اسرائيل وجيشها، وأوضحت حجم الاختراقات الاسرائيلية من خلال الشبكات الاسرائيلية واعترافات هذه الشبكات ومسؤولية هذه الشبكات عن عدد من الاغتيالات ومراقبة عدد من الشخصيات، وتهديد لبنان في أمنه وسلمه الاهلي، وأوضحت له ان التهديد الحقيقي للبنان هو التهديد الاسرائيلي.
اضاف: كذلك أوضحت لسولانا عند تطرقه لموضوع ما يسمى بعملية السلام، ان اي بحث او حديث عن هذا الموضوع لا يأخذ بالاعتبار حق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير ، هو أمر غير مقبول على الاطلاق، وكل اللبنانيين لا يقبلون بان يمر اي أمر على حساب لبنان واللبنانيين، لان هذا الموضوع، اي حق العودة ورفض التوطين، هو من المسلمات الاساسية التي اتفق عليها جميع اللبنانيين.
وتابع: في موضوع الانتخابات أوضحت لسولانا ان المعارضة اللبنانية قبلت بنتائج الانتخابات، برغم الملاحظات العديدة والكثيرة على قانون الانتخاب وعلى مجرى العملية الانتخابية وما رافقها، ولكن نحتكم جميعا للدستور والقانون، وان الاجواء في البلد أجواء إيجابية وبناءة، ومعظم الفرقاء يتعاطون بإيجابية وفي طليعتهم «حزب الله» في ما يتعلق بمرحلة ما بعد الانتخابات.
وقال: وأوضحت لسولانا ايضا أهمية المقاومة في تاريخ لبنان وتحرير ارضه والحفاظ على سيادته واستقلاله وحريته في مواجهة الاحتلال الصهيوني، كما أوضحت ان موضوع المقاومة بالنسبة للبنانيين هو موضوع شعور بالفخر والعزة والكرامة والإباء وان اللبنانيين متمسكون بمقاومتهم من اجل الدفاع عن بلدهم.
سئل: هل يمكن ان يسير «حزب الله» في موضوع السلام اذا وافق لبنان على عملية السلام على أساس المرجعيات والضمانات الدولية؟
أجاب: كـ«حزب الله» نحن لا نؤمن ان هناك عملية سلام، وهذه هي التجربة أمامنا والنتائج أمامنا منذ 19 سنة مضت على اتفاقية مدريد. وسراب ما يسمى بعملية السلام، يؤدي الى مزيد من التنازلات ومزيد من الخسائر، وما يهمنا كلبنانيين بشكل عام هو التمسك بحق العودة للفلسطينيين ورفض التوطين.
وقيل له: في اي اطار تضعون الانفتاح الدولي والاوروبي على «حزب الله» خصوصا بعد الانتخابات علما ان نتائجها لم تكن كما توقعتها المعارضة؟
أجاب: اولا، علاقة «حزب الله» مع الاتحاد الاوروبي وسفير الاتحاد الاوروبي في لبنان ليست جديدة، والجديد اليوم هو استقبال المنسق الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي.
ثانيا، أثبتت المقاومة مجددا شعبيتها وجمهورها وهذه هي نتائج عدد كبير من الدوائر توضح وبشكل غير قابل للنقاش مرجعية المقاومة لدى جمهورها، والمعارضة ايضا ومن خلال نقاش النتائج، حافظت على مواقعها لا بل تقدمت.
سئل: ألا تعتقد ان هذا اللقاء ما كان ليتم لولا رضا اميركي ضمني؟ وهل يمكن ان نشهد انفتاحا اميركيا في المستقبل تجاه «حزب الله»؟
اجاب: نحن معنيون باستقبال سولانا بناء لرغبته ورغبتنا.
سئل: هل طرح عليكم مجددا الانخراط في العملية السياسية؟
أجاب: نحن منخرطون أصلا في العملية السياسية منذ العام 1992.
وحول موقف سولانا في هذا الموضوع قال النائب الحاج حسن: ليس مطلوبا لا من سولانا ولا منا ان نتطابق في المواقف، ان التفهم موجود، وكان الجو ايجابيا ووديا ويعطي مؤشرات جد ايجابية للمستقبل.
وعما اذا تم التطرق الى سلاح «حزب الله»، قال: «طرح سولانا هذا الموضوع وأجبته ان موضوع الاستراتيجية الدفاعية هو موضوع أساسي على طاولة الحوار برعاية ورئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وهو موضوع قيد البحث.
وغادر سولانا بيروت متوجها الى القاهرة، على متن طائرة خاصة مع الوفد المرافق له، بعد ان عقد مؤتمرا صحافيا في قاعة الشرف في مطار بيروت، في حضور سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك لوران، استهله بالقول: بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية علينا ان نتطلع اليوم الى المستقبل، وسوف يحاول اللبنانيون ان يتم التوصل الى تشكيل حكومة في اقرب وقت ممكن، وبالتوافق على جميع الامور، وعلى ان تكون هذه الجهود بناءة.
سئل: هل توافقون مع واشنطن بأن «حزب الله» هو حزب ارهابي وكيف اجتمعتم كاتحاد اوروبي مع حزب الله؟
اجاب: لقد التقيت مع ممثل لكتلة نيابية في البرلمان اللبناني، كان الناطق باسم هذه الكتلة، اسمحوا لي ان اصفها في هذا الاطار، سوف يكون «حزب الله» في البرلمان وسوف يتحمل مسؤوليات، وانا هنا لكي التقي بالجميع. المجموعات الارهابية تختلف بين دولة ودولة، لكن حزب الله هو جزء من الحياة السياسية في لبنان وهو ممثل في البرلمان اللبناني.