منتديات ليب مون

يعرب الركاب الوافدون إلى مطار رفيق الحريري الدولي عن تعجبهم حين يسألون عن خضوعهم لفحص أنفلونزا الخنازير («أتش1 أن1»)، رغم أن وزارة الصحة قد أعلنت أمس الأول عن ظهور خمس إصابات جديدة في لبنان، ليرتفع العدد إلى ثماني إصابات منذ أيار الماضي.
تغيب ملامح القلق عن الأجواء. ويشير رئيس المطار دانيال الهيبي إلى أن المديرية العامة للطيران المدني قد عممت على جميع الشركات العاملة في المطار، وبناء على توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن عدوى الأنفلونزا، اتخاذ اجراءات لرصد الفيروس. ويلفت الهيبي إلى اعتماد نظام متابعة الوافدين من بلدان سجّلت فيها إصابات بالفيروس، استنادا الى التعاميم الصادرة عن المدير العام لوزارة الصحة في لبنان، والتي تتعلق بتحديد البلدان المصابة بالمرض، وآخرها التعميم الرقم 85. ويؤكد الهيبي توزيع شركات الطيران بطاقات تعريف على هؤلاء الركاب، لتتم تعبئتها قبل هبوط الطائرة. ويشير الى أن الحجر الصحي في المطار يتسلّم بطاقات التعريف التي ملأها كل ركاب الطائرة، ويتم فرزها لمتابعة الاشخاص الوافدين من البلدان التي سجّلت فيها إصابات، لمدة سبعة أيام بعد وصولهم إلى لبنان. ويشدد الهيبي على أن الأطباء أكدوا عدم خطورة المرض إذا تم رصده منذ البداية. ويرى انه من غير الضروري ان تنتشر حالة ذعر بين الركاب، كون وزارة الصحة، بالتعاون مع رئاسة المطار، وجهاز امن المطار، والامن العام، والمركز الصحي في المطار، تأخذ جميعها الإجراءات اللازمة. وعن غياب توزيع الأقنعة الواقية على الواصلين إلى المطار، يجيب الهيبي بأن «الأقنعة توزع مع الأدوية على الجميع، من ركاب وموظفين، حين ترصد حالة على الطائرة فقط».
يصل الركاب من دول القارات الست. ويتوجب على كل مسافر أن يملأ بطاقة تعريف تتضمن: اسمه، تاريخ الولادة، الجنسية، مكان الإقامة، ورقم الهاتف. وأهم ما تضمنته البطاقة هو: «البلدان التي مكثت فيها خلال سبعة أيام قبل الوصول الى لبنان، وكيف يمكننا الاتصال بك خلال سبعة أيام». ويبقى أن الهدف من البطاقة «الحفاظ على صحتكم وعلى السلامة العامة». كما يتم توزيع ملصق باللغتين العربية والانكليزية يحوي إرشادات الوقاية من أنفلونزا الخنازير، يتضمن تفاصيل عن التقاط العدوى، فترتها، العوارض المرضية، وسبل الوقاية.. ناهيك عن الإرشادات التي ينصح باتخاذها في حال بروز عوارض تشبه الرشح.
يظهر شاب خارج من قاعة الوافدين، يمسك بيده قناعا واقيا. هل هو مشتبه فيه؟ يشرح الأخير انه مصري وافد من مطار القاهرة حيث إجراءات الوقاية مكثفة، بعد إعلان مصر منذ يومين عن تسجيل إصابتين جديدتين. لا يتعامل الشاب مع القناع بجدية، ويؤكد انه اضطر الى وضعه نزولا عند رغبات أجهزة الأمن في ميناء القاهرة الجوي. كما يشير الى انه ظلّ محتفظا به، اذا طلب منه وضعه في مطار بيروت.
أما الراكبة الوافدة من باريس فلا يخيفها موضوع انتشار المرض، ما دامت هناك إجراءات تؤخذ للوقاية منه. وترى ان الوضع في لبنان لا يدعو الى الخوف، بالرغم من تسجيل إصابات. ويلفت رجل في العقد الخامس من عمره، إلى أنه خضع لإجراءات كثيرة في مطار الكويت قبل أن يحضر إلى لبنان، بينما لم يلمح أي حالة من التأهب في مطار بيروت، سوى نشر بعض الإرشادات اللازمة.
وفي السياق نفسه، تؤكد أجنبية أنها لم تبال بالملصق الذي وزع لها على متن الطائرة. برأيها، هي مطمئنة ما دامت لم تعان حتى الساعة من أي عوارض شبيهة بالرشح، وفي حال إصابتها: «أفضّل البقاء في بلدي وعدم مغادرته، حتى بعد الشفاء التام»