منتديات ليب مون

عزف موسيقي رسمي في استقبال الطوافة


نظمت وزارة الداخلية والبلديات وجمعية «أخضر دايم» استقبالاً في باحة مدرج مطار رفيق الحريري الدولي ـ بيروت أمس، لمناسبة وصول أولى الطوافات الثلاث «السيكورسكي» لإطفاء الحرائق، وسلمت مفاتيحها الرمزية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الذكرى الأولى لانتخابه.
حضر الاستقبال وزيرا الداخلية والأشغال، المحامي زياد بارود وغازي العريضي، وقائد جهاز أمن المطار العميد الركن وفيق شقير، رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، رئيس مجلس إدارة «تي.ام.اي» مازن البساط، ورئيس جمعية الصناعيين وجمعية «أخضر دايم» فادي عبود وحشد من المعنيين. ومن المنتظر وصول الطوافتين الأخريين خلال الشهر الحالي. ويتولى طيارون خبراء حالياً مهمة تدريب طياري سلاح الجو في الجيش على كيفية التحليق في الطوافات واستخدامها.
بارود والعريضي
وتحدث بارود في المطار قائلاً: «يأتي هذا الحدث في موسم الانتخابات وعشية فصل الصيف الذي يشهد حرائق، ونحن نعمل لنؤكد أن البلد يعمل على أكثر من مشروع بشكل مواز. وهذه أولى الطوافات الثلاث التي ستكون جزءاً من الوسائل التي في متناول الدفاع المدني لمكافحة حرائق الغابات. فقد كانت مسألة استراتيجية، وما كانت لتتحقق لولا الشراكة الكاملة بين المجتمع المدني والدولة اللبنانية. والهيئات الاقتصادية بادرت ودعمتنا وساعدتنا، واللبنانيون دفعوا وساهموا في هذا المشروع. وهذا لا يلغي الحرائق بل يجعل معالجتها أكثر فاعلية، ومنع حصولها بالكامل يستوجب أموراً أخرى، منها تجهيز الدفاع المدني وتطوير عمله في العديد والتعزيزات». أضاف بارود: «هناك 4200 متطوع في الدفاع المدني، بينهم 850 موظفاًَ وأجيراً، من بينهم 53 موظفاً في الملاك. نحن نطلب من الدفاع المدني مهام كثيرة بواسطة 53 موظفاً في الملاك، في حين أن هناك 4200 متطوع لا نعطيهم الحد الأدنى الذي يستحقونه».
من جهته، قال الوزير العريضي: «هذا الحلم الذي تحقق اليوم هو حلم لبناني قديم بإرادة لبنانية جامعة"، وشكر وزير الداخلية وجمعية «أخضر دايم» وكل من تعاون وساهم إن على مستوى المساعدة التي تقدم بها النائب سعد الحريري، أو أي شخص ساهم في هذا المشروع، لا سيما الرئيس سليمان.
ونقلت الطوافة الوزيرين بارود والعريضي وأعضاء جمعية «أخضر دايم» إلى القصر الجمهوري في بعبدا للاحتفال بالمناسبة وتسليم مفاتيح الطوافة إلى الرئيس سليمان.
عند سليمان
في بعبدا، تسلم الرئيس سليمان «المفتاح الرمزي» للطوافة في احتفال أقيم في الملعب الاخضر في القصر الجمهوري في حضور وزراء الدفاع الوطني الياس المر، والبيئة أنطوان كرم، إضافة إلى بارود والعريضي، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وعدد من الوزراء السابقين والفاعليات الاقتصادية والشخصيات التي تبرعت بشراء هذه الطائرات. وألقى رئيس جمعية «أخضر دايم»، رئيس جمعية الصناعيين، فادي عبود، كلمة أكد فيها جدوى التعاون بين المجتمع المدني والقطاع العام، والحس بالمسؤولية الذي جمع كل الأطراف. وأمل أن تساهم هذه الطوافات في وقف الحرائق المتنقلة في لبنان، معلناً أن الجمعية لا تزال في صدد متابعة جمع التبرعات لشراء خمسين عربة إطفاء رباعية الدفع مجهزة لمكافحة حرائق الغابات.
في الختام ألقى رئيس الجمهورية كلمة شكر فيها مطلقي المبادرة والذين ساهموا في تأمين العتاد، مضيفاً: «إن هذا الأمر يدل في الأساس على عافية المجتمع الأهلي في لبنان، وعلى الشراكة الكاملة بينه وبين الدولة. فصحيح أن هذا العتاد له أهمية كبيرة، وله نتائج سريعة على إطفاء الحرائق والتدخل في الوقت المناسب، لكن الإنسان هو الأهم، الذي سيقود الطائرة هو المهم، ورجال الامن، ورجل الدفاع المدني ورجل الاطفاء، ورجل قوى الامن وعسكري الجيش الذي يكون على الارض، يحصر النار ويعالجها». ورأى أن «المهم هو الإنسان اللبناني، واعتياده على الثقافة البيئية، لا سيما عبر النوادي والجمعيات البيئية والكشفية، إذ يجب ألا يفقد لبنان ميزته كبلد أخضر رمزه الأرزة الخضراء».
تحفظات بيئية
وقد تحفظت مصادر بيئية متابعة على اعتبار شراء ثلاث طائرات، بكلفة لا تقل عن 16 مليون دولار أميركي، كما يقال، بالإضافة الى تبرعات اخرى لا تقل عن خمسة ملايين دولار لجمعية ثانية، خياراً استراتيجياً أو أولوية في عملية إدارة الغابات ومعالجة حرائقها. ورأت أن المبالغ التي جمعت، والتي تتجاوز العشرين مليون دولار، كان يمكن إنفاقها بطرق أجدى بكثير، إن لناحية إدارة الغابات، أو لناحية مراقبتها عبر بناء الأبراج والخزانات الصغيرة، أو عبر زيادة عديد وإمكانيات مراقبي الأحراج ومحاسبتهم، أي صرف بعض من هذه الأموال الضخمة على الجهاز البشري (توظيف وتدريب) وليس على شراء الطائرات. ولفتت إلى أنه كان بالإمكان تأهيل بعض الطائرات التي يملكها الجيش بخزانات بكلفة لا تقارن مع عملية شراء طائرات جديدة.
كما رأت المصادر أن المشكلة في غياب أو ضعف أجهزة وإدارات الدولة المسؤولة قانوناً والمعنية، كوزارتي الزراعة والبيئة، والتي عليها ان تتحمل مسؤولية وضع الاستراتيجيات والخطط وأن تخضع للمحاسبة وتتحمل مسؤولية الفشل.
وذكرت المصادر أن «الأهم في حرائق الغابات، أن يعرف الحريق في بدايته، وهذا لا يحتاج إلى طائرات لإطفائه. في حين أن عشر طائرات لا تستطيع إطفاء حريق بعد ساعة واحدة على اندلاعه، مما يعني أن العبرة في المراقبة أولاً، وفي تطبيق القوانين وتوقيف مفتعلي الحرائق، ورفع الغطاء السياسي عن المرتكبين. وهذا ما يحتاج الى قرار سياسي حقيقي».