منتديات ليب مون

مساء اليوم، يلتقي الشيوعيون في »مسبح الجسر« في الدامور. المناسبة هي حفل العشاء السنوي الذي تقيمه قيادة الحزب لمناسبة العيد الرابع والثمانين. من المرجح الا يستعر النقاش في الليل المفتوح على البحر والسهر. غير أنهم على موعد قريب مع اللقاء الاغلى على قلوبهم، والذي يصير رقمه اسماً له يشير إلى محطات مفصلية في تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني. موعد مع المؤتمر الذي يحمل اسم العاشر هذه المرة. في حواره في »السفير«، يقول الامين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة، إن لا مشاكل جوهرية في المؤتمر، بل يبدو أن الحزب بدأ يخطو في اتجاه خطوات عملية بعدما لم يعد هناك من مطبات كبرى في الطريقين الايديولوجي والسياسي.

وحدادة الذي ما زال مرتاحاً إلى بقائه في مكتب الامانة العامة للحزب في الطابق السادس من مبنى الوتوات بعد المؤتمر العاشر، وإن كان يرفض ان يجدد أحد المتبرعين المكتب من دون سواه من مكاتب الرفاق الاخرى، ينظر إلى الانتخابات النيابية بعين حريصة بشدة. يقول إن الحزب المعارض تماماً لقانون الانتخاب الذي اقر، سيشارك في المعركة الانتخابية، انطلاقا من المعركة التي يخوضها منذ سنوات لأجل ولادة قانون اصلاحي حديث اساسه النسبية، ولكن هل يعني خوض المعركة خوض الانتخابات؟ يجيب حدادة ان هذا لا يعني أن الحزب الشيوعي سيخوض الانتخابات بالضرورة. لكنه يترك الباب مفتوحاً »لتقاطعات انتخابية« مع كل القوى اللبنانية »ما خلا غير المتبرئين من المشروع الاميركي الاسرائيلي«.
وكما هذا الباب، يفتح باباً آخر داخل القيادة الحزبية للشباب. يقول إن ثمة شيوعيين اليوم لديهم قدرات اكبر مما كانت لديه هو عندما كان في سنهم، وربما أكثر مما لديه الآن وهي في واجهة القيادة.
يقول الأمين العام للحزب الشيوعي الذي يواصل مهنة التدريس في كلية التربية في الجامعة اللبنانية إن شباب الحزب الشيوعي ليسوا بحاجة إلى امتحانات ليصبحوا قياديين.
في الحوار ايضاً، حكى حدادة عن العلاقة الملتبسة مع حزب الله والتيار الوطني الحر، وعن الخصومة مع مشروع الحريرية المستمر منذ التسعينيات، كما تلقف ايجابيا تحولات الحليف التاريخي السابق للشيوعيين النائب »الاشتراكي« وليد جنبلاط.
في الحوار الذي أجرته »السفير« مع د. خالد حدادة، ثمة مقاربة نظرية هادئة لا تتضمن مبالغات ازاء ما يشهده العالم اليوم من تحولات في ضوء الأزمة الاقتصادية والمالية التي تواجه الولايات المتحدة ومعها منظومة الدول الرأسمالية.

÷ما هي انطباعاتك كأمين عام لحزب شيوعي عالمثالثي خلال متابعتك مشهد الازمة المالية الدولية؟
﴿ نحن من الاحزاب التي حسمت، قبل ان تتبلور هذه الازمة، بان هذه الفورة الاقتصادية عند الرأسمالية هي مؤقتة. الرأسمالية منذ البداية اتبعت خطة المحافظين الجدد التي أتت بمنطق الانتصار الاقتصادي في المعركة على الاتحاد السوفياتي السابق وركزت على انماط اقتصادية على حساب أخرى. اقتصاد افتراضي ليس في مواجهة القوى المؤمنة بالاشتراكية، بل في مواجهة الرأسمالية الاوروبية بشكل خاص، أو الاقتصاد الكينزي الذي كان يقول بالتوازن بين الاقتصاد المنتج والضمانات الاجتماعية. ارتكز الاقتصاد الافتراضي على مبدأ الربح الريعي السريع من خلال مضاربات عقارية محمية من الصناعات الحربية، وكانا يتبادلان الخدمات بعد ١١ أيلول .٢٠٠١ كان من الطبيعي ان يصل هذا الاقتصاد الى عملية تدمير ذاتي.
بعد ردة الفعل التي شهدناها في اوروبا والعالم، يمكن القول إن ثوابت اقتصادية ماركسية تتأكد الآن، أولها دور الدولة وليس بالضرورة ذاك الذي اعتمدته الدولة الاشتراكية التي لعبت دور مجموعة رأس المال الاحتكارية، وثانيها، أن تدخل الدولة في النموذج الاشتراكي كان يتم لصالح الفقراء عبر التأميم أما التدخل الكينزي فكان يتم عبر الضريبة التصاعدية. اما التدخل الاميركي اليوم فيأخذ من الفقراء (من ضرائب الناس والمودعين الصغار) ليعطي الاغنياء. بهذا المعنى، الشعور الاول هو ان التحليل بأن الراسمالية ليست نهاية التاريخ لم يعد تحليلا نظرياً. لكن أظن انه يجب قمع الرغبة الذاتية لدينا ولدى من يستعجلون الاحكام بأن ما يحدث هو نهاية الرأسمالية. لدي تقدير بأن للرأسمالية القدرة على استنباط آليات لوقف التدهور. وهنا الخوف بأن يكون هذا على حساب الدول الناهضة حديثاً، لذا ثمة خوف على اليابان والصين، وبشكل رئيسي على الدول ذات الاقتصاد القوي لكن من دون حماية وطنية، وبشكل أساسي الثروة العربية. لذلك اقول من دون اوهام، الراسمالية لم تسقط، بل هي اعادت الاعتبار الى الحلم بالعدالة الاجتماعية والاشتراكية. من ناحية ثانية، ثمة هلع لدى المحافظين الجدد من الانهيار قد تدفعهم إلى خطوات انتحارية، وإلى حروب متنقلة في العالم، وحتى أن باراك اوباما اذا فاز قد يكون مضطرا للخضوع لسياسات المحافظين الجدد.
÷ هل سيكون هناك تغييرات كبرى؟ وماذا عن العالم العربي؟
﴿ لنعد قليلا الى الوراء. فشل نظام القطبين كان سببه اقتصادياً. سيطرة الاقتصاد المعولم على العالم لحقه الانهيار السياسي للاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية. في النظام العالمي الجديد نشأ قطب واحد سياسي مارس سيطرته السياسية وحماها بالحروب. الآن حتماً، ومن دون وهم، فان الانهيار سيترك مجالا سياسيا لأمرين: استقطابات جديدة بين الاقتصاديات الناهضة كالصين والبرازيل والهند التي تريد حماية نفسها في الاقتصاد والسياسة. لذا اما اننا سنكون امام تعدد قطبيات كبيرة، أو في عالم من دون أقطاب.
عربيا، نحن ندعو القوى القومية العربية الى رفع الصوت ازاء الثروة العربية والمطالبة بنظام سياسي عربي جديد لأن النظام الرسمي الذي تمثله الجامعة العربية يجب تثبيت نهايته نظريا على الاقل، ويفترض البحث عن نظام عربي اقتصادي وسياسي جديد. من هنا تأتي المطالبة بتكامل اقتصادي والغاء الحدود الجمركية وبآلية سياسية تنظم الثروة العربية. لا احد يريد أخذ الثروة النفطية من دول الخليج لكن هذه الثروة التي تذهب في سبيل اقتصاد اميركي منهار، فلتحاول ان تتقدم في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عالمنا، أخذا في الاعتبار أن دول الخليج العربي الأكثر تأثرا بالأزمة بسبب ارتباط اقتصاده بالولايات المتحدة.
المبالغة في التطمين لبنانيا مضرة
÷ هل لبنان بمنأى عما يحدث عالمياً؟
﴿ هناك »شطحات« لوزير المالية محمد شطح الذي يأخذ بالظواهر ليطمئن اللبنانيين. وحتى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي احترم قدراته العلمية أعتقد انه يبالغ في الطمأنة. نحن أصلا دفعنا الثمن مسبقاً. ديننا بلغ سقف الـ٥٠ مليار دولار. وما قاله بعض الاقتصاديين بأن اللبنانيين سيشهدون مرحلة استقرار لأن اهل الخليج سيجلبون اموال النفط لوضعها كودائع في المصارف اللبنانية، يعبر عن نظرة ساذجة الى الاقتصاد العالمي الذي ينهار. فكأنما هذا الانهيار سيحمي الودائع المرتبطة به. هو على العكس سيحمي نفسه بها. الاميركيون يمنعون اصحاب النفط من الفرح حتى ببعض الارتفاع في سعر البترول الذي يخفض بشكل ارادي. من ناحية ثانية فإن لبنان أذا كان بلدا تابعا لمنطقة تابعة، فكم يمكن له أن يصمد؟ اذا كانوا يعتبرون أنه لا يمكن للإقتصاد أن ينهار أكثر، فربما حينها نفهمهم! وربما لن يشعر اللبناني بازمة لأنه اصلاً في ازمة.
÷ أين أنتم كحزب مما يحدث؟ يؤخذ عليكم انكم تغلبون الموضوع السياسي على الموضوع الاقتصادي الاجتــماعي، بخاصة في السنوات الثلاث الاخــيرة، الا تطرح ازمة كهذه تساؤلا حول حضور العــنوان الاقتصادي الاجتماعي في ادبيات الحزب وفي برنامجه اليومي؟
﴿ بالطبع. الهم الاقتصادي الاجتماعي كنا نعتبره خشبة خلاص. تأكيد على الوجه الطبقي للحزب الذي بدونه يفقد خصوصيته. نحن نرى ان استمرار الخلل في البنية السياسية في لبنان يبقي الانقسام العمودي غير واضح، ويبرز الانقسام الافقي الطائفي بين الجماعات ويطمس الصراع الطبقي. في الانتخابات النقابية مثلاً، يقول الناس لرفاقنا النقابيين، انتم حققتم لنا مطالب، لكن هؤلاء الناس ينتخبون من يفرضه عليهم الزعيم الطائفي. ضربت هذه القوى الطائفية بدءا من التسعينيات العمل النقابي. النمط الاقتصادي الذي ساد في التسعينيات وما بعدها دمّر الصناعة الوطنية والسياحة بمفهومها الشعبي والزراعة وضربت الطبقة العاملة في لبنان. لم يعد هناك طبقة عاملة صناعية. وحتى المصانع القليلة التي تستقدم عمالا اجانب من دون ضمانات وحقوق تحميهم اصلاً، وتجعل اللبناني منافساً لهم بل تميل الكفة للبناني. لنعترف: بفعل التطورات والازمات لم نقم بالجهد المطلوب لحل المشكلة النقابية، وربما اعتمدنا الاسهل في التوجه الى السياسة بدلا من العمل النقابي. نحن نحاول الوصول الى شريحة اوسع من الاطار النقابي الضيق اليوم. الموظفون والمعلمون وغيرهم يلعبون دورا رياديا اليوم في غياب مؤسف لدور الاتحاد العمالي العام. عنوان تحركنا في عيد الحزب هذا الشهر، سيكون القضية الاجتماعية والارجح ان نقوم بتظاهرة بدلا من اقامة مهرجان خطابي بحيث نرفع فيها هذه الشعارات. لكن هل يمكن للحزب ان يكون قادرا، ان يكون بديلا للحركة النقابية؟ اظن انه يستطيع ان يكون رافعة لكن لا يستطيع الحلول محل هذه الحركة.
سنشارك في المعركة الانتخابية
÷ ماذا تسمي الحزب الشيوعي اليوم؟ حزب مقاوم؟ أم حزب النضال الاقتصادي الاجتماعي؟
﴿ لنسمه حزبا وطنيا لبنانياً. المهمة الاولى في لبنان هي بناء الوطن. احيانا يعتبر البعض ان بناء الدولة هو الاساس. المصيبة ان الفرنسيين اعطونا دولة تنظم علاقات الطوائف ومصالحها، وليس وطناً. وهو لا يمكن ان يكون الا على قاعدة اندماج وطني علماني ديموقراطي. نحن دعاة مقاومة لأن اسرائيل منعت بناء الوطن. وتصدينا للوصاية السورية والاميركية من بعدها للسبب عينه. نحن ساهمنا بشكل متوسط في التصدي للوصاية السورية بينما كان »التيار الوطني الحر« هو الاول. لكن في موضوع الاصلاح السياسي، وهذا فيه بعض فخر، ومع ان قانون النسبية لم يقر، فإن القانون الرجعي (قانون الستين) اقر بحياء ومن دون أب ولا ام. قبل خمس سنوات كان الناس يحكون بسخرية عن النسبية، وانا سميت »مستر نسبية«. صار صعبا على أي طرف لبناني بعد اربع سنوات الا يقبل قانون النسبية. ما معنى ان تقوم المعركة الانتخابية برمتها على ثماني او تسع مواقع في ما يسمى المناطق المسيحية.؟ معناه ان المناطق الاخرى باتت دويلات قائمة. المناطق السنية لا يؤثر عليها الشيعي والدرزي والمسيحي. كذلك مناطق الطوائف الباقية. النائب وليد جنبلاط الذي حاول أن »يطحش« على الجو المسيحي سابقا هو سعيد الان بالعودة الى حصنه الذي لا يمكن لأحد التأثير فيه عليه، أي الشوف وعاليه، مما يعطيه حرية الحركة في اتجاه المعارضة او ١٤ آذار.
الدويلات هذه دليل على ان النظام اللبناني وميثاق العيش المشترك والديموقراطية »التوافقية« انتهت.
÷ ما هو البديل؟
﴿ الان يوجد بديلان: الاول لبنان الديموقراطي العلماني الجزء من العالم العربي المتكامل معه سياسيا واقتصاديا، او الفيدرالية وهي حل انتحاري لأن لبنان لا يقسم بل يفتت ومصيره يكون العودة الى ما قبل العشرينيات.
÷ هل أنتم ستشاركون في المعركة الانتخابية المقبلة؟
﴿ أُخذ القرار في المجلس الوطني بالدخول في معركة الانتخابات، ومحاولة اصلاح الثغرات في العملية الانتخابية.
÷ لكنكم ضد القانون الانتخابي.
﴿ نحن دائما كنا ضد القانون الانتخابي.
÷ وجود نائب في البرلمان ماذا يقدم أو يؤخر؟
﴿ بالنسبة لنا المجلس النيابي هو احد مجالات الصراع السياسي، مثله مثل أي عمل نقابي. حضور الشيوعيين في البرلمان إذا تأتى عن تمثيل الحزب وقوى شعبية ضاغطة وليس من موقع الالتحاق سيكون فاعلاً. خالد بكداش الذي كان وحيدا في البرلمان السوري عادل كتلة نيابية برمتها. اذا كان الحزب الشيوعي يخوض نضالات في المجالات كافة فلماذا لا يخوض في الانتخابات. واقول إننا سنشارك في المعركة الانتخابية وليس بالضرورة الوصول الى المشاركة في الانتخابات نفسها. سنقوم بالمعركة على مرحلتين: استكمال المعركة السياسية، وفي المرحلة الثانية نبحث في خوض الانتخابات او عدمها، وعندها تكون خياراتنا مفتوحة على ضوء الوجهة السياسية والبرامج الانتخابية وتبدأ من خوض الانتخابات وربما التقاطعات الانتخابية مع قوى سياسية، مع الحظر السياسي مع من لم يعلن براءته العملية والنظرية مع المشروع الاميركي الاسرائيلي.
÷ هل من الممكن التقاطع انتخابيا مع قوى ١٤ آذار؟
﴿ ليس كل قوى ١٤ آذار.
حزب الله وجنبلاط وعون
÷ أين تلتقون مع حزب الله اليوم؟
﴿ نلتقي على المقاومة فقط. للأسف اختلفنا في فهمه للاصلاح السياسي والقضية الاقتصادية الاجتماعية.
÷ لكن خطابكم ضد خصوم حزب الله يكون شرسا جداً بينما يظل خطابكم هادئاً تجاهه.
﴿ لسبب بسيط هو الوجه الطبقي للحزب الشيوعي الذي يجعل من الطبيعي ان يكون خصمه الطبقي الاول هو من يمثل المشروع الطبقي المواجه أي الظاهرة الحريرية، وليس حزب الله الذي هو حزب ملتبس ويزيد في التباسه ان الفئة البرجوازية في البلد مشتتة في الطوائف ومتكاتفة في الصراع الطبقي. وهذه تظهر في موقف حزب الله والجنرال ميشال عون من الخصخصة وباريس (٣). لم يبدوا مستقلين عن السياسة المالية للحكومات السابقة. لكن في المجمل، فان قيادة هذا المشروع الطبقي المواجه هي حريرية معلنة ممتدة منذ التسعينيات. وحتى ان ما يخفف من صدامنا مع الحريري هو الالتباس الطائفي الموجود في البلد.
÷ هل لديكم كحزب تصور لسياسة دفاعية؟
﴿ بالطبع. هناك مساران عكسيان. بقدر تطور القدرات الدفاعية للدولة، بقدر ما يخفف الدور المباشر والمستقل للمقاومة. ما جعل المقاومة الشعبية تملأ الفراغ هو غياب الدولة وتقصيرها. يجب ملء الفراغ. في البداية كان اليسار والقوى الوطنية، وبعدها. لا تستطيع ان تقول لي إن تسليح الجيش سيكون احتكارا للولايات المتحدة الاميركية والتي تريد منعي من التسلح في وجه اسرائيل وتقول لي في الوقت نفسه إن سلاح المقاومة سينزع.
÷ كيف يمكن حماية خيار المقاومة؟
﴿ خلافنا مع حزب الله حول الحجة الدائمة لديهم بأن مشاركتهم في الحكومة من اجل حماية المقاومة، وهذه حجة غير منطقية. لم تحم مشاركتهم بالحكومة المقاومة، ولم يؤثر خروجهم منها على المقاومة. في مرحلة من مراحل بناء الدولة عليك أن تقوم بتأهيل لتأخذ وجهة مواجهة للعدو واعتداءاته.
÷ هل خيار المقاومة لبناني شامل؟
﴿ لا يوجد طرف سياسي لبناني قادر على القول انه لا يريد حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان.
÷ لا علاقة لكم مع تيار المستقبل في هذه الايام؟
﴿ لا قرار سياسيا بمقاطعة المستقبل، لكن الاتصال مقطوع. ونحن انتظرنا اعتذارا عن الاعتداء الذي تعرضنا له في عكار ولم يأت هذا الاعتذار. اما العلاقات مع جمهور الحريري فموجودة.
÷ والنائب وليد جنبلاط؟
﴿ نحن ننظر بانتباه الى التطورات والتحولات في موقف جنبلاط.
÷ هل كانت هناك خطوة من قبله في اتجاهكم؟
﴿ لا. نحن اوعزنا الى رفاقنا واصدقائنا في الشوف وعاليه ان ينفتحوا على الحزب الاشتراكي ردا على تصريح جنبلاط بانه يريد القيام بمصالحات مع كل القوى. اما اللقاء مع القيادة فلم يحصل. نحن لم نكن نلومه سابقا على محاولاته التدخل في الحزب، بل على موقفه السياسي. اما القصص الحزبية الداخلية فنحن نعالجها وعالجناها.
÷ مع الجنرال ميشال عون؟
﴿ نحن اعلنا ان لهجة التيار الطائفية في موضوع الانتخابات ضربت التفاهم بيننا وبينه. لكن علينا ألا ننسى دور عون الكبير في الحفاظ على الوحدة الوطنية خلال حرب تموز، إضافة إلى احتواء حالة الفدرالية ويبقى الرهان على تكوين جسم التيار.
المؤتمر العاشر
÷ ما هو موعد المؤتمر العاشر؟
﴿ في الثالث والرابع والخامس والعشرين من كانون الثاني المقبل. وسيكون تظاهرة عربية عالمية كبيرة. ومعظم الوثائق صارت جاهزة. المجلس الوطني سيبدأ الاثنين مناقشة الوثائق السياسية والتنظيمية وبرنامج التحرك الجماهيري. لا نقاش واعادة نظر في الوجهة السياسية العامة للحزب، نحن بحاجة الى برمجة عمل الحزب في الطلاب والشباب والنقابات والصحة والتربية وغيرها...
÷ ما هي قابلية دخول الحزب الى المؤتمر؟
﴿ لدينا مشكلة الترهل التنظيمي. لا نخفي اننا في المجال التنظيمي لم نقدر على المواكبة كما في المجال السياسي. نحن استطعنا تثبيت موقع الحزب السياسي. نحن ومن البداية لم نختر أن نكون في الوسط (بين ٨ و١٤ آذار) بل كنا أكثر ميلا إلى منطق البريستول، مع اننا رفضنا الدخول في التجمع الذي نظر الى قضية الوصاية السورية وليس الوصاية بشكل عام. وبقينا أقرب الى هذا المنطق حتى صدور القرار ١٥٥٩ الذي كان بيت القصيد وكان نقطة التحول الرئيسية في لبنان وليس اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي جاء في سياق الانقسام. القرار كان بداية التدخل الدولي في لبنان والحاق البلد بمسار المشروع الاميركي في المنطقة. المحطة الثانية كانت »حرب تموز« حيث لم نتردد بأن يقال عنا اننا صرنا اقرب الى قوى ٨ آذار. كان علينا ان نأخذ الموقف الذي اخذناه في دعم المقاومة ضد اسرائيل.
÷ ما الذي حدث مع اللقاء التشاوري اليساري؟
﴿ تنتهي قريبا وثيقة اظنها ستكون مهمة على المستوى اليساري تتضمن برنامج توحيد القوى اليسارية في تحالف يساري يرتقي تنظيمياً بغض النظر عن الاحجام، فلا تكون حزبا ولا لقاء احزاب بل في مرحلة وسطية يجمع القوى فيها برنامج مشترك بعيد عن الايديولوجيا وعلى قاعدته ستقوم مؤتمرات في المناطق لمناقشته بمعزل عن المؤتمر.
÷ هل هناك من تغييرات مفصلية بعد المؤتمر؟
﴿ تغيير بمعنى مقاربة القضايا ليكون الحزب أكثر فعالية. على الصعيد الداخلي وان كنا تقدمنا في وزننا بين الشباب إلا اننا لم نقدر على تأطير معظم هؤلاء المحيطين بالحزب في داخله. هذه مشكلة علينا علاجها. وفي الموضوع التنظيمي هناك نقاش جدي حول البنية التنظيمية. هل ما زال التنظيم الهرمي اللينيني للحزب قابل للبقاء ام علينا تغييره؟ هذا للنقاش.
÷ أي جيل الآن موجود في قيادة الحزب؟
﴿ العمر المتوسط. في المجلس الوطني في حدود الاربعين. وهناك اجماع في الحزب على زيادة وزني الشباب والنساء في قيادة الحزب. هناك شباب لديه قدرات وليس بالضرورة ان ينجح في كل امتحاناته كي يصير عضو قيادة.
÷ ماذا عن الامانة العامة؟
﴿ لا شيء محسوماً بالطبع. لكن لا مشكلة تنظيمية لا في الامانة العامة ولا في غيرها.

مشكور أخي عالأخبار

يعطيك الف عافيي

تحياتي لعيونك