منتديات ليب مون

فتحت الانتخابات النيابية في زغرتا أبواب الرزق لكثير من المهن. وباتت تشكل موسماً لعمل مضاعف لأصحاب المطابع ومحلات التصوير والطباعة على الـ«تي شرت» والقبعات. وادت الى انتعاش قطاع مبيعات بطاقات تشريج الخلوي وبطاقات الرسائل عبر الهاتف. كما شهدت وكالات الإعلان وفنون الدعاية انتعاشاً ملحوظاً عبر بدء تعليق بعض المرشحين لصورهم على اللوحات الإعلانية الضخمة، على طول الشوارع الرئيسية الممتدة خارج القضاء. غير انه وان كانت حركة رفع الصور في شوارع زغرتا لم تشهد زخماً حتى الساعة، حيث اكتفى المواطنون بتعليقها على شرفات منازلهم التزاماً بقانون الإنفاق الانتخابي.
الا ان من المتوقع مع مطلع الشهر المقبل أن ترتدي منازل زغرتا صور مرشحيها، التي تطبع بوفرة تكاد معها محلات التصوير أن تعجز عن تلبية الطلبات كافة، التي يرسل منها العديد الى دول الاغتراب ـ حسب صاحب محل للتصوير الفوتوغرافي في زغرتا بيارو عون ـ الذي أشار الى ان الإقبال هذه السنة فاق كل التوقعات، وان المواطن لم يعد يقبل بصورة كبيرة واحدة فهو يريد أكثر من «بوستر» شرط ان يكون «الزعيم ضاحكاً او مبتسماً»، مضيفاً ان هناك إقبالاً شديداً على طباعة الصور من قبل المراهقين الذين يتفننون في انتقاء الكلمات تحت الصورة، ويختارونها بمجملها من وحي المجتمع الزغرتاوي، حتى ان بعض العائلات تضع أبيات شعر فيها تأييداً للمرشح الذي ستنتخبه.
ويلفت عون الى أن الوضع اختلف عن انتخابات 2005 لناحية الإقبال ولناحية طلب المواطن صوراً للائحة كاملة، أي أن معظم المواطنين يطلبون «بوستراً» يضم المرشحين الثلاثة على اللائحة الواحدة، كتأكيد على أنهم سيلتزمون بلائحة موحدة ولن يعمدوا الى التشطيب، وهذه ظاهرة لم تبرز في الانتخابات السابقة.
«لعيون البيك»
«لم تعد الانتخابات تشغل السياسيين والمرشحين فقط»، يقول جوزيف سمعان وهو صاحب «استديو» لتسجيل الأغاني، «بل باتت تحرك شرائح المجتمع كافة في زغرتا والقضاء، حيث يتقدم يومياً عشرات الاشخاص لتسجيل اغان خاصة بالمناسبة، وهي في معظمها حماسية وتشيد بالزعيم والبيك والتيار او الحركة، فيما لم يتقدم حتى الساعة اي مواطن لتسجيل اغنية لواحد من المرشحين المنفردين، معتبراً ان سمة هذه الانتخابات هي الاغنية الانتخابية بامتياز».
مع اقتراب موعد الانتخابات وتصاعد وتيرة الحملات الانتخابية، انتعشت حركة بيع الاعلام الحزبية والملصقات. وتقول زياد يمين انها تبيع في اليوم الواحد اكثر من مئة علم وملصق. مشيرة الى انها تبيع «بالرسمال» في موسم الانتخابات اكراماً لعين «البيك».
الحركة في مطبعة القارح في زغرتا لا تهدأ. يقول احد اصحاب المطبعة جوزاف القارح «ان العمل جيد في موسم الانتخابات وخارجه، لكن في هذا الموسم تراجعت نسبياً حركة الطباعة عن انتخابات 2005 اذ كان المرشح مضطراً لطبع اعداد اكبر من الصور من اجل توزيعها على المحافظة ككل، فيما اليوم الحد الاقصى لاي مرشح هو عشرة آلاف صورة يوزعها على بلدات قضاء زغرتا الـ52، وهذا عدد كاف نسبياً للحملة الانتخابية، كون الاهالي يعرفون كل المرشحين، لان الدائرة صغيرة، كما ان بعض المرشحين يكتفون بطباعة خمسة آلاف صورة فقط.
يضيف، ان الاقبال تراجع نسبياً عن الماضي، اذ عندما كان القانون على صعيد المحافظة كانت تواجه المطبعة زخماً في حجم الطلبات من المرشحين، ليس فقط من زغرتا بل من الشمال ككل، ما يدفع إلى تأجيل باقي الأعمال لحين انتهاء موسم الانتخابات، والتفرغ بشكل كامل لطباعة الملصقات والبطاقات الانتخابية، لكننا في هذا الموسم لا نزال نقبل باقي الطلبات.
ويشير الى أن «بعض» السياسيين لم يباشروا حتى الساعة إطلاق حملتهم الانتخابية، للتأكد من طبيعة قانون الانفاق الانتخابي، الا ان الطلبات حجزت وبوشر العمل لطباعة معظم ما هو مطلوب منهم. وقد تغيرت النظرة الى الاعلان الانتخابي، وهناك تطور لجهة شكل الاعلان ونوعية الورق والالوان.
انتعاش الايجارات
الى جانب انتعاش هذه القطاعات، شهد سوق الايجارات في زغرتا رواجا، لا سيما الشقق التي تقع في الطابق الاول من الاحياء السكنية المكتظة، حيث استحدثت مكاتب انتخابية عديدة في معظم الاحياء والمناطق على طول بلدات القضاء، كما انتعش سوق الهاتف الخلوي والرسائل عبره، اذ درجت في هذه الانتخابات موضة ابلاغ الناخبين عبر «sms» عن اي نشاط يزمع المرشح القيام به، بالاضافة الى استعمال الرسائل الالكترونية لعرض برامج المرشح وتطلعاته وللتواصل بين المكاتب الانتخابية والناخب، او لتصويت الناخب لمرشحه خلال البرامج التلفزيونية، ما دفع سايد الدويهي وهو صاحب محل لبيع الخلوي للتمني بان تحصل كل سنة انتخابات.
من «صوتك مارد» و«يا اشرف الناس»، الى «شامخ كالارز»، الى «زغرتاوي للبنان»، كلمات كتبت تحت صور المرشحين الذين يتحضرون ليوم الانتخاب، بنشاط ليس اقل من نشاط القطاعات التي ازدهرت جيداً في هذا الموسم

merciii 3ala l2akhbar,ya3tek el 3afe