منتديات ليب مون

رأى العماد ميشال عون في محاضرة القاها في المتحف المركزي للقوات المسلحة الروسية في موسكو، عن «القضية الفلسطينية وأزمة الشرق الأوسط المستمرة»، في حضور رجال أعمال من الجاليات العربية ومستشرقين روس وإعلاميين «أن الدبلوماسية العالمية هي سلسة من الجرائم، فتصحيح جريمة وقعت على شعب ما يكون بجريمة أخرى تقع على شعب آخر». واكد «اننا نصارع اليوم من أجل حل يرتضيه الشعب الفلسطيني ولا يكون على حساب لبنان، بل يتحمل عبئه المجتمع الدولي الذي أوجد الأزمة في بدايتها»، لافتا الى «ان لبنان هو بلد هجرة وليس بلد استيطان ولا يحتمل استيعاب أي فائض بشري».
وتحدث عون عن ذكرياته الاولى عن الحرب العالمية الثانية، مشيرا الى «ان اللبنانيين لم يهنأوا باستقلالهم طويلاً، فلم تمض ثلاث سنوات حتى اتخذت الأمم المتحدة قرارها بتقسيم فلسطين في العام 1948 واندلعت إثرها الصدامات المسلحة بين العرب واليهود، وكانت المنظمات اليهودية اكثر تنظيماً وتدريباً في ظل الدولة البريطانية المنتدبة فقامت بحرب تطهير عرقي، ارتكبت خلالها المجازر وأرهبت السكان. وتحت ضغط الإرهاب الإسرائيلي وتواطؤ بعض الدول بدأت مأساة الشعب الفلسطيني باللجوء إلى الدول المجاورة، فكان للبنان القسم الأوفر من اللاجئين».
واشار الى «ان حرب التقسيم في العام 1948 كانت الحرب الأولى بين العرب وإسرائيل، انتهت بهدنة 1949، على أمل الوصول إلى حل سلمي، ولكن هذه الهدنة لم تمهد للسلام، إنما تحولت إلى مرحلة تحضير لسلسلة من الحروب، وكانت حرب السويس في العام 1956 وحرب الأيام الستة في العام 1967 ثم حرب العبور في تشرين الأول من العام 1973 التي أعادت للجيوش العربية بعضاً من اعتبارها»، مضيفا: بعد حرب الأيام الستة في العام 1967 حافظت إسرائيل على سيطرتها العسكرية ولم تستطع أي قوة عربية مواجهتها بالرغم من التعادل في حرب العام 1973 لكن مع حرب المقاومة اللبنانية وإجبار القوى الإسرائيلية على الانسحاب من الجنوب اللبناني، بدأت معنويات هذه القوات بالتآكل حتى بلغت درجة متدهورة من الانحدار بعد حرب تموز، وتبين ثبوت عجزها في محاولتها اجتياح غزة.
وتابع: بلغت هذه الأزمة واحداً وستين عاماً ماتت خلالها أجيال وولدت أجيال أخرى وصارت الحال أصعب مما كانت، فبعد أن كانت المواجهة عربية إسرائيلية أصبحت إسرائيلية إسلامية، وتصاعدت قوى المقاومة بوجه القوة المتصاعدة الإسرائيلية، ولم تستطع تقنيات الأسلحة الجديدة ومواصفاتها تقويض إرادة الفلسطينيين والإسلاميين المناهضين للوجود الإسرائيلي، وتغلبت القوى العربية الممانعة على القوى التي أعطت لنفسها صفة «عرب الاعتدال».
ورأى انه «بعد حربي لبنان وغزة أصبحت مشروعية الأنظمة العربية مرتبطة بدعمها للقضية الفلسطينية كما أنها أصبحت المدخل لمشروعية الدول الإسلامية، هكذا كانت إيران وهكذا أصبحت تركيا».
ودعا الى اعادة النظر بأسباب الفشل المتراكمة منذ تقسيم فلسطين ولغاية اليوم. وانه لا يمكن مقاربة الحلول النهائية قبل حل قضية اللاجئين ويجب أن تكون لها الأولوية المطلقة، وأن على دول الأمم المتحدة التي صوتت على قرار تقسيم فلسطين تحمل مسؤولية الحل وأعبائه.
خطاب هاتفي
من جهة ثانية، القى العماد عون كلمة عبر الهاتف في حفل اقامه نقولا صحناوي لمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين على اندلاع الحرب الأهلية في 13 نيسان 1975 تحت عنوان «المقاومة تجمع كل أبناء الأشرفية» بالتعاون مع هيئات (قدامى القوات اللبنانية ـ قدامى حزب الكتائب ـ نمور الأحرار رفاق داني شمعون ـ حزب الوعد ـ حراس الأرز ـ حزب التنظيم).
وجاء في كلمة عون: «في العام 1990 سقطنا بسبب الجبهة الداخلية ودخلت سوريا الى لبنان ومرّت علينا 15 سنة كنّا خلالها في المنفى وأغلبكم كان هنا»، مضيفا: «هم ادّعوا أنهم حرّروا لبنان من الوصاية ولا أعرف كيف التقينا في 14 آذار الذي يشكل لنا ذكرى منذ العام 1989 فسرقوا الشعار والتاريخ ومن خلاله يريدون أن يسرقوا البلد».
ورأى ان «بوسطة عين الرمانة ليست سوى «عقصة برغشة» بالنسبة لحرب تموز ونتائجها المرتقبة والنزعات التعصبية التي تلتها، لكن بالإدراك والتفاهم والصبر وطول الأناة تمكّنّا من تجاوز «القطوع» ولم تحصل «ضربة كف»، ومستقبلنا كلبنانيين وكمسيحيين بصورة خاصة، بالتفاهم مع مكونات المجتمع اللبناني والتفاهم معه. وتابع: اننا شعب، لا سيما المسيحيون، لا ديانتنا ولا أخلاقنا تقول إننا انعزاليون.
ورأى انه «كان علينا أن نبدأ ببناء الدولة وقطعنا مراحل كثيرة لكننا بدأنا بالأسواق التجارية ومؤسسات خاصة تجارية تستعمل المواطنين كزبائن».