منتديات ليب مون

ما إن اطل الرئيس فؤاد السنيورة معلنا ترشحه عن احد مقعدي صيدا، الى جانب الوزيرة بهية الحريري من ضمن لوائح 14 آذار، حتى انقسم الشارع الصيداوي على نفسه بشكل حاد وقاس، ففي حين رحب انصار «تيار المستقبل» بترشيح السنيورة لافتين الى انهم يتوقعونه ويتمنون تحقيقة لانهم سيفوزون بمقعدي دائرة صيدا، ويردون بذلك على خسارة معركة البلدية التي جرت عام 2004، فإن «التيار الوطني» في صيدا اعتبر هذا الترشيح «مصادرة لقرار صيدا الوطني، والحاقا لها ومحاصرتها من قبل فريق 14 آذار»، ولذا «فان هذا التيار الوطني العريض والتاريخي العروبي المتجذر في المدينة، لن يسمح بنقل صيدا الى أي موقع آخر».
كذلك ردت «الجماعة الاسلامية» بدورها على الترشيح، مؤكدة انها مستمرة في ترشيح رئيس مكتبها السياسي الدكتور علي الشيخ عمار في صيدا، وبخوض المعركة رسميا عن احد معقدي المدينة. في حين ان «المستقلين» في صيدا والمزاج العام في المدينة، تمنوا لو ان السنيورة لم يترشح في صيدا، وبقى رمزا حكوميا بعيدا عن الزواريب الانتخابية الضيقة ومطباتها وهفواتها.
وعاشت صيدا امس اول يوم في «عهدة» المرشح فؤاد السنيورة كنائب محتمل عن احد مقعديها، مع ما حمله هذا الترشيح من هواجس اضافية للصيداويين كانوا بغنى عنها، اهمها الهاجس الامني حيث كانت مراجع امنية رفيعة المستوى قد نبهت الى ضرورة احاطة الوضع الامني في صيدا خلال الانتخابات بجو من العناية الفائقة.
في المقابل، اطلقت جهات صيداوية مطلعة على المعركة الانتخابية في المدينة، بعد ترشح السنيورة اسم «الحرب الانتخابية» وليست جولة انتخابية، لان الامر قد لا يمر بهذه البساطة، ولم يعد عمل مراهقين في السياسة، خصوصا ان عاصمة الجنوب بدأت تستشعر من اليوم الاول لترشح السنيورة، طابع الحرب الانتخابية الشرسة جدا والمفتوحة على كل الاحتمالات، لما حمله هذا الترشيح من طابع التحدي، اضافة الى ما سيتركه من انعكاسات غير مطمئنة ولا هي مريحة مع محيط صيدا الجنوبي، كون هذا الترشح يعني فصل صيدا بالسياسة لاول مرة في تاريخها، عن جغرافيتها الجنوبية الطبيعية والسياسية كعاصمه له ولمقاومته، وكبوابة لعمقها الجنوبي؛ وذلك تمهيدا لفصلها ديموغرافيا!؟ او لناحية التواجد الفلسطيني على تخومها في اكبر مخيمات الشتات على الاطلاق مخيم عين الحلوة، مع ما يعنيه ذلك من احتمالات شتى.
اضافة الى كونه يحاول اقفال بيوتات سياسية صيداوية عريقة، مضى على وجودها اكثر من ثمانية عقود ونيف، وهي تمارس الزعامة السياسية في المدينة من كافة جوانبها: النضالية والمطلبية والاجتماعية والخدماتية والنيابية وفي المقاومة. وبالتالي، فإن حقيقة ان رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد وهو المستهدف الاول بهذا الترشح، يطرح سؤالا: هل ستقبل قاعدة «التيار الوطني» في صيدا اقفال بيوت زعامتها السياسية بهذه البساطة، وقد حذرت مصادر صيداوية من احتمالات تداعيات ذلك في الشارع الصيداوي، لانه قد يتسبب بزج صيدا بمثل هكذا تجربة قد تستمر انعكاساتها وتداعياتها على المدينة وشارعها طيلة اربع سنوات، كانت صيدا بغنى عن دخول مثل هذه التجربة التي قد تكون قاسية جدا.
الجماعة
ويؤكد مرشح «الجماعة الاسلامية» في صيدا رئيس مكتبها السياسي الدكتور علي عمار، انه كان قد وجه نصيحة لـ«تيار المستقبل» بأن لا يعمد الى ترشيح اثنين من تياره عن دائرة صيدا الانتخابية، لان هذا الامر يشكل ارباكا له (التيار) قبل غيره، لما يعنيه من استئثار وهيمنة على قرار المدينة، ولانه صعب على صيدا ان تنتخب اثنين من تيار واحد، معتبرا «ان ترشيح السنيورة خطوة غير مدروسة وغير موفقة، وستؤدي الى انعكاسات سلبية في المدينة»، مشددا على استمراره في المعركة، لانه لم يحصل بيننا وبين «المستقبل» تفاهم على أي شيء، باستثناء التفاهم حول مسألة التفاهم الانتخابي وليس اكثر. وغير ذلك لم يحصل شيء، انما الحوار ما زال قائما بيننا وبينهم وقد نصل الى تفاهم وقد نختلف»، مضيفا: ان الخيارات بالنسبة للجماعة مفتوحة وقد يكون هناك تعاون انتخابي مع آخرين في مختلف المناطق.
البزري
ويؤكد رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري «ان ترشح السينورة لم يفاجئنا، لانه نهج اتبعه هذه الفريق في طريقة تسلطه على زمام الامور في البلد منذ اكثر من عقد ونيف، لانهم بكل بساطة يريدون الاستئثار بقرار صيدا وتحويل مسارها الوطني وربطها بقواعد لعبة 14 آذار، ومعاقبتها على خسارة معركة البلدية عام 2004 ناهيك عن عدم مراعاتهم لتحالفاتهم خارج المدينة مع من ارتبط اسمهم انتخابيا بهم».
ويشدد البزري على «ان التيار الوطني سيخوض المعركة وسيواجه هذه الحرب التي تشن عليه من قبل هذه القوى مجتمعة، ونحن واثقون من الفوز بالرغم من قساوة المعركة وشدتها، ولان صيدا ستبقى عصية على مصادرة قرارها من قبل 14 آذار وارتباطاتهم»، مضيفا: «ان قرار ترشيح السنيورة اتخذ على اعلى المستويات ليس لدى 14 آذار فحسب بل من قبل دول ومراجع خارج الحدود، لانهم اكتشفوا انهم عاجزون او بالاحرى هم اعجز عن الفوز بمقعدي صيدا الا من من خلال ترشح السنيورة، فلجأوا الى هذا الخيار، ومع ذلك فإن التيار الوطني هو من سيفوز لان صيدا ستقول كلمتها».
سعد
ويؤكد النائب سعد «ان معركة صيدا الانتخابية لها أبعاد سياسية ووطنية وسنخوضها وسنفوز فيها، ورب ضارة نافعة»، مشددا على»ان فوز التيار الوطني في المدينة هو انتصار للوطنيين في كل لبنان، وسنفوز، إن شاء الله. وارادوها معركة فلتكن ويا أهلا بالمعارك»، لافتا امام مناصريه الى «ان «تيار المستقبل» من خلال هذا الترشح يعمل لجعل مدينة صيدا نقطة ارتكاز لفريق 14 آذار، من اجل حصار المقاومة وإدخال صيدا في صراع مع محيطها وعمقها الطبيعي في الجنوب».
وأعلن سعد «ان هذا الترشح يستهدف من جملة ما يستهدفه الجغرافيا السياسية للمدينة، وموقعها ودورها والتنوع السياسي والوطني والديني والديموغرافي فيها، واحتضانها لاكبر المخيمات الفلسطينية»، مضيفا: نحن سنخوض هذه المعركة وسنفوز باذن الله لان هذه هي ارادة الصيداويين، ولانه يجب أن يكون هناك توازن في المدينة والتيار الوطني سيحقق هذ التوازن بارادة الصيداويين».
الحريري
بالمقابل، امتنعت الوزيرة بهية الحريري عن التعليق بشكل مباشر على قرار السنيورة بالترشح. الا انها كانت قد أملت امام وفود زارتها «أن تجري الانتخابات في اجواء من الهدوء، لانه من حق كل مواطن ان يمارس حقه في الانتخاب. وبالنهاية الصندوق هو الذي يحدد الفائز، والانتخابات هي محطة من المحطات تنتج ممثلين عن هذه المدينة التي تحتاج الى ايدي الجميع»، معتبرة «ان الانتخابات تأتي وتذهب لكن المهم أن تبقى المدينة هادئة ومستقرة ونشعر بالأمان. ونحن نعتبر الدولة مسؤولة عن أمننا وهي التي يجب أن تؤمن حماية الناس والناس تقوم بواجبها»